سؤال محير

من كان عنده الشجاعة والإجابة فليجب مشكورا

بسم الله الرحمن الرحيم

اعترضني أحد الفضلاء قائلا : "زودتها شويه" صحيح أن الذي تذكره كان واقعا في بداية أمر المجلس ولكن الحال اليوم أمسى على خلاف الذي تذكره . أقول والذي رفع السماء بلا عمد وبعث الثورات بلا مَهَد إني إذاً لأسعد الناس يومئذ .ولكن لسان الحال أصدق من لسان المقال وهو عليه حاكم وسلطان .فحتى الآن لا أثر لتحرك ولا عمل للمجلس على نطاق الإعلام في الغرب والذي هو الأصل بل إن غليون  أتاحت له إحدى صحف فرنسا الكبرى لقاءً لم يتكلم فيه كلمة واحدة تنفع الثورة والثوار .فكيف لي أن أصدق الدعوى وأكذب ما أرى وألمس ولست ولله الحمد بإمعة . إني ولله الحمد رجل واقعي أومن بأن الله تعالى تعبدنا بالمعقول وبما جعله لحياتنا الدنيا سنة وناموسا وأن الخمسة تغلب الاثنين وأن لهما الفرار عن الخمسة إلاّ أن يصير الأمر إلى الصول والدفع عن النفس والحفاظ على الضروريات الخمس   

إني أعلم أن المجلس قد تورط في سياسته وأضر أشد الضرر بالثورة وأن المخرج مما ورط به نفسه بات صعب المنال لأسباب نفسية وأصولية وأنه لو استمع إلى كل ما أرفقت به مما أرفقته إليه من نصح لما جال اليوم جولان السكيت في رسنه والسكيت آخر الخيل وصولا في السباق . ولكن الأمر المفظع والحمل المضلع شر المجلس الذي لا ينقطع فمتى يستفيق أولئك أعلى صوت كلينتون وهي تدعو إلى إصلاح المعارضة !فيا سبحان الله أولم يكف كلينتون كل هذا الفساد حتى تدعو إلى إفساد أوسع ؟ ولربما ستلغي لقاء المعارضة في قطر برمته إن لم يلب طلباتها .ثم لا يغرنكم ظاهر دعوتها عن الحراك الثوري والشرعية مما ورد في قولها من قول حق فهي تتبع في دعوتها قانونا حذر الله تعالى منه (إنكم كنتم تاتوننا عن اليمين) أي من جهة الخير والحق حتى إذا ما وطّأت لدخولها اقتحمت وبثت سمومها وخلصت أنهم هيئة التنسيق ومن هم على شاكلتها وممن ستحاول شراءهم في الداخل بأموالها فعاد كلامها بالحق والصدق والعدل مجرد شبكة تصطاد بها . لقد قلت لقادة المجلس مرارا أن الغرب لا يحترم أنصاف الرجال ويتعامل معهم على أساس الاستغلال حتى إذا مص ماء وجوههم ودماء عروقهم نبذهم .آه آه من أناس لم يتفطنوا إلى شيء وفوتوا كل شيء فخسروا كل شيء وتالله وهو العليم لقد كتبت ومنذ أشهر عديدة أن الغرب سيلفظ هذا المجلس بعد أن استغله ليكون غطاء له على عدم التدخل وحذرت برسائل خاصه وعامة من أظن بهم بقية خير والعموم ولكن لا يسمع الصم الدعاء ... فما العمل ؟  

  لقد احترق المجلس وهتك العهد الذي بينه وبين الداخل فتكشف ستره وفقدت الثقة به وتنكر له الغرب فهل لذنابها من مطلب ؟ اليوم وبعد أن أوبق الغرب والعرب المجلس وبعد دعوة الشيخة كلينتون إلى تصحيحه بعد أن أفسدته الشيخة بسمه طبعا بخروجها منه .ما العمل ؟ ليس أمام المجلس سوى خيارين الخيار الأول كنت قد ذكرته وكررته مرارا في رسالتي إلى المجلس وفي جواب ثائر والآخر الاستمرار في سياق عمل المجلس السابق لأن أنصاف الحلول بالنسبة له قد انتهت فالذي يدور اليوم من لغط حول الحكومة الانتقالية وتعيين رياض سيف لها ...الخ مما يتناقله فلان وعلان غير واضح ومشوه غامض فقد ذكر أحدهم تلك الحكومة وأنها حكومة ستأتي لتلبية "أجندات" خارجيه وكأنهم هم في المجلس يفعلون شيئا آخر حتى الآن ! وذكر أن المجرم بشار بناء على ذلك سيبقى حتى عام 2014 وهذا كلام ينقض بعضه فكيف تتشكل حكومة خارج البلاد لا خيار للمجرم فيها ويبقى هو للبلاد رئيسا ؟ لماذا لا يطالع المجلس الأمة بحقيقة هذه المبادرة بصدق وشفافية ألأنه لا يعرف هاتين الخلتين أم لسبب آخر هو شر من الأول ؟ قولوا لنا حقيقة التوافق والتخالف  أم أن شقاقكم لها -الحكومة- كشقاق غليون لها حيث أذهبت أحلامه وآماله بعودته إلى رئاسة المجلس فهذا همه كله لا هم له غير نفسه . فهل هذه همومكم أيضا ؟ هاتوا أطلعونا وأطلعوا الأمة بصدق وحق عن ماتريده منكم أمريكا والغرب ليكن هذا معلنا أمام الأمة وأمام الغرب والعالم ربما وافق على الطرح أقوام يرضون بأن يكون ثمن إسقاط النظام ومحاكمة قادته تولي تلك الحكومة والتي على رأسها رجل مريض لتخلفه امرأة مؤتمنة على تلك الأجندات المخالفة لأجندات المجلس وكل خارجية على كل حال ولا تعلق للثورة بها فأفصحوا لنا عن تلكم الأجندات فربماقبلها قوم وناقشها آخرون فبعد أن أوصلتمونا إلى مانحن فيه لا أقل من تؤدوا لنا هذا الحق إنه قبل شيء يتعلق بمصيرنا .أم أنكم ترونه مصيركم ليس إلا ؟

أناشد المجلس بالكشف الصادق عن كل ما يطرح ويدور في السر والظلمه لتتعرف عليه الأمة وتناقشه النخبه

اسمع إلى الكذاب الأشر المنافق الغادر وهو يتكلم عما تبناه بالأمس ولهث خلفه وكأنه لا علاقة له ولا ذنب ! فهو من رفض التدخل بحجة الحرب الأهلية وهو من سعى نحو الحوار وقال كلمته المشهورة للافروف جئنا إلى روسيا لدرء التدخل وللحوار .اقرأ وول ستريت جورنال أومقالة جمع الجوامع .ثم لم يتكلم بمثل هذا فقط أمام العرب والجزيرة ؟ وحين يظهر على الإعلام الغربي لا ينس ببنت شفه مما يعود خيره على الثورة والأمة ؟ بل يتكلم عن همومه الخاصه حول الحكومة الانتقالية والتي بات يرفضها لأنه اكتشف أنه لن يكون رئيسها .إن هذا الرجل هو مثال الأجندة الخارجية الحية ولكن دوره فيما يظهر انتهى وجاء دور غيره ولا حول ولا قوة إلا بالله .