الصهاينة يستصغرون أنفسهم أمام شراسة الأسد
الصهاينة يستصغرون أنفسهم أمام شراسة الأسد
محمد عبد الرازق
بعد ستة أيام على بدء العدوان الصهيوني على غزة؛ تكون النتيجة على المستوى البشري في أهل غزة ( 132 شهيدًا ). و هو رقم لا يكاد أن يصل إلى المستوى المتوسط لعدد الشهداء الذين يسقطون في سورية على يد قوات نظام الأسد؛ ناهيك عن حجم الخسائر المادية المتواضع جدًّا قياسًا بما تقدم عليه تلك الكتائب، سواءٌ على المستوى الشخصي، أو العام المتمثل في تدمير البُنى التحتية عن طريق البراميل ( الغبية قياسًا بالصواريخ الذكية التي تقصف بها غزة ) في عموم المناطق، التي يتقهقر منها هذا النظام أمام بطولات السوريين، التوَّاقين لانتزاع حريتهم من براثن هذا الطاغوت الجاثم على صدورهم منذ أربعة عقود.
لقد غدا ثلث المساكن، و المدارس، و البنى التحتية في سورية مدمرًا بفعل آلة القتل الهمجية، التي يدكّ بها هذا النظام ما كان يُسمَّى رعايا دولة الأسد. و يتوقّع الخبراء أن تتجاوز تكلفة إعادة البناء في سورية مائة مليار دولار.
و بالطبع لن يفوتنا الحديث عن الفظاعات الرهيبة التي يتمُّ بها التعامل مع أبناء سورية من قبل عناصر هذا النظام؛ فهذه هي مقاطع الفيديو المسرَّبة التي يظهر فيها الشبيحة، و هم يطعنون القتلى بالسكاكين، و حراب البنادق، و يسحلونهم على الأرض سحلاً. أمَّا ما يحدث للمعتقلين من صنوف العذاب فإنَّ السوري ليتمنَّى الموت ألف مرة، عوضًا من أن يقع في قبضة مخابرات النظام التي فاق عدد أجهزتها على ثمانية عشر جهازًا موزعة بمئات الأفرع على مدن، و بلدات سورية من أقصاها إلى أقصاها.
و عليه فإنَّ الصهاينة باتوا يشعرون أنفسهم ( حِملانًا ) فيما يفعلونه في قطاع غزة؛ إذا ما قيسوا بهذا الوحش الكاسر الذي يدمر سورية ( إنسانًا، و أرضًا، و مقدرات ) و هو يشعر أنها باتت تخرج من تحت عباءته؛ إنطلاقًا من مقولة ( الأسد أو نحرق البلد )، و ( الأسد أو خراب البلد )، و ( الأسد أو دمار البلد )، و ( الأسد أو لا أحد ).
ذلك ما جعل الحاخام ( يعقوب يوسف )، نجل كبير حاخامات الكيان الصهيوني، و المرشد الروحي لحزب شاس اليميني المتطرف ( عوفاديا يوسف)، ينصح جيش الاحتلال الصهيوني بأن يتعلم من جيش نظام الأسد كيفية ذبح العدو، و سحقه.
و جاء ذلك في عظة له ألقاها بمدينة الخليل المحتلة: ( الجيش الإسرائيلي يجب أن يتعلم من قوات الأسد كيفية قتل، وسحق العدو). في إشارة إلى ميليشيات الأسد، التي تمارس أبشع الجرائم بحق الشعب السوري المنخرط في ثورة منذ (20 ) شهرًا للمطالبة بإسقاطه.
و بالطبع فإننا نقول لهذا الحاخام: إنَّ ما تقوم به كتائب الأسد من فظاعات بحق السوريين لا يبرر لجيش الاحتلال الصهيوني أن يرتكب شتى أنواع الجرائم، حتى تلك المصنفة ضد الإنسانية، بحق الشعب الفلسطيني على مدى سنوات من الاحتلال؛ فأنتم، و عصابات الأسد في الوحشية، و القمع سواء.