خالد العقلة كما وصفوه بمنديلا سورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

سلسلة رجال ونساء يستحقون التقدير "3"

27 سنة في الاعتقال

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

هذا الرجل يروي لنا قصة المذابح التي شهدها من داخل سجن تدمر الرهيب ، تحدث عنها الكثيرون ومنهم وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس بمذكراته متباهياً بما كان يصنعه أسياده ، ومتطابقاً لروايات العقلة

العقلة أختطف الى المُعتقل عام 1978 دون مُحاكمة وهو عروس ، فحملت منه زوجه وكانت في بكرها الأول بشهرها الثالث 

وخرج من ظُلمة السجون وابنه صار في السابعة والعشرين ، لم يرى فيها أحداً من أهله إلا مرّة واحدة بعد عشرين عام من اعتقاله عندما دفعوا المبالغ الطائلة

لم يكونوا يتوقعوه أبداً أنه في الوجود ، وكان ذلك ضرباُ من الجنون 

فأخباره مقطوعة عن الخلائق قاطبة إلا عن قُساة القلوب السفلة 

حي وميت وشاهد عيان على أبشع جرائم عصابات آل الأسد 

بعد خمس سنوات من اعتقاله ، أُحضر والمئات في يوم واحد وحوكموا بالإعدام والتأبيد والأشغال الشاقة بموجب محاضر حفلات التعذيب ليبصموا عليها

وتلاها استقدام المئات أسبوعيا لهكذا محاكمات جائرة وغبية 

معظم التهم تنصب عليهم هو الانتساب للأصول الإسلامية

وأسبوعياً كانت تُنفذ الإعدامات بالمئات من تاريخ مجزرة تدمر 1980 إلى 1992 

تماماً كما ذكر طلاس في مذكراته عن محاكمات ميدانية أسبوعية تُنفذ بأمر قائده الفأر المستأسد على من سموهم بالعملاء والرجعية مابين ال 200 وال 400 كما ذكر

والعدد الناتج يفوق الثلاثون ألف ، بينما ذكر العقلة بما يزيده ألفاً 

من داخل السجن روى كيف كانت إشارة البدء لمذبحة تدمر الأولى الرهيبة

قنبلة شارة البدء ورصاص من كل الأنواع لم يتوقف

و1500 شهيد بالدليل والبرهان كان حصيلة الساعات الثلاث الصباحية 

وبرك من الدماء البريئة الذكية لكل من كان في السجن الا البعض المُستثنى لأسباب لازالت مجهولة 

ونجا واحدٌ ممن أُطلق عليهم الرصاص وعشر جرحى 

فانتظر الأُجراء إلى الصباح ريثما يأتي الجواب وجاء الأمر بالإجهاد

لم يكن العقلة مانديلا سورية الأول ولن يكون الأخير 

بل ومن هو مانديلا الى جانب أحرار سورية من العقلاوات المختفين في زنازين الطغاة منذ عقود وهم بعشرات الآلاف

ذابت قلوب كثيرة لفقد هؤلاء الأخيار من أمهات وآباء وزوجات وأبناء وأحبّاء 

وعندما يسألون ذويهم عن أكبادهم يأتيهم الجواب بكل استهتار وبالزجر والنكران

ومن بعدهم أسر رُمّلت ويُتمت وقُهرت 

وضُيق على ذويهم كل منفذ للعيش 

وأشعروهم بأنهم المنبوذين ، وأنّ سلطانهم هو الحق المبين 

فجاءت ثورة الشعب الأبية لتدك حصون الرزيّة

ولتقول بأن دماء ومعاناة من ضحوا لن تضيع هدراً 

ليكون هؤلاء الشامخين مصابيح نور لنا 

فلهم منّا كل الحب والتقدير 

توقيع مؤمن كويفاتية باسم الشعب السوري

" شعبنا السوري تحت الإبادة الشاملة فيقتل ويُدمّر الوطن بالسلاح والذخيرة الروسية ، والقناصة الصينية ، والتواطؤ الأمريكي المريب، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة المجرم المطلوب دولياً بشار الفأر الأسدي، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري ، والمجتمع الدولي بالرعاية الأمريكية متواطئ مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي بتسويفه وعدم جديته فيما يدعيه من فقدان عصابات آل الأسد الشرعية التي تعمل كآلة حرث يومية في حصد أرواح المئات وتدمير المدن ، وهو يمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب بكل أنواع الأسلحة وعلى السكين ماعدا الكيماوي والجرثومي الذي ينتظروه أن يستخدمه ليعاقبوه بعد فعل الجريمة التي ستكون مروعة بدلاً من أداء واجبهم في السيطرة عليه ، بعدما ضمنوا روسياً وإيرانياً ألا يُستخدم على حدود الكيان الصهيوني ، كي لاتتأثر ربيبتهم اسرائيل كما يسمونها ، وحصلت تلك المذابح وأعمال الإبادة أمام اصحاب القبعات الزرقاء التي صارت شاهدة زور تكتب التقارير على مايروق لعصابات آل الأسد ، وقد اصطفت الى جانب التظام في تصريحاتها المؤسفة والمخزية يأن الوضع في تحسن ، وكوفي عنان ولّى ولم يُعلن عن فشل خطته بعد أعطت مهلته لنظام الإجرام الأسدي آلاف الضحايا من الأبرياء ، وجاءوا بمن هو أخبث منه وقد لُقب بالأخضر وهو يقطر دماً مما رشفه من دم شعبنا السوري العظيم ، ومما شارك وأشرف عليه من المذابح ، وهو يُسّوق للقاتل بشار لبقائه فوق جثثنا وأشلائنا وركام التدمير الهائل لحبيبتنا ومقلة أعيننا أُمنا سورية  ، ليدفع شعبنا السوري أثمان الخذلان والتآمر الدولي دماً غالياً ودماراً لسورية ومحواً لتاريخها كثمن للمصالح الأمريكية وأمن واستقرار الكيان الصهيوني كما صرح بذلك علنا الرئيس الأمريكي أوباما ، ولم يكن لهذا التآمر شبيه من حجمه  إلا على فلسطين الحبيبة ، وشعبنا العظيم وهو يواجه كل هذا الكم من الأعداء وتكالبهم عليه قد أقسم اليمين الى النصر ولاغيره معتمداً على من له السماوات والأرض الجبّار الديّان ، وهو يُقاتل على كل جبهات الغدر والخيانة والتأمر ، وهو يكشف عن كل الوجوه القبيحة ، ويُعريها على حقيقتها  ، وهو ماض في طريقه لسحق عصابات آل الأسد ، معلناً عما قريب دحر هؤلاء الخونة ، رضي من رضي وسخط من سخط ، ومعركة التحرير قد صارت في قلب دمشق بعدما تحررت معظم المدن السورية ، وتبقى الأمال معلقة على أهل النخوة من المسلمين والعرب لمد يد العون ، وللتخفيف من حمامات الدماء ، فهذه ثورتهم جميعاً ، ثورة الحق والحرية والكرامة ، ومنها الإنطلاق الى الآفاق الرحبة في علو شأن أممنا وشعوبنا ، مع تأسفنا مما يلقاه شعبنا من ذوي القربى ، وبعضهم يُذيقوننا العلقم من خباثته ، والجميع قد تخلّى عن مسؤلياته  تحت ذرائع وهمية ، ولكن الله غالب على أمره ، والله يعلم السرائر وما تخفي الصدور ، والله أكبر على الدوام ، والنصر لشعبنا السوري العظيم