إلى المغفلين سياسيا بائتلاف المعارضة

محمد هيثم عياش

[email protected]

ربما يشتعل رأس المتتبع لتطورات نشاطات زعماء ائتلاف المعارضة السورية شيبا وخاصة اثناء نشاطاتهم بمؤتمر مدينة ميونيع للامن والسياسة الاستراتيجي الذي عقد بتلك المدينة في الفترة ما بين 1 و 3 شباط/فبراير الحالي ، كيف كانت الاضواء مسلطة على زعيم الائتلاف الشيخ معاذ الخطيب . لقد كنت في ذلك المؤتمر ولكن والحمد لله ومن رحمته بي ليس ضمن هؤلاء الزعماء بل ضمن الصحافيين الذين يعتبرون الاكثر مراقبة لذلك المؤتمر والمؤتمرات الدولية الاخرى ، فنحن معشر الصحافيين  حلقة وصل بين  السياسيين ننقل تصريح سياسي ما الى سياسي آخر  لنأخذ رايه عن ما تفلسف به ذاك  كما انن حلقة وصل بين الشعب والحكم..

لقد كان موضوع مأساة شعبنا في سوريا بمقدمة مواضيع المؤتمر المذكور الذي يبقى كلاما بدون تطبيق وحبرا على ورق . الا أن الامر الذي أثار سخرية السياسيين الذين شاركوا بالمؤتمر وراقبوا نشاطات الشيخ الخطيب هو هرولة الخطيب المبارك لمقابلة وزيري الخارجية الروسي والايراني سيرجي لافروف وعلي اكبر صالحي وتصريحاته بندوة جمعته مع السيء الصيت صاحب الافكار الجهنمية  الاخضر الابراهيمي  التي لا يزال يقترحها للتوصل كما يعتقد ويعتقد سياسيون آخرون بانهاء ماساة شعبنا سياسيا . فقد أكد الخطيب استعداده لمحاورة ممثلين عن الطاغية الصغير بشار اسد لانهاء الازمة ببلاده . وما ان خرج الخطيب من غرفتي لافروف وصالحي الا وخرج علينا لافروف بتأكيد قبل اجتماعه مع الخطيب وبعد اجتماعه معه دعم موسكو المطلق لاسد ونظامه بينما اكد لي مدير مكتب صالحي بأن على المعارضة السورية ان لا يذهب الظن بها بعيدا تغيير طهران موقفها من اسد وسحب يدها منه ، واتهمني حسينيان / مدير الصالحي / بانني اريد الدخول الى سوريا على فوهات دبابات حلف شمال الاطلسي / الناتو /  وان امريكا ترسل عناصر اسلامية الى سوريا لمحاربة اسد لمصلحة واشنطن قائلا لي ان امريكا وراء انتفاضة الشعب السوري . هل تصدقون ذلك بان امريكا وراء انتفاضة شعبنا ؟ قلت له لو كان ذلك لانتهى امر اسد منذ بداية الانتفاضة وان انتفاضة شعبنا انتفاضة صادقة من شعب كريم ابي اعلن طلاقه من الخوف والنفاق  وانه سينتصر رغم حكومتي الملالي والكرملين .

وكانت الطامة الكبرى التي لحقت بي في ليلة السبت / الاحد 2 و3 شباط تلك الليلة  المباركة التي اجتمع بها الخطيب مع صالحي اذ كان في الفندق الذي كنت فيه مراسلي الرائي الايراني وجاءني أحدهم وقال لي نحن سندافع عن اسد الذي يعتبر بطلا من ابطال الصمود والتصدي للمفسدين في الارض الصهاينة وحلفاءهم وستبدي لك الايام القليلة المقبلة ما تجهله ان النصر حليف الاسد وما انتم ايها المنتفضون ضد اسد الا شرذمة وحثالة من الناس ولولا الادب الصحافي لبطشت بذلك الزميل اذ ان الشيعة اغبياء لا يفقهون الدين ولا التاريخ .

ولكن الاغبى منهم زعماء الائتلاف الوطني الذين يركضون وراء ايران وروسيا اللتين تلطخان ايديهما مع الصين وغيرها من دماء شعبنا فقد أخذت حب الزعامة الشيخ الخطيب بعيدا عندما ظن ان مقولة سيدنا عثمان بن  عفان رضي الله عنه الذي قال / ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن / تنطبق عليه فقد كان عليه استشارة  أعضاء الائتلاف بلقاءه مع لافروف وصالحي وتصريحاته المثيرة للجدل استعداده الاجتماع بأعوان المجرم اسد وهم مجرمون مثل اسد  واسوأ من جلساء فرعون  ذلك اللقاء واستعداد الاجتماع ضربة موجعة لانتفاضة شعبنا .

هل تعلمون ان الغرض من قيام ائتلاف المعارضة السورية هو القضاء على المجلس الوطني السوري وقد تم للغرب ذلك وترحيب روسيا وامريكا وغيرهما بتصريحات الخطيب باستعداده الاجتماع مع ازلام اسد خطوة نحو القضاء على الائتلاف المذكور وسيتم ذلك من اجل استمرار اسد بقتله شعبنا وتدمير ما تبقى من مدننا وقرانا .

فمرحى للمغفلين .