ممنوع دخول اليهود

ممنوع دخول اليهود

غسان مصطفى الشامي

[email protected]

اليهود أمة مكروهة منذ قدم العصور والحديث عن بني إسرائيل وقتلهم للأنبياء ومماطلة نبيهم موسى عليه السلام وعدم نصرته والقتال معه، حديث يطول والقرآن الكريم خير شاهد ، كما أن اليهود هم أكثر الأمم قتلة للأنبياء، وما أن علموا بقدوم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدنيا حتى بدءوا يبحثون عنه ليقتلوه، وقد قاموا بمحاولات عديدة لقتله، كما أن اليهود يحملون حقدا كبيرا على الإسلام والمسلمين، فضلا عن صفاتهم الذميمة وخداعهم ومكرهم لذلك لم يصبر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقام بمحاربتهم وترحيلهم من المدينة، ولو استعرضنا احداث التاريخ لوجدنا أن سبب ما يحدث من فتنة في عالمنا الإسلامي اليوم هم اليهود، فمنذ بدء الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان سببها اليهود وهم "السبئية " أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، وما تبع هذا الحدث الجلل من أحداث كان اليهود ورائها .

 إن صفات الكره والحقد لا تترك اليهود ففي التاريخ الحديث بدأ اليهود يمكرون ويخططون للسيطرة على كل دولة يكونوا فيها لذلك تعرضوا للطرد من ملوك فرنسا وبريطانيا، فقد أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول مرسوما ملكيا في عام 1290م يقضي بطرد اليهود من الأراضي البريطانية، فيما كان رجال الدين المسيحي يجوبون البلاد لتحريض الناس على مناهضة اليهود الكفار، وعلى إثر ذلك رحل حوالي 16 ألف يهودي من بريطانيا إلى فرنسا التي لم يرق لهم الحال للعيش بسلام فيها بل أصبحوا يشكلوا خطرا كبيرا على فرنسا بسبب المشاكل الكثيرة التي جلبوا للملك الفرنسي، مما اضطر الملك "فليب له بل " إلى إصدار مرسوم ملكي في عام 1306م يقضي بطرد اليهود من البلاد الفرنسية، وتم طردهم إلى أسبانيا، وفي أسبانيا وجد اليهود معاملة طيبة من قبل العرب المسلمون، وهنا بدءوا يخططون للاستفادة من هذه المعاملة الطيبة في تحقيق ما يصبون إليه، ومع بداية القرن السادس عشر بدأ اليهود يهاجرون إلى البلاد العربية في إطار حكم الامبراطورية العثمانية التي فتحت لهم الأبواب على الرحب والسعة، حيث أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني مرسوما يقضي بحسن معاملة اليهود والسماح لهم بالاشتغال بالتجارة والاقتصاد، لكن التسامح العثماني مع اليهود كان وبال وعاقبة وخيمة على الإمبراطورية العثمانية التي إنهارات بسبب مؤامرات اليهود، فيما استغل اليهود طيبة العثمانيين في الهجرة إلى أرضهم الموعودة حسب أساطيرهم أرض فلسطين، فيما بدأ المفكرون اليهود يشحذون الهمم ويدعون اليهود إلى ضرورة السيطرة على المال والذهب والإعلام، والحفاظ على عادات وتقاليد اليهود، وقد كان اليهود يعيشون حياة انعزالية في حارات خاصة بهم، وكانت معروفة في جميع البلدان باسم " الحارات اليهودية "، ومن شدة كره الأوروبيون لليهود أصبح اليهودي عندما يتوجه إلى الكثير من الأماكن في أوروبا يجد لافتة مكتوب عليها " ممنوع دخول اليهود"، هذا الأمر أثر كثيرا في نفوس اليهود.

إن عمل اليهود في المال والذهب أدى إلى ازدياد ثرواتهم ومنافسة الاقتصاد الرأسمالي الأوروبي والتأثير على الكثير من القرارات في الدول الأوربية التي كان تطمح للانقضاض على أملاك الإمبراطورية العثمانية " الرجل المريض " واقتسامها بينهم وهنا كانت الفرصة لدى اليهود لتحقيق أمالهم في العودة إلى أرض فلسطين.

 بدأت الأفكار اليهودية المطالبة بعودة اليهود تظهر في القرن السابع عشر فقد أصدر المحامي البريطاني هنري فنش سنة 1621م كتاب بعنوان " البعث العالمي الكبير أو دعوة اليهود "كذلك ظهرت دعوات لليهود أمثال شبتاي بن زفي (1626م-1676م ) ويهودا القالي (1798م -1878م ) وموريس هس ( 1812م – 1875م ) وغيرهم كانت تدعو اليهود إلى زيارة الأماكن المقدسة والسكن بجوارها، فيما كان عدد اليهود في عام 1799م نحو 5 آلاف يهودي، وفي عام 1876م بلغ عددهم 13920 يهوديا، كما أن حملة نابليون بونابرت إلى مصر عام 1798م واحتلالها بسهولة لفتت الأنظار إلى ضعف الدولة العثمانية وفتح شهية الدول الأوروبية إلى الاستعمار واقتسام تركة الدولة العثمانية، وخلال حرب نابليون أمام أسوار عكا الحصينة في إبريل عام 1799م صدرت دعوات نابليون لليهود لتحقيق آمالهم في العودة إلى البلاد المقدسة، وبدأ اليهود منذ نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي وتعليم اليهود على الزراعة، فقد قام أحد اليهود الأثرياء بإنشاء مدرسة يهودية زراعية في حيفا في عام 1870م وتوالت موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، كما مارس اليهود الضغط الكبير على سلاطين الدولة العثمانية من أجل التملك في البلاد العثمانية، كما بذلوا جهودا كبير في الضغط على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876م – 1909م ) من أجل منحهم فلسطين وطننا لهم ويدفعون عن الدولة العثمانية ديونها ويقدمون لها المساعدات اللازمة وبعد ذلك بدأ اليهود يحيكون المؤامرات والدسائس إلى أن سقطت الدولة العثمانية وبدأ اليهود من خلال جمعية الإتحاد والترقي التي تأسست في عام 1909م بتكثيف الهجرات إلى فلسطين وشراء الأراضي وبناء مستوطنات، كما كان لليهود ثلاثة وزراء في حكومة الاتحاد والترقي عام 1913م، أمام في كواليس اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م فقد دعم اليهود البريطانيين بقوة للحصول على أرض فلسطين وتم لهم ما شاءوا وما أن أصبحت بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين حتى بدأ الضياع الحقيقي لفلسطين فقد فتح الانتداب البريطاني لليهود أبواب الهجرة وقدم لهم المساعدات الكثيرة لاحتلال فلسطين.

 وحتى هذه الأيام نعيش الحقد اليهود والكره لكل عربي وفلسطين ومسلم، وهل بعد ذلك يكون سلام مع اليهود .. إن السلام مجرد وهم كبير وخداع كبيرة عاشه ثلة قليلة من الفلسطينيين والعرب أصحاب المصالح الدنيوية وأصحاب المشاريع الهدامة .

إلى الملتقى ،،