استمرار الاغتيالات والتهديد بمواصلتها قد تدفع فريق لبناني لخوض معركة وجود
استمرار الاغتيالات والتهديد بمواصلتها
قد تدفع فريق لبناني لخوض معركة وجود..؟؟
حسان القطب
ليس مصادفةً ان يستهدف القتل والاغتيال فريق لبناني محدد طوال سنوات، وليس عبثاً ان نستمر في مشاهدة مواكب التسليح والمسلحين تمر وتنتقل من منطقة لبنانية غلى اخرى دون رقيب او حسيب، ومن غير المقبول، ان يستمر فريق مسلح مرتبط بقوى إقليمية ودولية تملك اطماع في الهيمنة والسيطرة على لبنان والمنطقة في إطلاق الاتهامات بحق قوى لبنانية أساسية متهماً إياها بالعمالة والخيانة والارتباط بالمشروع الأميركي – الصهيوني، عندما يريد إرهابها، وان يطالبها بالجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة كافة القضايا العالقة بروح المواطنة المشتركة ورغبةً في المحافظة على السلم الأهلي والاستقرار..؟ وخلاف المنطق أن يستمر فريق لبناني تتوالى بحقه الاتهامات الدولية والمحلية بارتكاب او بمحاولة ارتكاب جرائم قتل واغتيال لقادة وسياسيين ورجال دين وصحافيين ومفكرين في مواصلة إنكاره وحمايته للمجرمين والقتلة والمتهمين..؟؟
بالأمس كشف الشيخ عبد الجليل السعيد الذي كان يشغل منصب مدير الإعلام والعلاقات العامة في افتاء سوريا، ما يتم التحضير له من إذكاء للفتن واستهداف للشخصيات اللبنانية حين كشف عن أن التحضير لعملية اغتيال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "جرى داخل مكتب مفتي الجمهورية في سوريا الشيخ أحمد حسّون، والقصد من هذه العملية التي تستهدف اغتيال المفتي الشعار هو زرع فتنة كبيرة في لبنان وخلط أوراق". النقيب المرفّع حديثاً محرز ابراهيم حمد، ويعتبر رئيس المفرزة الخاصة بوزارة الأوقاف، أي هو المسؤول عن أمن المفتي ووزير الأوقاف. محرز اعترف انه ذهب الى بيروت مرتين وثلاث واجتمع في مكتب شخصية لبنانية معروفة وكان المطلوب ان تتم عملية اغتيال للمفتي الشعّار". وكشف ان محرز اجتمع أكثر من مرة مع شخصيات في مكتب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، دون ان يؤكد اذا كان الموسوي التقى شخصياً بحمد، مشدّداً على علاقات النائب المذكور بالمؤسسة الدينية الرسمية في سوريا)..وللتذكير فقط بمواقف النائب نواف الموسوي نورد بعض تصريحاته ونترك للقاريء الكريم مقاربة ما قاله الشيخ عبدالجليل عن الموسوي مع المواقف التي يطلقها الموسوي نفسه في مناسبات متعددة وتواريخ متفاوتة ولكنها لا تخرج عن إطارالاتهام والتشكيك:
- 18/11/2011: الموسوي اكد الوقوف إلى جانب سوريا شعباً وقيادة على طريق الاصلاح ولفت إلى أن مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا أيضا الحرص على استقرار لبنان ووحدته وسلامته، وهذا يقتضي أن نتضامن مع سوريا شعبا وقيادة في مواجهة ما تتعرض له محاولات لضرب استقرارها وتعطيل دورها وإلغاء موقعها.
- 19/10/2012 وفي معرض مهاجمته للرئيس السنيورة: نحن أهل كرار وغيرنا أهل فرار، شهدت لنا الميادين والساحات وملؤنا التواضع لله ولشعبنا العزيز، واستعلاء على العدو والأذلاء. أما البطولات فلا حاجة للحزب والمقاومة فيها إلى شهادة، ولا يمكن، بأي حال، أن تكون أنت من يعطي الشهادات في البطولة، لا سيما في مواجهة إسرائيل.
- 16/10/2012: رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي انه «بات من الضروري إجراء مكاشفة دقيقة مع حزب المستقبل حيال تورطه الخطير في الأزمة السورية بعيداً عن حملة الأكاذيب والأضاليل التي يشنّها إعلامه برعاية الأميركيين والدوليين، التي تزوّر الحقائق وتحرّف الوقائع»، داعياً «المستقبل» الى «التنبه إلى الأخطار التي يستجلبها بما يرتكبه من أخطاء وخطايا بحق لبنان وأشقائه لحساب أعدائهم».
- 16/12/2012: قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي"أن هناك من يعد العدة لتجريم المقاومة وإنشاء نظام وسلطة سياسية في لبنان تحول المقاومين إلى خارجين عن القانون، وأننا أمام فريق يصر على رفض الشراكة والتعددية الحقيقية ملتزما برنامجا سياسيا يقوم على استئصال المقاومة والقضاء عليها، في حين أنها تشكل الركيزة الأسياسية للإستقرار والوحدة الوطنية ولتحرير لبنان والدفاع عنه وردع العدو".
- 7/7/2011 وفي معرض رده على النائب المشنوق: اعترض على مداخلة المشنوق كل من نواف الموسوي وحسين الموسوي وعلي حسن خليل وقاسم هاشم. حيث اتهمه النائب نواف الموسوي بالعمل لصالح المخابرات التي لم يكشف عنها، كما اتهم خطابه بأنه خطاب الفتنة، وقد تدخل الرئيس بري واكد انه "لن يسمح لهذا الكلام ان يؤدي الى اي توتير في الشارع".
إن تصريحات من هذا النوع ومواقف بهذا المستوى من الاتهام والاستهداف واعتداد بالنفس وبالذات تتجاوز المنطق وأصول العمل السياسي وطبيعة الصراع بين القوى السياسية كالذي نسمعه ونراه ونقرأه.. إلى ماذا يهدف بل ما هي نتيجته سوى تعميق الخلاف بين المواطنين وهدم كل المعابر التي تؤدي إلى التقارب والتفاهم والتواصل...؟ وتأصيل الخلاف وإعطائه بعداً دينياً بحيث يكون هناك فريق مع الحق وفريق مع الباطل.. او وطنياً بأن يتقمص فريق نواف الموسوي كل معاني الوطنية والمقاومة والصمود والشفافية والطهارة.. وان يحرم منها الفريق الاخر...؟ فهذا معناه اننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة في إعادة عرى المحبة والتفاهم بين مكنات المجتمع اللبناني، والانخراط في الصراع السياسي على قاعدة تقديم الأفضل والأحسن للوطن والمواطنين..؟؟ كما ان منطقاً من هذا النوع الذي قرأناه يبرر كل شيء..؟؟ لذلك نسمع دائماً أنه عندما تقع حادثة اغتيال يطلق البعض رصاص الابتهاج فرحاً.. او يوزع الحلوى ابتهاجاً..؟؟ وهذه نتيجة طبيعة لتربية ومنطق وثقافة من هذا المستوى وتتضمن التوجيه والإرشاد إلى هذا السلوك والخلق..؟ ربما لا يملك الموسوي وحزبه رؤية سياسية او اقتصادية يقدمها لجمهورة فأخذ يبني حضوره الشعبي على الترهيب من الأخر وزرع الخوف من كافة القوى السياسية المنافسة لسياساته وحتى من جمهورها.. بحيث جعل الوطن ينقسم بين معسكرين.. أحدهم على الحق بالتحاقة بثقافة ورعاية الولي الفقيه، والأخر خائن التحق بالمشروع لأميركي – الصهيوني الأن وتاريخياً أيضاً.. ؟؟ وهنا يصبح كل سلوك وتصرف مبرر...؟ وهذا الأمر خطير جداً لأنه قد يدفع الفريق اللبناني الآخر المستهدف من هذه التصريحات والسياسات والممارسات إلى تحضير نفسه للمواجهة دفاعاً عن وجوده وكرامته وحفظاً لحياته وحتى لا يبقى يقف في خانة من يقوم بتعداد ضحاياه وشهدائه فيما الأخر يطلق رصاص الابتهاج..؟؟ فهل يتنبه الموسوي وسواه إلى خطورة ما يقومون به..؟؟؟