سوريا: هل اقترب الفجر؟

عبد الله خليل شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

إن ما يفعله المجرم بشار وعصاباته في الشام وأهلها ..مستحيل أن يقدم عليه أحد يشعر أن له أية علاقة بهذه الأرض وهؤلاء الناس ..إلا علاقة الحقد الأسود المتأصل والعداوة اللدود..!

  وكما قلنا من قبل .. لا يمكن أن يُعَدّ هؤلاء سوريين ولا عربا ولا حتى بشرا !

.. وكذلك من المستحيل أن يؤيد جرائمهم من يمت للإنسانية بصلة..مهما ربطته بهم روابط الانتماء الحزبي أو الطائفي ..أو التكسبي من منافع ورشاوى .. ..إلخ

لا يحق لمن يؤيد هؤلاء المجرمين وأفاعيلهم .. أن يدعي الوطنية أو الدفاع عن أي مظلوم أوأية قضية عادلة ..أو إنسانية..ولا يحق له حتى المجاهرة بالانتماء للجنس البشري!.. وأخس منه  من يبرر تلك الجرائم !

.. ومغفل أو غافل ..أو كاذب مدع مكابر عميل ..من طعن في الثوار المدافعين عن شعبهم ووطنهم والمطالبين بحريتهم وحقوقهم وإنسانيتهم .. خصوصا وأنه يرى – بكل وضوح لأي بصير- لا أعمى غشت الرشوات والشهوات والأكاذيب التي يصدقها على بصره حتى مسخته لما هو دون الإنسانية!.. يرى [ العالم الغربي وغيره من أدعياء الإنسانية وعبيد الصهيونية ] يقف متفرجا على ما يحصل لسوريا وأهلها ..ويكتفي بالتنديد والتصريحات الجوفاء وهو يمنع أي سلاح فعال عن الثوار – إلا ما يهربونه أو يستخلصونه من أيدي عدوهم ! والذي لم تنقطع عنه أمداد السلاح الروسي والإيراني والأمريكي – عبر العراق ..عدا عن آلاف المقاتلين من روافض العراق ولبنان وإيران ..إلخ وقد قتل منهم الكثير.. والبقية تنتظر حتفها!

.. إن الموقف الدولي من مآسي سوريا وشعبها موقف مخزٍ جدا ..

ولا ندري – بعدها – كيف ستواجه تلك الدول – التي تدعي التحضر والإنسانية وحقوق الإنسان .. كيف تستطيع التجرؤ بادعاء تبنيها لمثل تلك المباديء التي أهدرتها علنا – بموقفها من المجازر والجرائم الفظيعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الجحش وشبيحته في سوريا؟!..

والأنكى من ذلك ..أنهم يطلقون التصريحات تلو التصريحات تنديدا بتلك الجرائم ..ومطالبة بزوال نظام القمع الطائفي المجرم ..ولكنهم لا يفعلون شيئا .. علما بأن أمثال تلك التصريحات تخدم الشبيحة المجرمين ..الذين يروجون أنهم ممانعون ومعادون ومتصدون للاستعمار .. فيزعموا أن الغرب الصليبي مع الثورة السورية ..والتي لو أراد أحد من أطرافها أن يبيع نفسه – ويوافق على[ خدمة الدولة اليهودية وحراستها كما فعل بشار وأبوه] لانفتحت لهم خزائن السلاح والمال والتأييد الصهيوني والصليبي العالمي ..الذي يعادي الثورة ويتآمر عليها ويحاول خنقها وحصارها ومنع السلاح عنها .. خشية أن تقع في أيدي عناصر تكون خطرا على الصهيونية- خصوصا إذا كانت إسلامية ..  – تماما كما يجري في مصر حيث يحرش الموساد والغرب وأمريكا كلابهم ليحاولوا تبديد مكاسب شعب مصر وثورته ..وحتى قلب النظام الجديد النظيف.. !! وإعادة عهد الخونة أصدقاء الصهاينة وعبيد أعداء الأمة! ..لأن العهد الجديد لا يمكن أن يكون [ كنزا استراتيجيا للصهاينة ] كما كان سابقه ..وكما أرادوا وخططوا أن يأتي عهد مماثل له لكن بوجه جديد لا يكون خطرا على ما أسموه          [إسرائيل] كما هو العهد الحالي ..كما يتوجس الصهاينة وحلفاؤهم!

لا للتدخل الأجنبي: الشعب السوري ينتزع حريته بإرادته الحرة !:

لم يتدخل الغرب في سوريا ...ولا يريد له أحد أن يتدخل ولو تدخل لما وجد ترحيبا بل مقاومة شرسة! ؛ لأن تدخله [ تلويث للثورة النقية] ..ولا يريد أحد منه شيئا .. فالذي فقد كل شيء ..وفقد عشرات الآلاف من الشهداء .. لا يبخل بتقديم كل ما تبقى لديه في سبيل الله وفي سبيل الحرية والوطن والمستضعفين من شعب سوريا . ومنا – نحن الشعوب العربية والإسلامية– من قدم وما زال يقدم ..ومستعد ان يقدم كل ما لديه نصرة للحق وللمظلومين .. وإرغاما للحاقدين والمعتدين وعملاء الصهاينة وحراسهم ..واحلاس الآمريكان ووكلائهم الحقيقيين !

.. ويعلم الأمريكان والصهاينة وحلفاؤهم..أن أي غاز منهم يطأ أرض سوريا الحرة – حماية للصهاينة وصنيعتهم بشار – لن يخرج منها إلا جثة هامدة أو أشلاء ..فالثوار يعرفون جيدا أعداءهم ومناصريهم الحقيقيين .. ويتوقون للانتقام منهم!

من عهر أمريكا والغرب ..أن يتذرعوا بما يسمونه السلاح الكيماوي ..وهم يتربصون للتدخل ..لإطفاء الثورة أو حرفها ..- بحجة الخشية من أن يقع ذلك السلاح في أيديها فتكون خطرا على دولة الصهاينة .. وأحيانا يتذرعون .. بمحاولة منع ضرب الشبيحة للشعب السوري بذلك السلاح ..وقد حدث من هذا عدة وقائع وتجاوزات ..وتعاموا عنها !

علما بأن الأوامر الصهيونية المباشرة والمعممة على الغرب وحلفائه صارمة في منع تسليح الثوار ..وخصوصا بالأسلحة الفعالة !– منذ أن اضطر أحرار سوريا إلى مواجهة قتلة المتظاهرين السلميين ( مكثوا كذلك نحو 6 شهور يتلقون الرصاص في صدورهم العارية – وهم لا يحملون إلا الأعلام والآغصان والورود! ولم يحملوا حتى سكينا).. بعد أفاعيل قريب بشار محافظ درعا في أطفالها الأبرياء مما أثار أهاليهم ووجهوا بالإهانات والازدراء والسفالات والتعديات ..حتى ثاروا وثارت سوريا كلها وراءهم ومعهم .. فحفر [ نجيب = الغبي  الحاقد ] قبره وقبر بشاره وعصاباتهم ..بيديه وأيديهم القذرة!

..ومن أواخر [ صيحات العهر والدجل الأمريكي ] ..ادعاء أن بعض الأطراف المقاتلة لجحش سوريا وشبيحته ..إرهابيون..وتسجيلهم في الجماعات الإرهابية لدى أمريكا – مع أنهم لا يتجاوزون بضعة عشرات من الأفراد!-.. لتبرر أمريكا منع السلاح – وخصوصا الدفاعات الجوية والثقيلة-عن الثوار ..مما بدأت تفكر به بعض الدول الأوروبية وغيرها..أن تمد أو تسمح بتسرب بعض الأسلحة الفعالة للثوار ليتمكنوا من حماية بقية سوريا من الدمار ..وبقية شعبها من الإفناء أو التشريد !!..

علما أننا نأسى لتدمير كل آلية سورية أو إسقاط أي طائرة ..لأنها أموال الشعب وسلاحه .. لكنها وقعت في أيدي مجرمين قتلة ..لا يخافون الله ولا يراعون في أحد إلًّا ولا ذمة ..وبطشوا بها في الشعب السوري شر بطش ..فكان لا بد من دفاع المظلومين عن أنفسهم..وتدمير ما أمكن من آلات البطش التي لا يستطيعون تخليصها من يد العدو!

.. ولكن مع كل [ التطنيش ] الدولي ..وتضليله الإعلامي وتشويشه على الثورة ..وتمسحه بها لتلويثها ..ومع كل [السعار الدامي ] من عصابات الشبيحة وبشارهم الذين ضاق عليهم الخناق وقربت نهايتهم ونهاية بشارهم البشعة جدا .. وارتفاع عدد الضحايا الأبرياء [ مثلا 262 شهيدا يوم الثلاثاء-11/12/2012] ليس فيهم من العسكريين 5%.. ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ والعزل من الرجال ...ومع كل ذلك فإن أوكار عصابات البطش التشبيجي تترنح بشدة وما ذلك التصعيد الأعمى ..والضرب بكل اتجاه حتى على أحياء دمشق العريقة والمسالمة ..إلا بمثابة [ حركات حلاوة الروح للمذبوح]..! مهما دعمته إيران الخاسرة ..وروسيا الخاسئة ..وأمريكا الكافرة – عبر عميلها المالكي في العراق .وحزب الطائفيين النتنين في لبنان ..وكل قوى الكفر والنفاق.. فلا راد لقضاء الله وقدره..

          إذا الشعب يوما أراد الحيا          ة فلا بد أن يستجيب القدر

          ولا بد  للّيل  أن ينجلي           ولا بد للقيد أن ينكسر ! 

تململ علوي !:

.. لقد ارتفعت خسائر [الشبيحة ] لدرجة لم تعد تحتملها مناطقهم ولا أهاليهم ..وبدأت بعض القرى والمناطق العلوية تتململ ..وترفض الاستمرار في المشاركة في الجريمة! ..ووزع بعض شباب العلويين منشورات معارضة للزج بسائر الطائفة في صراع دموي مع مواطنيها الآخرين ..وطالبوا الشباب بعدم الخدمة مع شبيحة بشار ..وقاومت بعض القرى محاولة تجنيد أبنائها إجباريا ..واشتبكت مع شبيحة بشار ..وهرب المئات من الشباب العلوي من مناطقهم إلى لبنان وغيره - وخصوصا – جبل محسن – فرارا من التجنيد الإجباري ..ومواجهة الموت الحتمي ..الذي أخذ يحصد ما تبقى من فلول شبيحة بشار .. ومعهم كثير من القَتَلة الطائفيين من العراقيين واللبنانيين والإيرانيين ..حتى بعض الروس!!

.. وما على الثوار إلا أن يزيدوا من ضغطهم ..ويثخنوا في شبيحة الإجرام حتىي يبيدوهم- إن استطاعوا ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ..حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ) !! .. ومن يقبضون عليهم فلتعقد لهم محاكم ميدانية ويرسَلوا [إلى جهنم فورا] توفيرا للوقت والجهد والنفقات .. فبعد إتمام التحرير هنالك مهمات جسام لتنظيف وساخات النظام ومعاقبة من يبقى من أكابر المجرمين والفاسدين والسارقين والهاتكين والفاتكين ..إلخ

وهاهي دمشق تستعد للفصل الأخير من المأساة التي نسأل الله ألا يطول ليلها وأن ينبلج صباحها سريعا وحالا وأن نفاجأ بين لحظة وأخرى بالقبض على بشار كما يقبض على الفار!

جزاكم ذو الجلال بني دمشقٍ وعز الشرق أوَّلُهُ دمشقُ