هل قتل بشار الأسد ينهي المأساة السورية؟؟

هل قتل بشار الأسد ينهي المأساة السورية؟؟

م. سعد الله جبري

ليست الأزمة السورية الحالية – أو المأساة بالأصح – مُجرّد خلاف سياسي أو اقتصادي أو طائفي بين أيّ من مُكونات الشعب السوري! لا، إنما يُمكن وصف الوضع في سورية بأنه نتيجة تسلط "رئيسٍ" مجنون خائن لوطنه وشعبه خيانة كاملة، وأن سوريا وشعبها تُقادان منذ بداية عهد المجنون إلى التخريب والإنهيار الإقتصادي والمعيشي، وتدمير البنية الوطنية، فضلا عن خلق وتفاقم تسلط طائفي تمادى إلى إذلال وإفقار الأغلبية الساحقة من مواطني الجمهورية العربية السورية! وتجاوز إلى تقتيل مُنظم مقصود لعشرات ألوف المواطنين السورين! وجميع هذا – وغيره كثير- إنما يندرج في درجات الخيانة العظمى!

فما الحل؟ الثورة، وقد قامت منذ عشرين شهرا، ولقد أثبت الشعب السوري صبره، وفدائيته، وبُعد نظره إلى مستقبله ومستقبل وطنه وأجياله كما لم يفعل شعب آخر في التاريخ الحديث! كما أثبت جيشه الحر وكتائبه المُنشقة عظمتهم، وفدائيتهم وقدرات عظيمة متزايدة، إلا أن جموح وجنون المجنون الخائن بشار الأسد بلجوئه لمحاربة ثورة الشعب بالتدمير والتقتيل واسع النطاق والذي وصلت نتائجه التقتيلية إلى ما يزيد عن 35000 مواطن شهيد، ومئات ألوف المعتقلين الذين هم فعلا وواقعا تحت التعذيب الجنوني الشديد حتى الموت، وتقتيل يومي بمختلف وسائل الحرب العسكرية، وتدمير شامل لمدن وأحياء البلاد، وذلك باستعمال الجيش والقوات المُسلحة الوطنية المُزودة بأحدث الأسلحة الحربية لتقتيل ذات شعبه السوري – الذي يرأسه ويا للمهزلة - بمختلف الأسلحة كالدبابات والمدفعية والصواريخ، والتي تمادت أخيرا إلى استعمال مختلف صنوف الطيران الحربي المتقدم لقصف المدن والأحياء وجماهير الشعب الثائرة، فضلا عن تلك المُستكينة المختبئة في البيوت والملاجئ، وحيث تجاوزت أرقام التقتيل اليومية مئات المواطنين الأبرياء، وذلك نتيجة قصفهم بالطائرات الحربية التي استعملها القاتل المجنون بشار الأسد  لتقتيل الشعب وتهديم مُدنه وأحيائه ومساكن مواطنيه وتقتيلهم، وتدمير حضارة الوطن واقتصاده ومنشآته تدميرا شاملا، سيصل إلى ما يُشبه إبادة الدولة السورية وطنا وشعبا واقتصادا ومعيشة شعب، وهذا مالم تفعله دولة أُخرى في العالم في التاريخ الحديث!

لنناقش مسألة العمل لإنقاذ سوريا وشعبها وهي أولوية مُطلقة:

بداية: هل على الشعب السوري ان يُضحي بنفسه وأبنائه وأجياله ووطنه ومصيره ومستقبله ومعيشته، لكي يبقى المجنون الخائن بشار الأسد – ونظامه – رئيسا... مستمرا في تقتيله اليومي للمئات من بني وطنه، فضلا عن تدمير حقيقي لمدن وأحياء سورية بمواطنيها وأبنيتها ..  مستعينا بأثقل أنواع السلاح الحربي؟  أو أن على الشعب السوري البحث واختيار حلّ يُنهي مأساة تمادت وتضخمت فوصلت اليوم بفضل الخائن المجنون لأن تكون مأساة إنسانية وطنية هائلة الفظاعة؟ تمس مصير الشعب السوري وحياة أبنائه، وكيان الدولة السورية كدولة؟

ولنحلل ولنناقش بسرعة بعضٌ قليل مما ارتكبه النظام الأسدي منذ تسلطه قبل خمسين عاما على سورية، وما يرتكبه حاليا بشار الأسد، وماهية جزاءه المُفترض دستوريا وإنسانيا ووطنيا، فنجد ما يلي:

1.     إن جزاء القتل في جميع الشرائع الدينية والقوانين الوضعية هو القتل حتميا لكل قاتل مهما كان وضعه ومنصبه، ولقد قتل المُجرم بشار الأسد بحكم منصبه وقراراته وأوامره المجنونة للجيش أكثر من  35,000 إنسانا مواطنا سورية حتى الآن! – والرقم أصبح يتصاعد يوميا بالمئات بعد أن كان بالعشرات - وجميعنا يعلم أنه لا يجوز دستوريا وقانونيا لأي رئيس في العالم  - وكذلك في سورية - ان يقتل ولو مواطنا واحدا إلا نتيجة ارتكابه جريمة القتل أو الخيانة العظمي، وبنتيجة حكم قضائي صادر عبر مختلف درجات القضاء: الجنايات فالإستئناف فالتمييز! ولكن بشار الأسد خلافا للدستور ولكل نصٍّ قانوني إطلاقاً قد قتل فعلا عشرات ألوف المواطنين بقرارت مجنونة إجرامية تسلطية مُخالفة للدستور السوري – ولكل دستور وشريعة في العالم! - فهل يجوز السكوت وترك المجنون الخائن يُمارس المزيد والمزيد من إجرامه الشامل يوميا؟ ... وإلى متى؟

أوَ لا يجب إنهاء هذا الوضع المجنون بسرعة؟ بل .. وفورا؟ الجواب هو نعم.. حتما وقطعا:

وإذن، فإن كان الحل هو الخلاص من بشار الأسد،  فليُقتل المجرم القاتل بشار الأسد.. الآن .. الآن وليس غدا! وهذا هو الحل الوجيد.. الوحيد لإيقاف مهزلة بل مأساة تقتيل الشعب السوري وتخريب سوريا تخريبا شاملا! وهي جرائم تدخل قانونا في جرائم الخيانة العُظمى!

2.     إن جزاء خيانة الوطن مع عدو البلاد وشعبها، وهو إسرائيل، تستحق عقوبة الإعدام المؤكدة! ولقد مارس بشار الأسد بمعرفة العالم جميعا خيانة وطنه والشعب السوري لصالح إسرائيل، بإعلانه رغبته بالإعتراف بإسرائيل والتعامل معها كأي دولة أُخرى من دول العالم، وكان هذا في تصريحه في تموز 2010!  وذلك إضافة إلى سكوت واضح الخيانة وامتناع مقصود متواطئ عن تحرير الجولان الإستراتيجية، وهذه تدخل قانونا في جريمة الخيانة العُظمى!

3.     إن قيام بشار الأسد باستغلال منصبه ليقوم بخيانة عُظمى أخرى وهي نشر الفساد في البلاد، والقيام بنهب مُعظم خزينة الدولة مع أقربائه وشركاهم طيلة عهده الفاسد من خلال عقود فسادٍ شهيرة، والتسبب بتخفيض قيمة العملة إلى أقل من ثلث قيمتها عما كانت عليه قبل عهده المشؤوم، مما تسبب بغلاء فاحش شامل مُؤلم على أكثرية الشعب الساحقة، تضاعفت فيه أسعار كل شي عدة مرات، هي جميعاً جرائم خيانة عُظمى تجسدت بجريمة إفقار شامل لأكثرية الشعب السوري!

4.     إن قيام بشار الأسد بصفة منصبه كرئيس الجمهورية مع اقربائه، وعصابته من مواليه الفاسدين بالتسبب بتدمير الإقتصاد السوري وذلك:        

·        بمنع عملي وبوسائل شيطانية لإحداث أي مصانع جديدة في سورية إطلاقا طيلة عهده - في القطاعين العام والخاص - والتسبب بالتالي بأكبر وأخطر نسبة بطالة للشباب في التاريخ السوري فضلا عن تحديد وضغط الإنتاجية الوطنية، وعكسها  إلى توسيع الإستيراد الذي يعني هدر الثروة المالية السورية! وهو ما زال مستمراً حتى الساعة!

·        إن خلق البطالة القائمة حاليا الذي قام به بشار الأسد وعصابته، والذي لا زال متفاقما هو  بهدف واضح وهو:

1)          إجبار أكثرية الشباب السوري على الهجرة خارج البلاد، وهدر ما أنفقته الدولة عليهم من مصاريف هائلة للتعليم والتدريب! ولقد وصلت هجرة المواطنين السوريين إلى أعداد ونسب هائلة لم تصلها في تاريخها إطلاقا، وحيث تمكن الخائنان حافظ وبشار الأسد من تهجير ما يزيد عن ثلث الشعب السوري للخارج!

2)          إضعاف البلاد عامة بفقدانها خبراتها الفنية والعامة.  

3)          إشغال دائم للمواطنين بهدف البحث عن العمل الذي هو سرٌّ أساسي من اسرار الحياة الإنسانية! منعا لهم من محاولة حقّ المُشاركة السياسية الوطنية!

·          القيام بتخريب الزراعة الوطنية، والذي تركّز خاصة على تخفيض زراعة وإنتاج القمح - عن طريق تخفيض الدعم - رغم أن  سوريا كانت من أوائل دول العالم في إنتاجه وتصديره إلى كثير من بلاد العالم طيلة عقود بل قرون طويلة، فأصبحت على عهد "الأسد" تستورد القمح لإطعام الشعب طيلة السنوات الماضية وحتى الآن ولأول مرة في تاريخها الطويل!

وهذا ما يجعل من بشار الأسد مُطلق خائن منفذ لتخريب سورية واقتصادها وتنميتها عن سابق تصور وتصميم، وخلق أزمات كارثية على الشعب كالبطالة والغلاء والتسلط الأمني والإعتقال الكيفي.... مما لا يُمكن تفسيره إلا أنها استكمال للخيانات الأسدية مع إسرائيل والتي بدأت على عهد الخائن حافظ الأسد بتسليم الجولان لإسرائيل مرتين: عام 1967 وعام 1973! وفي امتناع بشار الأسد عن تحرير الجولان رغم توفر فرصتين ذهبيتين كانا توفران النصر الأكيد: 1) هزيمة جيش إسرائيل في مواجهة حزب الله عام 2006، انتهت باعتراف إسرائيل بفقدان جيشها لقدراته المعنوية! 2) قيام إسرائيل بجميع جيشها إطلاقا وتفرغه لمهاجمة غزة في نهاية عام 2008 طيلة شهرٍ كامل! وكان الجولان بهذا شبه خال من قوات إسرائيل العسكرية!!

إن جميع الخيانات المذكورة، وإضافة لها التقتيل الوحشي الأسدي للمواطنين الجاري منذ أكثر من سنة ونصف وحتى الآن، ما هي إلا حلقات في مسلسل خيانات متكاملة صادرة عن عمالة بشار الأسد لإسرائيل، وإلا هل يتصور أحد أن يقوم رئيس دولة بارتكاب ما ارتكبه – ويرتكبه - بشار الأسد من فساد قذر هائل، وتخريب شامل، وتقتيل وحشي،  وموالاة لإسرائيل إلا أن يكون عميلا لإسرائيل بالذات عدوة سوريا الأولى؟

واختصارا فإن ما ذُكر أعلاه- ومئات غيرها-  من خيانات مقصودة وحقيقية 100% توجب سرعة الخلاص من رئيس خائن لوطنه وشعبه يقود البلاد بتوجيهات إسرائيلية محضة، فليس لذلك من حلٍّ عملي سريع إلا من خلال ما يُشبه العملية الجراحية التي يلجأ لها الطبيب لبتر أحد أعضاء المريض لإنقاذه من خطر حقيقي يتهدد حياته، ولقد أوصلت جرائم الخائن بشار الأسد سوريا وشعبها، إلى ما يُمكن وصفه بمرض سرطاني خطير يتفاقم تطوره يوميا ليُشكل خطرا حقيقيا على الشعب والدولة! وهو ما أصبح يفرض الخلاص من بشار الأسد سريعاً وبأي ثمن أو وسيلة، وهذا لن يتحقق عملياً إلاّ بالعمل على قتل بشار الأسد سريعا سريعا. لضمان خلاص سوريا السريع من رأس الخيانة والتقتيل والتخريب الوطني الإجرامي، وبالتالي سقوط النظام كلية سريعا، وعودة الديموقراطية إلى سورية، ومن ثمَّ عودة السلطة لشعبها!

هل يُمكن للشعب السوري الحيّ ومواطنيه المخلصين، والجيش الحر البطل قتل المجرم الخائن بشار الأسد؟

نعم... نعم.. نعم، وهذا من أسهل الأمور فعلا وقطعيا، وذلك لمن يُفكر ويُخطط ويُقرر ويعمل ويُكرر بإصرار على تنفيذ قراره..

إن قتل المجرم بشار الأسد سيكون أساس إنقاذ سوريا وشعبها من أخطر مأساة تُعانيها منذ قرون. وهذا هو البديل  الفعال عن سخافات المؤتمرات العقيمة التي لا نهاية لها، والتي إن حققت شيئا، فلن تحقق إلا جزءا بسيطا مما تحتاجه سورية وشعبها من جهودٍ للخلاص من نظام فاسد خائن مُخرّب، ولإعادة - من ثم - بناء الوطن وتنميته ومعالجة أزماته جديا بإخلاصٍ وأمانة كاملتين! بعد الخلاص من الجرثومة الأسدية جذريا.

أنا أعلم – كما يعلم كل مواطن سوري – أن الأغلبية الساحقة  من الشعب السوري، ترغب وتتمنى الحل المذكور في قتل بشار الأسد إنقاذا للبلاد وشعبها وأجيالها، وخلاصا من خيانات وجرائم الخائن المجرم الأسد! وأن لا مواطن عاقل مخلص شريف يرضى باستمرار ما يجري في سوريا، لمجرد إصرارٍ مجنونٍ من فرد واحد على يبقى رئيسا للجمهورية، وللإستمرار في تخريب وطنه وتقتيل شعبه!

إذن فليُقتل المجرم القاتل بشار الأسد.. الآن .. الآن وليس غدا! ومهما كان الثمن! ولتُنقذ سوريا وشعبها وكيانها ومعيشة شعبها ومستقبلها ومنزلتها بين دول وشعوب العالم. فهل تلجأ الثورة والثوار، بل وكلَّ مواطن قادر، إلى التحرك السريع لقتل الخائن المجرم القاتل والمخرب لوطنه وشعبه!

وهل سنسمع ونقرأ عن هذا قريبا جدا؟ ومن سيكون بطل سوريا الذي سيسجل التاريخ إسمه كمنقذ جدّي لسورية من أقذر عصابة خائنة تحكمت فيها وخربتها طيلة 42 سنة متوالية!