جوجل والطفولة أين أطفال غزة أيها العالم الحر؟
جوجل والطفولة أين أطفال غزة أيها العالم الحر؟
فراس حج محمد /فلسطين
زينت شركت جوجل صفحتها الرئيسية لهذا اليوم بصورة معبرة عن احتفالها بيوم الطفولة العالمي الذي يصادف هذا اليوم العشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام، وهي عادة تنتهجها شركة جوجل في إحياء المناسبات العالمية وتحيي ذكرى المشاهير في الفن والأدب والرياضة وغيرها.
ومن حقنا أن نسأل ليس شركة جوجل بطبيعة الحال، ولكن نسأل العالم الحر الذي يدعي حرصه على أطفال العالم وتنص الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص على حماية الأطفال وتجريم كل من يتعرض لهم، فأين أطفال غزة أيها المفكرون؟ أم أن أطفالنا لم يرتقوا في عرفكم لمرتبة الطفولة التي تتباكون على انتهاكها في بلاد ليست كبلادنا؟
تحل هذه المناسبة وزهور غزة تقطف يوميا، وتحرق أجسادهم بأفتك الأسلحة، والعالم الحر وضميره في غيبوبة، فلم يرتفع ولو صوتا خجولا يذكر بأطفال غزة ومآسي أطفال غزة؟
متى سنظل نصدق اتفاقياتهم وعهودهم ومواثيقهم؟ متى سنظل نكتب عن الفكر التقدمي ونمدح أبطاله الأشاوس؟ متى نأخذ زمام المبادرة ونحدد نحن أحداثنا المهمة وعهودنا ومواثيقنا؟ إلى متى سنظل نرزح تحت نير الوهم والوهن لنحتفل متى يحتفلون ونهلل متى يهللون ونصلي ونسجد متى وأين يصلون ويسجدون؟ يا لخراب الأرواح ويا لعفن الأفكار ويا لهذا الهذيان!!
لا تنتظروا أحدا يا أطفال غزة، لا تنتظروا الأمم المتحدة، ولا تقرؤوا في أسفار حملتها الحمير، ولهثت بها الكلاب المسعورة الضالة، فلن تكونوا إلا المتن الساطع بالفجر الآتي إن رفضتم هراءهم وضحكهم على ذقوننا!!
لا تصدقوا إلا دماءكم، وأنين مواجعكم! لا تصدقوا إلا هدير الطائرات التي تغتال فرحكم وتمنعكم عن ملاعبكم ومدارسكم، ولا تصدقوا إلا الموت الذي يحملكم على أجنحته بعيدا عن أمهاتكم وآبائكم وإخوتكم، لا تصدقوا إلا سطرا مكتوبا على جبين الشهداء الذين سقطوا في ميادين العزة والشرف، ولتحي طفولتهم في أودية الرخاء المهووس ولتتحولوا أنتم أيقونات خالدة في آيات المصاحف المرتلة.
هنيئا لكم شهادتكم واقفين زنابق يفوح منها عبق السنا والحب، ويكفيكم فخرا أنكم من أقلقتم منام قادة الأعداء، وجعلتم غدهم أسود، فالقادم أشد، إنهم يحاولون اغتيال مستقبلنا بقتلكم ولكن هيهات أن يموت الزيتون في بلاد الزيتون!!