الإعلام والثورة

عبد الله الدمياطى

عبد الله مليجى الدمياطى

يعمل اعداء الثورة المصرية وعلى رأسهم الأعلام المصري العام والخاص على ضرب الثورة المصرية، بأساليب مختلفة تصب كلها في نزع ثقة الشعب في الثورة وصرف نظره عنها

لست ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة ولكني لست ممن ينكر الواقع ومما تعلمته في حياتي هو أن أميز الحقائق من النظريات وان اتبع خيط الحقيقة مهما كان ضوئها محجوبا عن الرؤية.

أرى منذ نجاح د/محمد مرسى ووصوله الى الرئاسة هجمة شرشة بدأت تتضح معالمها على الثورة لمحاولة تشويه ثورة شعب تحرر من العبودية لقد أدرك رجال المخلوع والخائفون من أن تصل يد العدالة إليهم إذا ما استقرت الأوضاع أدركوا جميعًا أهمية الإعلام وتأثيره على مجريات الأمور فخصصوا جزءًا من الأموال التي نهبوها من الشعب بهدف الدفاع عن مكتسباتهم لمحاولة إفشال الثورة وتفريغها من مضمونها مستعينين ببعض الإعلاميين المتلونين المنافقين الذين خرجوا علينا في ثوب جديد بعد الثورة ظاهره مناصرة الثورة وباطنه النيل منها نعم أن الثورة نجحت بالإطاحة بمبارك وليس بنظامه فنظام مبارك لا يزال يسعى في الأرض فسادًا مستخدمًا نفس أساليبه القذرة وإن كان هناك بعض التغيير بحسب ظروف المرحلة الراهنة فظهر إعلام مبارك ورجاله كوسيلة لوأد الثورة حتى أصبح الكثيرون يرددون أكاذيب هذا الإعلام بشكل أصبح يهدد بضياع الثورة وعودة النظام البائد ، لقد انبرى رجال مبارك منذ قيام الثورة لتدشين إمبراطوريات إعلامية سلطت للنيل من الثورة والثوار.

لم تتعرض اى ثورة في التاريخ لهجوم ممنهج ومدروس بهدف تشويه صورتها وثورها والانقضاض عليها والتنكر لمطالبها مثلما تعرضت له ثورة 25 يناير، قطعان من الإعلاميين بل شياطين ذوى وجوه مسودة يسممون أفكار الناس ويحجبون الحقائق وينشرون الأكاذيب ويروجون الإشاعات على قنوات فضائية الحكومية منها والخاصة المملوكة للرجال المخلوع وتستخدم هذه الفضائيات لهدف واحد وهو إسقاط الثورة وتشويه صورتها هذا بالإضافة إلى الأزمات المفتعلة الاقتصادية منها والأمنية، قد توحدت كل هذه القوى على هدف واحد وهو افتراس الثورة وإسقاطها وتحطيم الصورة النقية التي أبهرت العالم لقد استلوا سيوف الحقد على ثورة الشباب وأرادوا تمزيقها انتقاماً منها لأنها كشفت سوءاتهم، أو حفاظاً على مصالحهم المرهونة ببقاء الفساد فهؤلاء يأكل الحقد أحشاءهم.

إن الثورة مستمرة رغم أنوف الذين يحاولون تشويها وعرقلة مساراتها وهى قائمة رغم أنوف المشككين أولئك الذين لم يصدقوا بعد أن الزمن تغير وأن الشعوب رفعت لواء التغيير وأن جيلا انتفض على واقع آبائه وأجداده تلك النخب المنتفعة من الأوضاع القائمة التي تحاول مع بقايا الأنظمة المتهالكة استنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال رسائل إعلامية تافهة في الوقت الذي يعتبر فيه الإعلام أقوى شاهد على المجازر التي ترتكب بحق الشعوب. 
إن الإعــــلام يـــمــــثـــل نـــــبض الشعوب يـــعـــيـــش على قضاياها ويتحرك بحركتها وبئس الإعلام الذي يشوه الحقائق ويزيف الوعي ويراهن على بقايا الباطل ويلمع صورته ، إن الثورة لن تموت إلا حينما يفقد الناس إيمانهم بمطالبها وأهدافها، والشعب المصري الأصيل الذي وقف في وجه الطغيان لن يفقد إيمانه بالثورة ثورة الحرية والعدالة والكرامة أن الثورة أحيت روحاً جديدة في دماء المصريين، فهم الآن شعباً وأفراداً، لن يسمحوا بأن يتلاعب بهم ولن يسمحوا بتشويه ثورتهم ثورة الكرامة والحرية وطالما أن هذه الروح مازالت متوهجة فإن شعلة الثورة ستبقى مشتعلة، حتى تستخرج المعادن النفيسة من تراب هذا الوطن

وأخيرا نأمل من مدبر أمور الأرض والسماء سبحانه وتعالى أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الباطل والمبطلين.