شهادات مزورة
خذوا حذركم!
ونظم التعليم ومناهجه تحتاج إلى انقلاب!
عبد الله خليل شبيب
مقدمة:
نعرض فيما يلي لظاهرة انتشرت في كثير من بلدان العالم العربي والثالث .. وهي [ ظاهرة انتشار الشهادات المزورة [ وخصوصا العليا = الدكتوراة والماجستير ] .. وتولي بعض حامليها لمناصب لا يستحقونها – على حساب من هم أهل لها- وأَولى منهم ..].. مما يذكرنا بواقعة اكتشفت في إحدى البلدان حيث اكتشف أن أحد المستشارين – والذي قضى عدة سنوات في منصبه ..أصله كان مسجونا ..وزور شهادة المستشار الذي حاكمه – وقد توفي ذلك المستشار .. ثم تعاقد [ المتهم] مع بلد آخر ..وقضى سنوات يعمل في القضاء ثم مستشارا ..ولم يعلم بحقيقته أحد ..حتى اكتُشِف بالصدفة !
.. ولا شك أن كثيرين يعرفون وقائع من هذا النوع ..أو يشكون في كثير من الشهادات ..وخصوصا التي تصدر من بعض البلاد التي أشار إليها المقال الذي نورده – وأغلب الظن أنه صادق .. لأته ليس هنالك ما يدفعه للكذب في الغالب ..ويُذكر أنه كان يعمل كضابط مخابرات في السلطة الفلسطينية .. وربما كان يعتقد أنها سلطة وطنية فعلا ..ولكنه اكتشف الكثير من الفساد والسقوط ..- وخصوصا بحكم موقعه ووظيفته -..!
..ويذكر كثير من الناس أنه فضح الفساد الأخلاقي لبعض كبار موظفي الرئاسة الفلسطينية ..وبعض كبار المتنفذين .. حيث كان بمقتضى وظيفته يطلع على الكثير من الأسرار والفضائح ! ..وما فضح إلا القليل !
..وهذا – أحد مجالات الفساد والفضائح ..التي لا تقتصر على السلطة الفلسطينية - ..بل تتكرر في غيرها من بلدان العالم المغلوب على أمره !
ويلاحظ من كلام ( الأستاذ المحامي فهمي شبانة ) ترابط قنوات الفساد : الخلقي والإداري والعلمي والتجسسي والتنسيقي من أساطين شرطة ومخابرات السلطة المنسقة والتابعة لأجهزة العدو وموساده ..ووسائلهم الملتوية والخسيسة وغير الشريفة ..إلخ ]!!!
... ويتكرر أشباهها في غير ذلك الموقع ..وفي غير ذلك البلد المنكوب!
معظم نظم التعليم العربي في خطر وتحتاج لثورة جريئة!:
وليس تزوير الشهادات المستوردة فقط هو المشكلة..ولكن الأوضاع الهزيلة التي تسود معظم الجامعات في العالم العربي .. والتعليم كله بشكل عام .. وهزال كثير من ت المناهج ..ومسخها أحيانا – وخصوصا في البلدان التي طبّعت مع اليهود وعقدت معهم المعاهدات ! مما يدعو لثورة أوانقلاب في مسار التعليم وأهدافه وأساليبه وما يتعلق به .. ..ومما يجيب على سؤال : لماذا لم يرد اسم أي جامعة عربية في ال(500 جامعة الأفضل على مستوى العالم ) ؟!!
والأدهى من ذلك ان وكالة غوث اللاجئين تنوي فرض تدريس [الهولوكوست اليهودي ] قي المدارس التابعة لها ..!
.. لا نريد ـ أن نسترسل كثيرا ؛ فالكثيرون يعرفون الأوضاع الحقيقية [ والمزرية ] عن كثب !
فهنالك التنجيح بغير حق [ بالدفش] - بالواسطة أو المعرفة أو المحسوبية.. وحتى بالرشوة !
وهنالك الغش الصريح بل والمفروض !
وهنالك وهنالك .. ما يجعل كثيرا من الشهادات .. موضع شك ..
ولا شك أن كثيرا من الخريجين .. لا يرقى مستواهم إلى مستوى الشهادات التي يحملون .. ويشعرون – من داخلهم – أنهم فارغون..مما يدفعهم أحيانا - إلى التجبر على العاملين معهم أو تحت إمرتهم أو مخادعتهم أو مصانعتهم ..إلخ!..أو الطاعة العمياء لمن هو فوقهم.. .. أوأي سلوك غير سوي قد يبدر منهم ..
وهناك جامعة أو جامعات اتخذت التعليم تجارة رائجة وفتحت لها فروعا خارجية ..[ وسلقت ] آلاف الشهادات وخرّجت الآلاف ممن لا يستحقون .. أو دون المستوى المطلوب !
.. إذن [ الداء وبيل ] وبحاجة إلى علاج جذري ..وجرأة غير عادية ..وإعادة نظر في كثير من المناهج والأساليب والنظم والأجهزة ..إلخ
هنالك أساتذة ومدرسون .. قضوا سنين في تدريس الأجيال ..وهم – في كثير من الأحيان – يجهلون بعض البدهيات في علمهم..وكثيرا ما يخطئون أخطاء فاحشة ! .. فكيف تكون الأجيال التي يخرجونها ؟!
لقد سمعت دكاترة في اللغة العربية –مثلا- قضوا سنين في مهمة تدريس الأجيال .. ينصبون المجرور – وهو ليس ممنوعا من الصرف - !.. وقس على ذلك ..!!
والأن إلى موضوع الشهادات المزورة .. وهو كما قلنا – وإن كان يتحدث عن واقعة – أو وقائع تخص السلطة الفلسطينية .. فالوضع متشابه في غيرها من بلدان العرب ..
.. ثم – أمر آخر – الذي جعله يتحدث بصراحة – كما حصل في كشف الفضائح التي سبق أن كشفها .. – مع أنه غادر الوظيفة لدى السلطة وجهاز مخابراتها - ..هو أنه مقيم في القدس .. حيث لا تطاله يد [سلطة عباس – فتح – ميلر] .. التي لا تجرؤ أن تمس أي أحد في المناطق التي تحت الإدارة اليهودية المباشرة ..ولا حتى إذا خرجوا إلى [المناطق] التي هي من المفترض أنها تحت إدارة السلطة - حتى لو عاثوا في الأرض فسادا ..,كما يفعل المستوطنون يوميا !
-- ---------------------------------
مدراء ومسؤولون في السلطة الفلسطينية بشهادات مزورة
بقلم : المحامي فهمي شبانه التميمي / القدس
التقيت الرجل ابن الستين عاما في احد شوارع القدس وبادرني بالتحية وبادرته بالسؤال .
- شو قصة الشهادات الي بتجيبها للناس ؟
- فقال ضاحكا : اتريد شهادة ماجستير او حتى دكتوراه ؟
- قلت له : من اين ؟
- قال : من رومانيا وروسيا وغيرهم من البلدان الشرقية .
- فقلت له : لا اعرف اللغة الرومانية ولا الروسية.
- فقال : مش مهم ما عليك إلا أن تدفع 7 ألاف دولار وتذهب زيارة لرومانيا في منتجع هناك وسيكون لك هناك ضيافة ... ناعمة ... وغيرها وتحصل على الشهادة الجامعية المطلوبة وأنا بقوم بكل ما يلزم.
- فقلت له : يا رجل هل انا مجنون أن احصل على شهادة دون أن اعرف لغة البلد الذي حصلت على شهادة منها .
- فقال : كلهم هكذا.
- فقلت: كيف ؟
- فسرد لي اسماء البعض وقال : لقد حصل فلان على مدير عام من شهادة الدكتوراه التي احضرتها له ولكنه نصب علي بألف دولار وذلك المحامي الذي احضرت له شهادة الحقوق وهو اليوم يعمل بموجبها وله مكتب بل وانه معتمد من وزارة الاسرى .
- فقلت له: اسمع هذا الحكي في الطريق ما بنفع شو رأيك تجي على مكتبي في المخابرات الفلسطينية بأم الشرايط في رام الله وهناك بنحكي براحتنا وعليك الامان .
- فاستعد الرجل لذلك وقال : أنت أبو يوسف كنت طالب عندي وأنا استاذك وأنا والله بحترمك وراح اجي يوم الاحد القادم عندك فاتفقنا على الموعد .
في اليوم المحدد وفي مكتبي بالطابق الخامس بالمخابرات الفلسطينية العامه هذا الطابق الذي كان يضم مكتب رئيس المخابرات ومكتبي التقيت الرجل (ش , ل) وبعد الحديث في الامور العامة وأحوال الناس
- قال: بس انا أبو يوسف ما بدي مشاكل مع هؤلاء فمن احضرت لهم هذه الشهادات اصبحوا مسؤولين في الاجهزه الامنية وفي اماكن مهمة في الوزارات .
- فطمأنت الرجل وبدأت الابتسامة على وجهه وقلت له : ما رأيك أن نبدأ بالمحامي الذي تعتمده وزارة الاسرى كمحام لها .
- فقال : انه المحامي اسماعيل الطويل .
- فقلت له : الذي كان يسكن في الخليل
- فقال : هو بنفسه
( وكان للحديث مع الرجل بقيه وتشعبات سأذكرها فيما بعد) وفي نهاية اللقاء ودعت الرجل وخرج من المقر العام بسلام ووعد أن يتواصل معنا ويزودنا بكشف كامل عن جميع من حصلوا على مثل هذه الشهادات ,
بدوري قمت بمراسلة مخابرات محافظة الخليل والسؤال عن هذا المحامي لتزويدي بالبحث الامني عنه فوردنا أن هذا المحامي كان قد تم اعتقاله لشبهات امنيه وتم التحقيق معه وانتقل للعيش من الخليل الى رام الله وهناك انشأ علاقة مع بعض رجالات جهاز الامن الوقائي في رام الله ليوفروا له الحماية وكان يحضر الفتيات لأحد مسؤوليهم وساعدوه في التسجيل بنقابة المحامين حيث اعترضت النقابة الفلسطينية في حينه على تسجيله كعضو ممارس لمهنة المحاماة ولكنه استطاع الحصول على قرار من المحكمه بمعاونة علاقاته مع رجالات ذلك الجهاز الامني وتم تسجيله كمحام وافتتح مكتبا له في منطقة الرام , بعد ورود البحث الامني قررت استدعاء هذا المحامي والتحقيق معه وفعلا تم احضاره ولاختصار كل الوقت تم سؤاله سؤالين فقط
1- اين حصلت على شهادة الحقوق ؟ قال : من روسيا .
2- ما معنى كلمة محام وقاضي ومحكمه في الروسية ؟ فلم يعرف وقال : نسيت
في هذه الاثناء تم الاتصال من جهاز الامن الوقائي للسؤال عن وضع مندوبهم واستعدوا على احضار كافة الاثباتات المطلوبة لملفه وتم اخلاء سبيله بكفالتهم ولم يفعلوا .
بعد اسبوع التقيت في وزارة المالية مع وزير الاسرى وسألته :
- كيف تعتمدون هذا المحامي وترسلونه لمقابلة الاسرى وسجله الامني مشبوه مما يشكل خطرا على الاسرى حيث انهم سيفشون بأسرارهم له على اعتبار انه من طرف الوزارة ؟ وتمنيت انني لم اسأل هذا الوزير السؤال لأنه اجابني :
- استاذ فهمي : هذا الرجل بجيب صفقات كويسه وأحكام متدنية للمعتقلين .
- فقلت له : على سواد عيونه ؟ أم على كفاءته القانونية ؟ ولّا على جهله باللغة العبريه ؟ (لغة المحاكمات ) .
- فقال : هو يعقد الصفقات مع المحققين.
- فقلت له - بغضب - : الله يعطيك ويعطيه العافية والله لا يطولها شده .
وفي النهاية ما زال هذا المحامي يمارس مهنة المحاماة ويقابل السجناء باسم وزارة الاسرى ويستمع لأسرارهم وهذه المقالة رسالة مني الى نقابة محامي فلسطين التي احترمها وأبجل اعضاءها.