هل يستطيع بشار الأسد أن يدمر إيران
أحمد الجمال الحموي
سؤال غريب أليس كذلك ؟ بلى إنه لغريب , لكنني لست مازحا في طرحه . ولعل وجه الغرابة أن إيران وروسيا أكبر داعمين لإجرام المجرم فواجبه ان يشكرهما لا أن يدمر أية واحدة منهما .
لكن الأسد الإبن قد يدمر ايران من غير قصد ولا تعمد , وسبحان من إذا شاء جعل تدمير الإنسان في تدبيره شاء العبد أم أبى والله على كل شيء قدير.
وقبل أن أمضي في مقالتي هذه أقول إن الاسد الإبن لا يستطيع وحده أن يدمر إيران فهو أذل من ذلك وأقل و لذا لا بد له من معين ومساعد .وربما يقول قائل ها هو ذا يدمر سوريا وقد اكتسب خبرة في التدمير , نعم لكنه لولا ايران وروسيا وتآمر العالم على الشعب السوري لدمره الشعب قبل أن يدمر شيئا ما .
وهنا يثور سؤال لا بد منه هو من ذا الذي سيساعد بشار الأسد على تدمير سادته في إيران ؟ والجواب غريب غرابة عنوان المقالة , هو أن الذي سيساعده هم ملالي إيران وحكامها . ألم يقل الحكماء عدو عاقل خير من صديق جاهل ؟! بلى لقد قالوا . فكيف اذا كان كل واحد من الطرفين اللذين نتحدث عنهما قد أعماه الحقد الصفوي الكسروي على أمتنا , حتى صارا مخلوقا شائها من الطيش والحماقة , والحماقة كما تعلمون داء لا دواء له ولله در من قال
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
وعلى كل يحق للقارئ أن يسأل كيف سيدمر الأسد الإبن إيران بمعاونة ملاليها وحكامها , فهيا إلى الشرح والبيان :
أولا : إن كثيرا من الدول يكون انهيار اقتصادها عاملا حاسما في تداعي بنيانها ودمارها وقد غدا من المعروف أن إيران تنزلق في هذا المنحدر لسببين اثنين
1. العقوبات المفروضة عليها لكبح طموحاتها النووية كما يقال
2. ما تقدمه إيران إالى بشار من أطنان السلاح والذخيرة ليتمكن من قتل عدوه اللدود ( الشعب السوري ) ويقدر ما قدمته إيران للأسد حتى الآن بمليارات الدولارات في وقت هي أشد ما تكون حاجة لها ولولا دعم إيران وروسيا للمجرم بشار لما كان عنده طلقة بندقية ولا قذيفة طائرة أو مدفعية يدمر بها سورية ويقتل الشعب الثائر على الحكم البغيض
أضف الى هذا ما جاء أخيرا في الأخبار الإقتصادية من أن خسارة إيران في عام 2012 فقط بسبب العقوبات المفروضة عليها قدرت بأربعين مليار دولار . وكان الأجدر بإيران أن تكتفي بعقوبات الغرب عليها لكنها لم تفعل بل ساعدت بشار الأسد على فرض عقوبات اضافية عليها تقدر أيضا بمليارات الدولارات حتى ضا ق حبل الإقتصاد عليها وكاد أن يخنقها , فهنيئا لإيران بما تقدمه لعميلها بشار من دعم مالي وعسكري سيساهم في تدميرها وما أشد انطباق المثل عليها ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) .
واليوم أصبح كثير من أبناء الشعوب الإيرانية بسبب سوء صنيع القيادة عاجزين أو شبه عاجزين عن تأمين مطالبهم اليومية بعد أن فقد الريال الإيراني نصف قدرته الشرائية ولا يزال الإنهيار مستمرا ولم يتوقف بعد .ويعرف كل من له أدنى إلمام بعلم الإجتماع والسياسة أن المطالب الحياتية اليومية دافع كبير إلى الثورة , هذا عدا عن الدوافع الأخرى الموجودة أصلا في إيران من تعدد الأعراق والمذاهب وتذمر هؤلاء جميعا ومن مصادرة للحريات وتكميم للأفواه ومن تفريق بين المواطنين على أساس القومية والدين وغير هذا . وما حركة الإصلاحيين قبل أكثر من ثلاث سنين إلا مثال حي على ما نقول . ومن سوء حظ الملالي أنهم استقبلوا عقوبات بشار الأسد على إيران بالترحيب آملين أن يساهم دعمهم له مضافا إلى بطشه وجنونه بإبقاء سورية ولاية من ولايات كسرى البائد وكأنهم لم يسمعوا بأنه لا كسرى بعد اليوم .
ثانيا : إذن المعول الأول الذي يهدم به بشار بنيان إيران بمساعدة الملالي هو المعول الإقتصادي. أما الثاني فهو ما تنقله الطائرات بلا انقطاع من جثث الإيرانيين الهالكين على يد أبطال سورية الأحرار . فالجنائز متتابعة لا تتوقف وهذه الجنائز ترى الشعوب الإيرانية أن أصحابها يقتلون في سبيل قضية لا شأن لهم بها , وإن كان للملالي الحاكمين حسابات إستعمارية بعيدة الغور وبعيدة بالقدر نفسه عن رأي الشعب الإيراني وتفكيره , هذا علاوة على أن عامة الإيرانيين يعتقدون أن معركة إيران في سوريا معركة خاسرة جائرة , وأن أموالهم وقتلاهم سيكونون حسرة وندامة عليهم في الدنيا قبل الآخرة .
ثالثا : ثم إن هؤلاء القتلى يخلفون وراءهم أرامل وأيتاما يزداد عددهم يوما بعد يوم وهذا وحده كاف في تفجر مشكلات اجتماعية خطيرة كانت إيران في غنى عنها وهي التي لم تلتئم جراحها من قتلى عدوانها على العراق أيام صدام حسين رحمه الله تعالى وما نتج عن ذلك من عشرات آلاف الأرامل والأيتام إن لم يكن أكثر من هذا . ولكن إذا وقع القدر عمي البصر , وهذه المشاكل السابقة ستجر وراءها مشكلات في سلسلة قد تكون نهايتها بعيدة .
رابعا : والأمر الأخطر من هذا عند من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن الأمة العربية برزت أمامها صورة الصفويين الكالحة السوداء على حقيقتها , وبانت عداوتهم لأمتنا وقد كان كثير من المسلمين عن هذا من الغافلين , ولكن بعد الثورة المباركة استيقظ النيام وانتبه الغافلون وانكشفت سوءات الروافض لايسترها أقل ساتر . وحقا إن ظهور الروافض يفضحهم ويقصم ظهورهم لأنهم سرعان ما يطفون على السطح بحماقة عجيبة بعد أن تستخفهم القوة فلا يسمعون عندئذ ولا يبصرون .
وكان الأحرى بعقلاء إيران أن لا يسمحوا بوقوع إيران في هذا الخطأ القاتل وأن يطالبوا بشار الأسد منذ الأيام الأولى للثورة السورية بالرحيل , وأن يطالبوا حكومة الملالي بأن لا تحشر أنفها في معركة خاسرة , فثورتنا السورية ليست ثورة حزب على حزب ولا فصيل على فصيل , بل هي ثورة شعب كامل لم يدع الأسد الإبن مدينة من مدنه إلا دكها بالطائرات والمدفعية باستثناء طرطوس وما لف لفها . ومن المضحكات المبكيات أن هذا المجرم يقول إن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وكأن الشعب لم يقرر حتى هذه اللحظه . وهل هناك تقرير أبلغ من تدمير سوريا لرفضها حكم هذا الطاغية الصغير وإصرار شعبها على مقاتلة عصاباته حتى النصر بإذن الله .
بارك الله بالشعب السوري الذي قال كلمته بأفصح بيان ونطق بها كل شيء حتى الحجر والشجر مع البشر لكن اللئيم يركب رأسه ويمده في الغي اخوانه الحمقى من الملالي القابعين على صدور الشعوب الإيرانية . أرأيت كيف يستطيع بشار وملالي إيران أن يدمروا إيران ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا )
أيها الشعب السوري العظيم صبرا فإن النصر قادم بمشيئة الله تعالى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
أحمد الجمال الحموي
نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا
عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين
عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين