هل تصبح الشرق الأوسط منطقة احتلال جديدة؟

هل تصبح الشرق الأوسط منطقة احتلال جديدة؟

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏25‏/10‏/12 صادف يوم السبت من 20 تشرين اول/اكتوبر الحالي مرور ثمانية عشرة شهرا على انتفاضة الشعب السوري للمطالبة باستعادة حريته من نظام جبروتي ومطالبته النظام بالرحيل والتنحي عن السلطة لصالح الشعب . هذه الانتفاضة التي بقيت عاما واحد سلمية انتهج الشعب المذكور خبر ابني آدم اللذين قربا قربانا الى الله تعالى  فتقبل من احدهما  بينما رُفض قربان الآخر فالمرفوض قربانه قتل مقبول قربانه فالمقتول قال للقااتل / ان بسطت اليَّ يدك اليَّ لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلتك اني اخاف الله رب العالمين . اني أريد أن تبوء باثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين . فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فاصبح من الخاسرين / ومقولة من السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام / من ضربك على خدك الايمن فأدر له خدك الايسر / اي مواجهة العنف بالسلم . الا ان قمع النظام السوري واعلان الحرب على شعبه اضطر ذلك الشعب للدفاع عن نفسه .

ويؤكد مدير معهد القضاء الدولي في جامعة مدينة توبينجين / جنوب / واحد مؤسسي مجلس شورى حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة هاينر بيليفلد الذي شغل منصب زعامة معهد برلين لحقوق الانسان ان حمل دفاع الشعوب عن نفسها حق مشروع ودفاع الشعب السوري عن نفسه من أسس حقوق الانسان ، فحلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي استلم مهام  شرطي العالم من الولايات المتحدة الامريكية   يقف صامتا امام مأساة الشعب السوري الذي وصل عدد لاجئيه الاكثر من مليون ونصف مليون وذهب ضحية عنف النظام اكثر من 40 الف شخص عدا عن المفقودين الى جانب هدم المدن والقرى على بكرة أبيها مشيرا بندوة حول العنف في سوريا الى ان الغرب يتحمل قسطا وافرا من ماساة الشعب السوري فهو يرفض تسليح الشعب ويرفض التدخل عسكريا لتأديب ذلك النظانم كما ويرفض ايضا اصدار قرار حظر جوي واقامة أماكن عازلة الا انه يؤكد دعمه للشعب السوري واصفا هذا الدعم بالتلاعب وانه يتحمل مسئولية نتائج اهماله الشعب السوري .

وتنفي وزير الدولة السابقة في وزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر وجود حرب بالوكالة بين القوى الكبرى الغرب وروسيا وايران في سوريا الا ان هذه الآراء ربما تصبح واقعية اذا اراد المجتمع الدولي ذلك فموسكو وبكين وطهران تؤيد النظام السوري ليس محاباة به بل كراهية للغرب فهناك خلاف بين / الناتو , ومعها واشنطن مع موسكو بسبب الصواريخ الدفاعية في اوروبا وموقف الغرب من الكوريتين ومحاولة الغرب تأجيج الصراع بين ايران ودول منطقة الخليج العربي بسبب دعم ايران للشيعة وخلافها مع الامارات بسبب الجزر المحتلة ويكون الشعب السوري ضحية هذه الخلافات فموسكو وبكين وطهران خائفة على مصالحها والغرب يتطلع الى قيام معاهدة في منطقة الشرق الاوسط شبيهة بمعاهدة سايكس بيكو  ، أي ان منطقة الشرق الاوسط ربما تصبح منطقة انتداب جديدة على حسب رأي وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية كريستوف تسوبيل احد خبراء منطقة الشرق الاوسط المعدودين في المانيا الذي اعتبر مهمة الاخضر الابراهيمي في سوريا ووساطته لانهاء عنف النظام السوري كناطح راسه في صخرة ليوهنها واشارة خضراء واضحة للنظام السوري باستمرار قتل الشعب وتشريده .

وللحيلولة دون وقوع الشرق الاوسط تحت انتداب جديد ورفع المعانة عن الشعب السوري اقترح هؤلاء الخبراء الى قيام تعاون كبير بين / الناتو / والدول الاسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وتركيا وماليزيا وقطر يكمن باصدار قرار دولي لارسال فرق عسكرية من هذه الدول لمساعدة الشعب السوري للاطاحة بنظامه فاذا ما استمر القمه دون ان اي حراك من المجتمع الدولي فان النعرات الطائفية والديني  لن تنحصر بمنطقة الشرق الاوسط فحسب بل ستصل الى قلب اوروبا مؤكدين انه لا ضرر على وجود الكيان الصهيونفي فوق ارض فلسطين اذا ما جاءت دماء جديدة الى سوريا تحب الحرية فالحرية اساس السلام وازدهار المجتمع على حد أقواله .