ويسألونك عن المعارضة
ويسألونك عن المعارضة
م. عبد الله مليجى الدمياطي
لقد أصبحت المعارضة في مصر بعد ثورة 25 يناير تمثل حالة من الفوضى فحين تجد أن المعارضة تعني أن سحقا للديمقراطية بعد ان كانت الديمقراطية هي اكبر همنا ودفعنا لأجلها الكثير من سجن وذل وتعذيب، وحين تبين أن عليك أن تتجرد من الأخلاق وأن تكذب من دون حرج ولا تردد بكل جراءة، وأن تصر على أن كل أكاذيبك صادقة بكل وقاحة، وأن ترتكب جرائم يندى لها الجبين بحق المخالف لك فى الراى لتنسبها لغيرك
ويتبين للجميع ومن خلال القنوات الفضائية التي تستضيف وجوه ثابتة لا تتغير ويسموا أنفسهم نخبة يتبين لي وللجميع أنهم ليسوا نخبة بل حثالة من البشر فهذه أعمالهم أعمالا تشهد عليهم حرق منشات وقتل المخالف لهم بل واغتصاب أيضا وتحرش احينا.
ومع أني استحضرت في ذهني كل ما أعرفه عن المعارضة الحقيقة التي كنت انتمى إليها ومازلت وحاولت أن أجد فيها مكانا لاغتصاب الفتيات والتحرش بهم وتدمير المنشات وقتل المعارضين لك كما فعلوا فى أحداث الاتحادية وتم قتل أكثر من8 شباب من الشباب المؤيد لقرارات الرئيس وكنت شاهد عيان على هذه الأحداث وشاهد ايضا على تدمير سيارات المواطنين فى محيط الاتحادية ، لم أجد فيها مثل هذه الممارسات على العكس تبين لي أن المعارضين الحقيقيين كانوا يصرون على تطمين خصومهم داخل الوطن قبل أنصارهم بأنهم سلميين ويريدون خيرا للوطن حتى يكسبوا تعاطف المواطنين هذه هى المعارضة التى كنا ومازلنا ننتهجها، المعارضة التي تسعى إلى بناء وطن يضمن للجميع كرامتهم، ويدافع عن ممتلكاتهم الخاصة والعامة كنا على ثقه من أنفسنا وكنا نمتلك الحجة والفكر والقدرة على إقناع الآخرين بجودة ما لدينا من أفكار وأهداف، وبالتالي لم تكن هناك حاجة لمقارعة الكلمة والرأي بالخرطوش والملوتوف.
بعد تفكير وتقليب لكل الممكنات والمستحيلات تبين لي أني عاجز عن أكون معارضا على ضوء ما رأيته من هؤلاء المعارضين فبعد كل ما رأيته من قتل وضرب وتخريب وتخويف وتحرش وتساءلت إن كانت هذه المعارضة تقوم بكل هذه الممارسات وهي في طور المعارضة كيف سيكون حالها لو وصلت إلى السلطة؟
لقد كنت ولا أزال معارضا لكل خطأ وظلم واضطهاد وفساد وتعذيب من أي جهة كانت، ولكن لا يمكن أن أكون أداة في يد هذه النخبة التى تعمل من أجل تدمير الوطن لقد وقفت في صف المعارضة امام نظام مبارك الفاسد عن قناعة وإيمان بضرورة أن يصبح وطني أفضل وأجمل وفي مواجهة كل مستبد فاسد ، ولم يكن يخطر ببالي أن أكون معارضا أقف في مواجهة الشرعية المنتخبة من الشعب لم يخطر ببالى ان أقف أمام الديمقراطية الحقيقية التى كنا ننادى بها ودفعنا ثمنها غالية مئات بل الاف من اطهر شباب مصر ثمنا لها، شباب ضحى بروحه ثمنا لحرية الوطن فسحقا لدعاه الفساد وسحقا وألف سحقا للطامعين فى الكراسى وسحقاً لكل من أرتدى عبائه الثورية وهو يشوه و يهدم فى الوطن
واخيرا اقول اننا لدينا معارضة ،ولكن معارضة الطفل الذي يريد ان يسرع في المشي وهو يرتدي القفازات و الحفاظات ، فسرعان ما يقع على رأسه ، وتنكشف حقيقته
نحن بحاجة ماسة إلى تلك المعارضة الحقيقية القوية الراسخة بجذورها فى تربة هذا الوطن، تقومك، وترشدك إلى أخطائك، وترجو لك الخير، وتعينك على إنجازه، وتنأى عن التطبيل والموافقة ليل نهار.