الله... سوريّا... شعبي وبٍس
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
ثرثرة قد تكون مفيدة , قد تجد شخصاً يلقي كلمة لايبالي لها ولا يقصد منها إلا الثرثرة , ولكن يقتنصها السامع فيعمل لأجلها وتصبح الثرثرة محفزاً لسامعها , كأن الله أنطق على لسانه مستقبل الشخص المخاطب انطلاقاً من موقف جاد أو ساخر .
ذكر الرئيس المصري الراحل أنور السادات , أنه جرت مشادة بين أمه وعمته أو جدته عندما كان صغيراً وعن إصرار أمه للذهاب إلى المدرسة , وأرادت الأخرى التقليل من أهميتها , وأن تدعه يذهب للعب مع أصدقائه , وعندما أصرت الأم قالت لها المعترضة ساخرة بقولها دعي الولد يلعب ,فهل سيصبح رئيسا ؟
بعد الثورة في سوريا ظهرت شعارات متعددة وكان من أبرزها شعار الثورة (الله سورية حرية وبس )
في حين كان شعار مؤيدي السلطة المجرمة (الله سوريا بشار وبس )
إن بشار الأسد اقتبس الشعار وقال في خطابه قبل الأخير (الله سوريا شعبي وبس )
عندما سمعت منه ذلك القول , عرفت أن كلامه هذا لايقصد فيه حقيقة تبدو للسامع والتي ,ترافقت مع تصفيق وتهليل من قبل الرعاع الموجودين حوله والمصفقين والمهللين له , وكأنهم فهموا أنه يعني الشعب السوري , فلا عجب من فهمهم ذلك !! فهم لايفهمون إلا التمجيد والتهليل والتكبير للزعيم .
بينما فهمت من عبارته هذه أنه يقصد طائفته فقط في حينها , ولكن في خطابه الأخير الذي ألقاه في دار الأوبرا بدمشق , والتبادل الذي حصل بين الجيش الحر , في اطلاق سراح 48 أسيراً إيرانياً اليوم في مقابل أكثر من ألفي معتقل من السوريين , عاد بي الحدثين إلى الوراء وتفسير شعاره السابق فوجدت أن تحليلي لشعاره كان خطأً مني في حينها , أما الآن فقد وضحت الصورة جلية أمامي مستنداً فيها على قراءات سابقة ومعلومات وجدناها في ثنايا البحث عن أي شعب ينتمي له بشار المجرم .
1- تشير القصص المتداولة عن أصل عائلة الوحش , والتي استطونت القرداحة في بداية القرن الماضي أنها عائلة إيرانية , كما أكد ذلك الاستاذ وحيد صفر في إحدى مقالاته من أن رفعت الأسد هو الذي أكد له أن عائلته الوحشية هاجرت من إيران وسكنت القرداحة بعدها , والعائلات في القرداحة يعرفون ذلك حق المعرفة (مع العلم أن حافظ الوحش هو الذي غير الكنية من بيت الوحش إلى بيت الأسد , ولم يتغير من الصفة شيئاً) .
2- قد يكون الأمر هذا ليس بمقنع للبعض , ولكنني أخاطب مؤيديه من الذين يسمون أنفسهم بالأحزاب القومية , لنعرض أمامهم صورة واضحة وجلية , هذه الصورة شاهدها كل من تابع خطاب المجرم الأخير في دار الأوبرا في دمشق . كانت الصورة الخلفية التي تعرض للجمهور هي صور القتلى من الأطفال والنساء والرجال , والذين أعدموا على يد قوات المجرم بشار , فمنهم من ينتمي للشعب السوري من المؤيدين , ومنهم من ينتمي إلى المعارضين أو الصامتين , فلو كان هذا المأفون ينتمي للشعب السوري , لجعلت تلك الصور الرهيبة من أي إنسان يملك في داخله ذرة من الانسانية , أو ذرة من ضمير إنساني , لقالت له نفسه انظر إلى جرائمك , ولعنات الضحايا تطعنك من الخلف وفي القلب وفي الضمير , لكان قال عندها أمام الجميع (عذراً ياشعبي لقد أوصلتكم للهلاك , آه يانفس ماذا فعلت في دنياك لقد هلكت وسأهلك ملايين المرات , فهنيئاً لك أيتها الأرواح فقد متّ مرة واحدة ولكن أنا من يشفع لي بعد كل هذا , سأموت وأقتل ملايين المرات , حتما ستضحكين علي كما أضحك انا الآن , وهؤلاء المصفقين النعاج أمامي؟
3- ولكن هولايهتم بالأمر فالشعب السوري ليس شعبه , وعشرات الآلاف الذين قتلوا ويقتلون من طائفته بالإضافة لبقية الطوائف , لايهمه من أمرهم شيئاً , فعقيدة الصفويين مبنية على قدوم المهدي والذي سيكون أول عمله هو إبادة العرب من السنة ومن الشيعة العرب بعدها , لذلك كان يتغنى ويرقص ويلوح بيديه كالمجنون , فرحاً بالمعزوفة الراقصة مع دماء الشهداء وصور الضحايا من الشعب السوري المظلوم .
2- يوجد عند الجيش الحر الآلاف من المعتقلين من الطائفة العلوية ومن الجنود الذين كانوا يقاتلون دفاعاً عن السفاح, والثوار يطالبون بالتفاوض في مقابل اطلاق سراح المعتقلين من الطرفين , ولكنه يرفض التفاوض على اطلاق سراح المعتقلين , بينما انشرح صدره للتبادل الذي حصل في اطلاق سراح أكثر من ألفين من المعتقلين يقابلهم ثمانية وأربعين مجرماً من إيران .
ولم يفاوض على إطلاق سراح اللبانيين التابعين لحزب الله , وإطلاق سراح عدد من الأسرى السوريين مقابلهم كالصفقة الأخيرة بين الجيش الحر والإيرانيين .
4- إنه يأمر مجرميه أن يرتكبوا جرائم لامثيل لها إلا عند الفرس ضد السنة حتى يزداد الحقد الطائفي بين مكونات الشعب السوري ويفني العرب بعضهم بعضاً , كما حصل في العراق ويحصل الآن وفي اليمن ولبنان والمخطط الفارسي أعمق من هذا ليشمل خدعة قادمة أن المهدي قد ظهر , ويفني من تبقى من العرب .
5- إن الجرائم التي يمارسها بشار الوحش والذي تمادى في وحشيتها التي لاتوصف, جاراً أتباعه لأن يلاقوا نفس المصير من خلال تسريب فيديوهات تمثل بعضاً من جرائمهم , من الطرف المقابل هو الذي يسعى إليه بتوجيه من ملالي قم وطهران. والذي ينتمي إليهم حسباً ونسباً وسكنا , فهو مشبع بالحقد الصهيوني كيهودي العقيدة , وفي الحقد الفارسي على العرب والمسلمين كفارسي المنهج والهوى والأصل .
لذلك نجد شعار مؤيديه (الأسد أو نحرق البلد منذ بداية قيام الثورة السورية
وهذا نموذج من جرائم الوحوش
.be