الانطلاقة 48 في محررة نتساريم

م. زياد صيدم

[email protected]

امتدادا للمقالة السابقة التى كان لى وجهة نظرى باقتراح اراضى محررة نتساريم ليكون عليها مهرجان انطلاق الثورة الفلسطينية ال 48 لأسباب كثيرة اولها تمثلت فى رفض حماس لمكان الكتيبة فى غرب مدينة غزة لأسباب تخصهم ولن نتوقف بالجدال هنا كثيرا وطحن الهواء لان ما يهمنا هو طحن القمح لنرى طحينا وما يخصنا فى هذا الجانب هو الموافقة على عقد المهرجان الذى مانعوه بقوة الهراوات والرصاص لخمسة اعوام متتالية على ارض غزة مما اضرنا لرفع الرايات على اسطح المنازل وقد عوقبنا على هذا ايضا !! وبالمقابل كان منعها من اقامة مهرجاناتها فى الضفة الغربية وبنفس التضييق الممارس هنا .. ولكن حين بدأت نسمات ريح المصالحة تهب على ربوع فلسطين مؤخرا آملين أن تشتد ريحها فتقتلع الانقسام البغيض والعفن من جذوره الذى عصف بالكينونة الفلسطينية وهددها فى العمق كان آخرها محاولات تخطى التمثيل الفلسطينى وشرعيته.

إن الشد الداخلى فى حركة فتح فى قطاع غزة حول مكان انعقاد المهرجان وكما اسلفنا سابقا فى المقال السابق بنى على عوامل معظمها ينصب حول كبرياء الحركة العملاقة لأنه مجرد التفكير فى أن الأخر رفض مكانا معينا ويسمح بأماكن وخيارات اخرى فيه نوع من جرح هذا الكبرياء وهنا اقف حقا مستغربا وأتساءل : وهل كبرياء فتح لم تمزقه سنوات القهر والشد والتضييق  والإهانة التى مورست هنا فى غزة سابقا !! هذا لا يعنى بان عوامل الاحتجاج على منعنا من الاحتفال فى موقع الكتيبة مبررا ومنطقيا او مقنعا ..  وإنما نعتبره فى فتح امتدادا  لنهج تسلطى ما يزال قائما وهيمنة تمارس  وان كانت أقل مما سبق وهذا بفضل كل التسهيلات التى اعطيت لحماس فى الضفة الغربية لكنها تلوث نسمات المصالحة والأجواء الايجابية القائمة...

 وعودة الى لب الموضوع هنا والذى يتمثل في اختيار مكان محررة نتساريم ليكون  احد الخيارات المتاحة والأكثر مناسبة من الاماكن الاخرى مثل ملعب اليرموك أوموقع السراى وهذا الاخير بحاجة الى كثير من عمليات التجريف ونزح الانقاض والابنية المدمرة وعمليات التسوية وسيبقى محصورا ايضا بلا امتدادات ..وملعب اليرموك محصورا وبه انقاض وهدم وردم..ويبقى موقع المحررة لنتساريم هو الانسب وقد قمت بجولة عبر الشارع الذى يخترقها والممتد غربا من شارع البحر ( الرشيد)  الى الشرق حتى شارع (صلاح الدين ) ووجدت بأنه تم تغيير معالم المنطقة كاملة من ناحية المدخل الشرقى وطمست كل الفراغات واحتلت واشغل بأمور قائمة  متعددة.

وأما مدخلها الغربى المتفرع من شارع البحر (الرشيد) بعمق اقل من 500 متر وعرض 40 مترا فانه يقود الى مكان فسيح واتساع كبير ومناسب وهو اكبر بكثير من مكان الكتيبة ويقع غرب مبنى الجامعة هناك وبحاجة فقط الى قليل من تسوية لموقع المنصة لا غير ..وبالتالى يخدم المكان كلا الشارعين الرئيسيين لقطاع غزة هما شارع صلاح الدين شرقا وشارع الرشيد ( البحر) غربا حيث يوصلانهما بشمال وجنوب ووسط قطاع غزة بيسر وسهولة لحركة الباصات والعربات ناهيك على انه يتوسط القطاع لقاطنى الشمال والجنوب والأقرب لمناطق الوسطى وخاصة مناطق مدينة الزهراء والمغراقة ومخيمات النصيرات والبريج .

ومع احترامى الشديد لكل الاراء والمقترحات فانى اقدم هذا الاقتراح وأكرره ثانية على مسامع أبناء الفتح وقياداتها والمعنيين فى انجاح هذا العرس الوطنى الفلسطينى والذى يؤرخ لما بعده من دعم باتجاه اشتداد نسمات المصالحة  لتصبح رياحا تقتلع فعليا الانقسام تمهيدا لانتخابات شعبية قادمة تضع النقاط على الحروف وتصيغ قانونيا معانى المشاركة الحقيقية للجميع فى خدمة قضايانا الاستراتيجية المتمثلة فى اقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية والنهوض بالإنسان الفلسطينى المحروم من حقوقه الثابتة والمشروعة فهو فى رباط الى يوم الدين .

عاشت فتح الابية وعاشت فلسطين حرة عربية..

والله من وراء القصد.