وأخيراً اعترفوا بالمعارضة السورية..؟؟!!

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قد يقول قائل : ربما صحا الضمير العالمي وبصحوته تلك أحيا كيان ميت فجعل منه ائتلافاً , هذا الائتلاف سيقود الفترة القادمة , وينقذ ماتبقى من كيانات مادية وبشرية لم يصلها الدمار والخراب بعد .

أو يمكن القول أن المعارضة صحا ضميرها , ووجدت أنه قد حان الوقت لتجتمع على كلمة سواء , وتدعم الثورة وتسارع في اسقاط النظام , وأجلت مشاريعها المختلفة لتقدم مشروعها , وهناك الشعب يقرر من يختار من هذه الكيانات .

ونستطيع أن نعرض رؤى متعددة وكلها قد تصل لنفس المسار , بحيث يبق الأمر في حده الأدنى من الاقناع, ومع أنني أميل لرأي آخر كنت قد كتبت عنه قبل عدة شهور مضت (لسان حال الثائر يقول تحت قدمي هاتين ستسقط كل المؤامرات ) .

فالفضل أولاً هو لله ومن ثم للثوار الأبطال على أرض المعركة في الداخل , فالعالم نسي ضميره تحت قدميه , وانتظر طويلاً حتى يتمكن النظام المجرم من القضاء على الثورة , ولكن الشعب الثائر البطل أستمر في ثورته ويداري جراحه وينعي شهدائه , وهدفه رأس الفساد وأذنابه , وسيكون رأسه قريباً تحت قدميه .

فالضمائر تصحوا عندما تظهر القوة وتخفت الضمائر بخفوتها , إن ضربات أبطالنا الثوار القوية والاصرار والعزيمة , والعبور فوق الجراح العميقة , من أجل الهدف الأسمى للحرية والخير والعدل والأمان المرتقب , والذي سيتم على أيدي الجيل الثوري الرائد , هي القوة التي جعلت من الضمير يخرج من مخبأه ليطل علينا في هذا الائتلاف المسمى بائتلاف القوى الثورية والمعارضة السورية , واحتمال الاعتراف الدولي فيه  , والذي سبق هذا الاتفاق , تصريح رئيس وزراء بريطانيا في السعي لدعم الثوار مادياً وعسكرياً , وتهديد نتنياهو اليوم بأنه سيرد على أي اطلاق نار سوري , وانتخاب الاستاذ جورج صبرا رئيساً للمجلس الوطني , وأمور أخرى واضحة لايمكن عرضها كلها الآن , ظهر هذا الكيان , بحيث فقدت الثقة كلها في امكانية انتصار بشار وعصاباته , والحلقة تضيق عليه وعلى رقبته ساعة بعد ساعة .

فتم الطبخ في يوم واحد وجلسة معتبرة في قطر

مع الشكر الجزيل لمن عمل هذه الطبخة المعتبرة , والقول أن تأتي خير من أن لا تأتي أبداً , والخشية كل الخشية أن تكون الكلمات التي سمعناها هي من نسخة مماثلة عن الكلمات الطنانة التي سبقتها , ونحن نقف مع كل عمل يخدم ثورتنا ويحفظ ولو قطرة دم واحدة تنزف من كل سوري شريف , ولن نستعجل وعلينا أن نعتمد على الأفعال فالأقوال قد مللنا منها , ونبتعد عن عواطف الأقوال , ونحن شعب عاطفي تثيرنا الكلمات ومن ثم تخفت عواطفنا ونعود لمرحلة التمنيات وانتظار الفارس أو البطل المنقذ .فالعيب الوحيد عندنا هو أننا ننظر بعواطفنا فقط , وكل شخص يوافق هوى اعتقادي في داخلي فأنا أؤيده وأتغاضى عن عيوبه وأتحاشى الخوض فيها مهما عظمت , في حين أن المنطق يقول : قد يكون الشخص الذي يختلف فيما أعتقد فيه قادر على فعل الخير لي وللآخرين بدرجة أعم واشمل من هواي.

فالكثيرون منا لم يسمع بالأستاذ معاذ الخطيب إلا بعد انتخابه رئيساً للكيان الجديد , وكانت كلماته جيدة تتلاقى مع أهواء الغالبية من مجتمعنا , وهذا لايعني أن نصدق كل مانسمع , وإنما قبل التصديق أن نر الفعل حتى نطلب أكثر فأكثر , نرجو من الله تعالى أن يكون القول مطابقاً للفعل , ولو أنني وجدت الخشية في تجاوزه لكلمة مهمة لم يذكرها , عندما طلب من المجتمع الدولي المساعدات الانسانية مع اهماله للمساعدات العسكرية , والسؤال هنا للشيخ معاذ الخطيب هو :

هل كان عدم ذكر الدعم العسكري قد سقط سهواً , أم كان متقصداً  كما فعل ذلك من قبل الدكتور غليون عندما تشكل المجلس الوطني ؟