وظلم ذوي القربى

وظلم ذوي القربى

جميل السلحوت

[email protected]

قبل أن يتوجه الرئيس محمود عباس بطلب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة نسق كل خطواته مع الدول العربية، ومن خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، التي أعلنت مرارا وتكرارا أنها وفرت "شبكة أمان مالي" للسلطة الفلسطينية اذا ما نفذت اسرائيل تهديداتها باحتجاز مقتطعات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها، واذا ما نفذت أمريكا تهديداتها بقطع المساعدات عن السلطة، ولم يكترث الفلسطينيون وفي مقدمتهم قيادتهم بالتهديدات لإيمانهم بأنهم مسنودون عربيا، وأن الدول العربية قد وصلت الى حالة من اليأس أمام مراوغات حكومة الثالوث اليميني المتطرف الاسرائيلية- نتنياهو وليبرمان وباراك- ومن ورائهم أمريكا، واعتقدوا أن الأنظمة العربية لن تتخلى عن التزاماتها  أمام شعوبها بخصوص القضية الفلسطينية كونها قضية الأمة الأولى، ولخشيتها من ثورات الربيع العربي.

وبعد حصول دولة فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة يوم 29-11-2012 نفذت اسرائيل تهديداتها بالقرصنة على أموال الضرائب الفلسطينية وقامت بتجميدها، بل بتحويلها الى شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية لسداد ديونها على شركة كهرباء القدس، كما قامت باصدار قرارات استيطانية في القدس المحتلة وحولها لفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، وجمد الكونغرس الأمريكي المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، ولم تصل المساعدات العربية، لأسباب لا يعلمها إلا الله والقادة العرب، لكنه ليس خافيا على الشعوب أن الدول العربية الثرية لا تملك حق التصرف بأموالها إلا باذن من السيد الأمريكي وتابعه الاسرائيلي، فهل كانت"شبكة الأمان المالي العربي" شبكة لاصطياد السلطة الفلسطينة، وتسليمها لقمة سائغة لاسرائيل وأمريكا؟ تمهيدا لحلول ستفرض على المنطقة سيكون أحلاها بطعم العلقم؟ وهل سيأتي الدور في سياسة الحصار والتجويع على الضفة الغربية بعد قطاع غزة؟