حول مقتل البوطي
حول مقتل البوطي
د. شرف القضاة
سألني كثير من الأصدقاء عن رأيي في مقتل الشيخ البوطي، وما كنت أود أن أخوض في
هذا الأمر الشائك، لأن أي كلام في الموضوع سيعجب أناسا ويغضب آخرين، وليس من
هدفي إغضاب أحد، ولأن بعض الناس مقاييسهم غير شرعية، وليسوا من طلاب العلم
الشرعي، ولأن آخرين لن يأخذوا من الكلام إلا بعضه، وسيتناسون بقية الكلام،
ولذلك لن أرد على تعليقات أحد في هذا المقام.
ولكن قياما بواجب بيان الحكم الشرعي أقول والله المستعان:
الدكتور البوطي أستاذي في جامعة دمشق أربع سنوات.
وما أظن أن أحدا أحبه لعلمه كما أحببته.
وقد استفدت من كتبه كثيرا ودرَّست بعضها في الجامعة سنوات.
ولكن حبي للحق أكبر من كل حب إن شاء الله.
ولذلك وبصراحة فقد تغيرت مشاعري نحوه من سنوات طويلة ومن أيام حافظ الأسد
ومواقف البوطي منه.
ولا أدعي أنني قد شققت عن قلب البوطي ونيته.
وأتمنى صادقا من كل قلبي أن يكون البوطي قد تاب، ومات على توبة عن دعم النظام.
ولكننا شرعا لنا الظاهر والله يتولى السرائر.
ولا يكفي شرعا أن يموت الإنسان أو يقتل في مسجد لتكون خاتمته حسنة.
والظاهر لنا أنه - للأسف الشديد - كان داعما لنظام مجرم قاتل، لم يشهد التاريخ
الحديث نظاما أكثر إجراما منه.
إن أخطر ما يقع فيه الإنسان هو الكبائر وحقوق الناس، وحسب الظاهر فقد وقع
البوطي في أكبر الكبائر من حقوق الناس، وهو تسويغ قتل المتظاهرين والثوار على
النظام المجرم بالتصريح أو التلميح.
أعود وأقول: أتمنى أن يكون قد مات على التوبة من دعم النظام المجرم، وعلى نية
الخروج على النظام والانشقاق عنه.
وما ذلك على الله ببعيد.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت ققلوبنا على دينك