الثورةُ السورية، و التعاطي الإعلامي البارد معها في مواقع المعارضة السياسية
الثورةُ السورية، و التعاطي الإعلامي البارد معها
في مواقع المعارضة السياسية
محمد عبد الرازق
في الوقت الذي تتحرك فيه الأحداث على المستوى الميداني كبقع الزيت؛ نرى التعاطي الإعلامي معها في عددٍ من المواقع الإعلامية للمعارضة السياسية السورية باردًا، و فاترًا، إلى الحدّ الذي يجعلنا نقول: إنَّ العُرس لغيرهم.
و حتى لا يكون كلامنا مأخوذًا على عواهنه؛ فإنّي أدعو المتابع كي يقوم بجولة يطلع فيها على أهمّ ما ينشر في ثلاثة مواقع إلكترونية للمعارضة، و هي:
1ـ المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية ( الإخوان المسلمون ـ سورية ).
2ـ مركز أخبار الشرق ـ يشرف عليه الأستاذ عبيدة نحاس.
3ـ مركز الشرق للدراسات الحضارية، و الاستراتيجية ـ يشرف عليه الأستاذ زهير سالم.
نحن الآن في يوم الاثنين: 24/ 12/ 2012م، الساعة الحادية عشرة صباحًا بتوقيت سورية الشتوي ( متأخر ساعة عن دول الخليج ). و ما يزال شريط الأخبار في موقع الجماعة يكرر أخبار يوم الخميس:20/ 12/ 2012م. و خير دليل على ذلك أنه لا ذكر فيه البتة لمظاهرات يوم الجمعة: 21/ 12/ 2012م العارمة، التي كانت تحت شعار ( ع أبوابك انكتب النصر يا حلب ).
و من باب أولى ألآَّ يكون هناك خبر عن مجزرة ( حلفايا ) التي ارتكبها النظام مساء البارحة، الأحد: 23/ 12/ 2012م.
و أمَّا خبر المقالات المنشورة فيه؛ فأحدثُها يعود إلى يوم السبت: 22/ 12/ 2012م.
و قُلْ الأمر ذاته فيما يخص موقع أخبار الشرق، الذي لم يتمّ تحديث بياناته منذ أربعة أيام، و تحديدًا في زاوية ( سورية اليوم )، التي من المفترض أن تواكب الأحداث ساعة بعد ساعة ( أو لنقل يومًا بعد يوم ).
و دونك أخي المتابع مثلاً، إنّها خلت تمامًا من أيّة إشارة ـ إلى هذه الساعة ـ إلى مجزرة ( حلفايا ) التي وقعت مساء البارحة، أي قبل خمس عشرة ساعة من الآن.
لا بلْ إنَّ أحدث الأخبار فيه تعود إلى ما قبل يومين من يومنا هذا. ما عدا ما جاء فيه في زاوية ( منبر الشرق )، التي كان فيها متابعة مقبولة لما نشرته صحيفة ( الشرق الأوسط ) السعودية، الصادرة في لندن صباح هذا اليوم، الاثنين: 24/ 12/ 2012م، من خلال مقالَيْ: د. طارق الحميد، الافتتاحي ( الإبراهيمي يصل إلى دمشق برًّا )، و حسين الشبكشي ( صفقة الروس بالأسد ).
و أمَّا حال مركز الشرق للدراسات الحضارية، و الاستراتيجية، فالأمرُ فيه أشدُّ غرابة؛ لأنّ المشرف عليه هو الأستاذ زهير سالم، المعروف بحرصه على المتابعة اللَّحظية للحدث السوري؛ كونه المتحدّث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية.
فالمقالات المنشورة في باب ( المشاركات ) عادة ما تكون متأخرة عن مواكبة الحدث؛ و إن تمت الإشارة إلى أنها ( منشورات جديدة ). و كذا ما ينشر في باب ( المواقف ). و دونك دليلاً على ذلك: ما علاقة ما نشر اليوم فيهما بأهم حدثين كانا البارحة: زيارة الإبراهيمي إلى سورية ، و مجزرة ( حلفايا ).
و ليست الأمور بأحسن حالاً في زاوية (نشرة الأخبار السورية )، المتضمنة زاويتي: حدث في سورية، و حراك الثورة السورية. فأحدثُ الأخبار فيها تعود إلى يوم الأحد: 23/12/ 2012م.
هذا هو حال قسم من إعلام المعارضة السياسية السورية، و لاسيَّما التيار الأبرز، و الأكثر تنظيمًا، و خبرة، و دراية، ( التيار الإسلامي ).
فماذا عساه يقول المواطن السوري الثائر عن الأمر، بعد هذا الذي يراه في المواقع الإعلامية للمعارضة السياسية السورية في الخارج، و كيف كان تعاطيها فاترًا، و باردًا مع الحدث السوري الساخن جدًّا، جدًّا، جدًّا؟.