عادل الخذري " البوعزيزي رقم 2 في تونس يحرق نفسه"
عادل الخذري
"البوعزيزي رقم 2 في تونس يحرق نفسه"
رضا سالم الصامت
مواطن تونسي في عقده الثالث يسكب البنزين على جسده أمام المسرح البلدي بالعاصمة التونسية وسرعان ما هرع إليه أعوان الشرطة إلى إطفاءه ولكن حياته في خطر.وقد تحولت الحماية المدنية على عين المكان لنقله إلى أحد المستشفيات
ووفق ما عاينه مواطنون وقفوا على الواقعة فإن هذا الشخص نقل حيا الى المستشفى غير أنه أصيب بتشوهات كبيرة في جسده جراء الحروق البليغة التي أصابته في أغلب جسده ،مثلما أكدوا أنه صعد أمام المسرح البلدي وفاجئ الجميع بسكب البنزين على جسده و أشعل النار في نفسه وقد ظهرت آثار عملية الحرق على قارعة الطريق
وحسب روايات المواطنين فإن هذا الشخص الذي حرق نفسه هو بائع سجائر في سوق المنصف الباي بالعاصمة تمت مضايقته في المدة الأخيرة من طرف أعوان شرطة التراتيب الذين يشنون حملة ضد الانتصاب الفوضوي
وقد خلَفت هذه الحادثة حسرة في نفوس المواطنين الذين اعتبروا أن ليس الحل في عملية حرق الذات البشرية في حال تعرض الشخص إلى مشكل شخصي او في عمل أو حتى لم يحصل على موطن رزق وفي المقابل رأى شق آخر أن الظروف التي تمر بها البلاد صعبة وأن الكل يحرص على لقمة العيش بالحلال داعين أعوان الأمن إلى ترك هذه الشريحة من المواطنين العمل وعدم دفعهم إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات والدخول في متاهات أخرى على غرار الإجرام. و كفى ما جرى للبوعزيزي الذي احرق نفسه من جراء مثل هذه التصرفات فكان حرقه قد فجر ثورة اطاحت بنظام بن علي و صنعت ربيع الثورات العربية
هذا المواطن يبلغ من العمر 27 سنة توفي متأثرا بالحروق البالغة التي أصيب بها بعد أن أضرم النار في نفسه في قلب العاصمة تونس قبل ساعات من عقد البرلمان جلسة عامة لمنح الثقة لحكومة العريض الجديدة ينتظر منها اقرار اجراءات عاجلة لمشاكل اجتماعية واقتصادية متفاقمة. لم يقع معالجتها لا في عهد بن علي و لا في عهد حكومة المرزوقي المؤقتة ، مما جعله يفكر في الانتحار و وضع حد لحياته فلجأ الى سكب الوقود على نفسه واضرم في جسمه النار امام مقر المسرح
البلدي بشارع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية في حادثة هي الاولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال شهود عيان ان الشاب صرخ بصوت عال قبل ان يضرم النار في نفسه قائلا “هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر, هذا ما تفعله البطالة فيهم ( الله اكبر، الله أكبر) . واثارت كتلة اللهب الكبيرة التي انبعثت من الشاب المحترق هلع المارة وسائقي السيارات الذين سارع بعضهم ووسط الصراخ الى اطفاء النيران باستعمال ملابسهم. وأعلن الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) ان الشاب الذي نقل الى مستشفى الحروق البليغة بولاية بن عروس (جنوب العاصمة) اصيب بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الظهر وخلف الراس” وقد توفي بعد نقله إلى المستشفى بساعات قليلة متأثرا بحروقه
وهكذا يبدو أن نيران اللهب تكوي أجساد شبابنا التونسي العاطل عن العمل فبالأمس انتحر محمد البوعزيزي حرقا و اليوم ينتحر عادل الخذري و من يدري غدا من الذي سيحرق نفسه و بالتالي سينتحر
انها حادثة اليمة و مؤسفة للغاية ، فهل كان عادل يمر بصعوبات مادية و نفسية أم هو البوعزيزي رقم 2 في تونس أراد أن يحرق نفسه هكذا .... و هل بحرق نفسه يحل المشكلة ؟ لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.