المَرجُو من الائتلافِ الوطنيِّ بَعْدَ الاعتراف الدُّوَليِّ به
المَرجُو من الائتلافِ الوطنيِّ
بَعْدَ الاعتراف الدُّوَليِّ به
محمد عبد الرازق
: ( لقد أوهمَ نظامُ الأسد الكثيرين بأنَّه مفتاح الأمن للجميع، متناسيًّا أنَّ سورية و شعبها وُجِدَا مُنذُ وُجِدَ التاريخ. و تاريخُنا لم يبدأ بحزب البعث؛ و إنْ كان مِنْ نُدبَةٍ سوداءَ في تاريخنا فهو هذا النِّظامُ وحدَه ).
بهذه الكلمات التي عبَّرَت عن نبض الشارع السوري الثائر، خاطبَ الأستاذ ( أحمد معاذ الخطيب ) رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة، و المعارضة مُمثليّ ( مائة و أربع عشرة دولة ) من أصدقاء الشعب السوري، اِلتأم شملُهم في مراكش في ( يوم الاربعاء: 12/12/2012م )؛ ليخرج بعدها المؤتمر ببيان ختامي يتضمَّن سحبَ الاعتراف بنظام الأسد، ليمنحَهُ الائتلافَ الوطني، بصفته ( مُمَثِّلاً شرعيًّا للشعب السوري)، و داعيًا الأسد إلى الرحيل، تمهيًد للبدء بخطوات المرحلة الانتقالية التي تؤسس لسورية المستقبل، بعد فقدان هذا النظام شرعية البقاء، و الاستمرار في الحكم.
إنَّه في هذا الاعتراف من عواصم القرار ( عربيًّا، و إقليمًّا، و دوليًّا ) بالائتلاف الوطني، و ما سبقه من تحركات قام بها رئيسُه إلى كلٍّ من: الدوحة، و الرياض، و أنقرة، و الاتحاد الأوروبي، و قبوله الدعوة الموجهة له لزيارة واشنطن في قادم الأيام؛ يكون هذا الجسم الرئيس للمعارضة السورية قد تحقَّق له ما يجعله موضع ثقة السوريين على اختلاف مشاربهم الفكريّة، و الدينيّة، و العِرقيّة.
و هو بذلك مُطالبٌ أن يكون على قدر هذه الثقة، و يُسارع إلى استكمال تشكيل مكاتبه، و الانتهاء من تأليف حكومة مؤقتة ( موسَّعة، أو غير موسَّعة ) يكون مقرُّ عملها في المناطق المحررة ( مبدئيًّا )؛ من أجل أن تتهيَّأ للتصدِّي لجملة من القضايا المُلحَّة و المُستعجِلَة التي تنتظرها، في وقت ما عاد يحتمل التأجيل و التسويف ـ تحت أيَّة ذريعة كانت ـ، و في مقدمة ذلك:
1ـ الوضعُ الإغاثيّ للسوريين المُهجَّرين، و لا سيَّما من هم في مناطق النزوح الداخليّ.
2ـ الوضعُ المعاشيّ للمحتاجين، و لا سيَّما أنَّهم في مواجهة تحديات فصل الشتاء.
3ـ السعيُ الحثيث، و الجادّ لتوفير ما تحتاجه كتائب الجيش الحر من أسلحة نوعية، تجعله قادرًا على تحييد قوتي ( الطيران، و الدروع ) اللتين يطال بهما السوريين في أيّة منطقة يشاء.
4ـ إغناءُ قوى الحراك الثوريّ، و منتسبي الجيش الحر ماديًّا، و كفِّ يدهم حتى لا تمتدّ لأيَّة جهة يمكن أن تُمليَ عليهم شروطها؛ و بذلك لا يبقى ثّمَّة ذريعة لمن يُشكِّك في سلامة توجهاتهم الفكريّة.
5ـ تشكيلُ لجان من أهل الاعتدال، و الوسطيّة ( سياسيًّا، و فكريًّا، و دينيًّا )؛ للقيام بتحصين الشباب، و إبعادهم عن التطرف بكلِّ أنواعه، و أشكاله، و تهيأتهم لتقبُّل الآخر في ظلّ واقع منتظر، متعدِّد المشارب، و الرؤى السياسية، و الحزبية.
6ـ تشكيلُ لجان قضائية للفصل في مُجمَل شؤون الحياة التي تعترض حياة المواطنين، و الأخذ على يد من تسوِّل له نفسُه الإساءة في هذه المرحلة الانتقاليّة؛ من خلال تعزيز دور أجهزة الشرطة المدنيّة.
7ـ القيامُ بدورات إعداد، و تدريب لكوادر المجتمع المدنيّ؛ حتى يكونوا نواة مؤسسات الدولةـ و إداراتها ـ الآن، و غدًا ـ .
8ـ دعمُ القطاع الصحيّ، و الطبيّ؛ لمعالجة، و تأهيل جرحى و مُصابيّ العمليات العسكريّة أولاً، ثمّ لتقديم الرعاية الصحيّة لعموم السوريين ثانيًّا.
9ـ الإشرافُ على المدارس، و المؤسسات التعليميَّة الواقعة في المناطق المحررة بشكل كامل.
10ـ السعيُ لتذليل الصعوبات التي تحول دون توفير الأمور الخدمية، ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين كالكهرباء، و المياه، و النظافة.
إنَّ المواطن ما عاد يطيق الانتظار، و التسويف؛ فإمَّا أن يكون قادة هذا الائتلاف على قدر المأمول؛ فيبادروا إلى القيام بهذه الأمور على وجه السرعة، أو أن ينتظروا أن تُرفَع لهم في قابل الجُمَع لافتات الشجب، و الاستنكار. و لن يشفع لهم حينها ما نالوه من هذا الاعتراف الدُّوَليّ بهم؛ و لاتَ عندها ساعةَ مَندَم.