مزيد من التسريبات تزيد من تسليط الأضواء على جريمة الانقلاب العسكري في مصر
مزيد من التسريبات تزيد من تسليط الأضواء
على جريمة الانقلاب العسكري في مصر
وتورط قوى كبرى وقوى إقليمية فيه
محمد شركي
تناقلت وسائل الإعلام تسريبات جديدة عن متزعم الانقلاب في مصر . ومعلوم أن التسريبات الأولى تضمنت حديث السيسي مع بطانته المقربة عن الأموال الخليجية التي وضعت رهن إشارته من أجل الإجهاز على ثورة يناير وما تمخض عنها من انتخابات أنهت عهد الحكم العسكري المستبد، وجاءت بحكم مدني وفق قواعد اللعبة الديمقراطية ، وكان حديثه في هذه التسريبات عبارة عن سخرية واستهزاء بالأنظمة الخليجية التي مكنته من أموال شعوبها ليرتكب جريمة الانقلاب وجرائم التقتيل الفظيعة في حق شعب تاق إلى الانعتاق من الحكم العسكري المستبد لعقود ، والذي يقف حجر عثرة في وجه تقدمه . أما التسريبات الجديدة فقد كشفت النقاب عن علاقة متزعم جريمة الانقلاب مع عناصر ضالعة في الخيانة والإجرام من فلول نظام القذافي وعلى رأسها ابن عمه المدعو قذاف الدم ، وهو أحد العناصر ذات الصلة بالمخابرات الغربية كما هو الحال بالنسبة للمدعو حفتر ، فضلا عن الفلسطيني المدعو محمد دحلان المطرود من قبل الفلسطينيين لعلاقته بالمخابرات الصهيونية والغربية ولفضائح فساده . وعلاقة السيسي بمثل هذه العناصر المشبوهة تزيد من تسليط الضوء على جريمة الانقلاب العسكري في مصر التي أعدت بين تل أبيب وعواصم غربية على رأسها واشنطن ولندن وباريس من أجل قطع الطريق على ما يسمونه الإسلام السياسي ، ويقصدون به وصول حزب العدالة والحرية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين إلى مقاليد السلطة عن طريق اللعبة الديمقراطية التي يتبجح بها الغرب ولا يعترف بنتائجها إلا إذا أوصلت إلى مقاليد الحكم من يخضع له ، ويطبق تعليماته حرفيا . ولقد ورطت الدول الغربية دولا عربية في المشاركة في جريمة الانقلاب على الشرعية والديمقراطية في مصر ، وفرضت عليها دفع أموال لمتزعم الانقلاب كما كشفت عن ذلك التسريبات . ولم يقف الغرب عند حد الإجهاز على التجربة الديمقراطية الفتية في مصر بل أراد تعميم الإجهاز على باقي ثورات الربيع العربي كما هو الشأن في ليبيا واليمن مخافة نجاح وفوز ما يسميه الإسلام السياسي حيث وظف لذلك عناصر عميلة له من فلول نظام القذافي المنهار وعلى رأسها اللواء المتقاعد حفتر الذي لم يتقاعد عن العمالة والخيانة والإجرام ، وابن عم القذافي قذاف الدم ،وهما عنصران ربط الغرب العلاقة بينهما وبين السيسي عميلهم في مصر من أجل قطع الطريق على التجربة الديمقراطية في ليبيا كما قطع على التجربة الديمقراطية في مصر. والتسريبات الجديدة زادت من فضح مؤامرة الغرب ضد ثورات الربيع العربي حيث جاءت مباشرة بعد نبأ ذبح رعايا مصريين أقباط في ليبيا ، وهو نبأ لا زالت وسائل الإعلام تتناوله بتحفظ شديد ، وتحوم حوله الشكوك إذ لا تتوفر أدلة تقطع الشك بخصوص ما حدث . ولقد صرحت مصادر لثوار الليبيين أن الحادثة مختلقة من أجل تبرير تدخل الجيش المصري في ليبيا لصالح اللواء المتقاعد حفتر ولترجيح كفته في الصراع الدائر في ليبيا . وتستغرب هذه المصادر أن يحدث ذبح الرعايا الأقباط المصريين على الشواطىء الليبيية التي تعرف تحركات عسكرية غربية مكثفة قبالتها ، وهي تحت مراقبة أحدث وسائل المراقبة بما فيها الطائرات بدون طيار التي ترصد كل تحرك على الأرض من خلال رصد الأقمار الصناعية . ولقد فجرت التسريبات الأخيرة قنبلة من العيار الثقيل كما يقال حين كشفت عن اتصال السيسي بابن عم القذافي قذاف الدم المعروف عنه تأييده لعصابات داعش الإجرامية التي هي صناعة مخابراتية غربية من أجل تشويه ثورات الربيع العربي والإجهاز عليها . ومن غير المستبعد أن يكون قذاف الدم وراء جريمة ذبح الرعايا المصريين باتفاق مع السيسي من أجل إعطائه الذريعة للتدخل في ليبيا عسكريا أو إعطاء الذريعة للغرب بالتدخل فيها من أجل فرض وضع سياسي يخدم مصالحه على غرار ما حصل في مصر . ومما يؤكد تورط الغرب وجهات إقليمية في جريمة الانقلاب على الديمقراطية في مصر وعلى جريمة إضرام نيران الفتنة في دول الربيع العربي هو سكوتها عن الفضائح التي كشفتها التسريبات . وكان من المفروض أن يلاحق قذاف الدم من طرف العدالة الدولية لعلاقته بتنظيم إجرامي إرهابي ، ويحاكم معه السيسي بسبب علاقته به كما كشفت عن ذلك التسريبات . وما دام ذلك لم يحدث فإنه قد تأكد أن هذا التنظيم الإجرامي الإرهابي إنما هو صناعة مخابراتية غربية من أجل الإجهاز على ثورات الربيع العربي التي لم تجر رياحها بما تشتهي سفن الغرب وعلى رأس ما تشتهيه توفير الحماية والأمن والسلام للكيان الصهيوني المحتل .
وسكوت الغرب عما يحدث في سوريا واليمن خصوصا تورط النظام الإيراني فيهما عسكريا يؤكد أيضا مؤامرة الغرب ضد ثورات الربيع العربي منعا لنشوء ديمقراطية تنشدها الشعوب العربية لتنطلق نحو التطور والرقي، وهو ما لا يقبله الغرب الذي يريد أن يستأثر بالتطور والرقي ويستعبد الشعوب العربية، ويجعلها دائما تابعة له وتحت سيطرته تتخلى له عن خيراتها ليصنع مجده ورفاهيته، وتتجرع هي مرارة التخلف والفقر والجوع والمرض والعنف الذي يزرعه ويرعاه ويموله من عوائد خيراتها.