العالم والسقوط الأخلاقي أمام الشعب السوري الثائر

العالم والسقوط الأخلاقي أمام الشعب السوري الثائر

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

كشفت لنا الثورة السورية أموراً كثيرة كانت تغيب عن عقولنا , إن كنا قد اعتقدنا بوجودها , أو أنها كانت كامنة في داخلنا ونخاف أن نظهرها على حقيقتها , لكي يبقى عندنا شيئ ما.. نستطيع من خلاله أن نداري فيه أنفسنا حتى نستمر في الحياة والمنسية تماماً بحد ذاتها .

فلو عدنا قليلاً لجرائم حافظ الوحش ضد الشعب السوري , وحاكينا واقعها , من حيث عدم الاهتمام بالدماء السورية في ذلك الوقت لقلنا فوراً , كان ذلك عائداً إلى انقسام العالم لقطبين ويخضع لسياسة الحرب الباردة , بالاضافة إلى ذلك لم يسمع العالم بتلك الجرائم إلا بعد سحق عشرات الآلاف من الشعب السوري وانتصار الوحوش على البشر , والعالم تعترف بالأقوى , وعليه سكت العالم عن جرائم المقبور .

وخلال الثورة السورية الحالية , كنا نعتقد أن العالم المتحضر كما يسمى , أو قسماً كبيراً منه لن يسمح لنفسه بالسقوط أخلاقياً , فهاي الحرب الباردة قد انتهت , وعرف كل فرد في العالم الطبيعة الاجرامية للخنزير المجرم ابن المجرم بشار الوحش , ومع ذلك لم يتغير شيء , وسكت العالم وسقط السقوط الأخلاقي كحليفه الساقط بشار المجرم القاتل .

إن قيادات العالم كافة ساقطة أخلاقياً أمام الدماء السورية المهدورة بالظلم والقهر والتدمير , والجميع يتعامل معها من منطلق النفاق والكذب والوعود لايمكن ايفاءها أبداً , فلن تقبل اسرائيل ولو سقط العالم كله أخلاقياً وضاعت المباديء كلها , فهي لن تقبل بسقوط أحد أبنائها .والذراع الأيمن لها في المنطقة كلها .

وحتى لايكون هذا السقوط الأخلاقي المخزي للعالم أجمع , ومداراة النفاق الواضح والتستر وراء غربال الفضيلة , كغربال أصدقاء الشعب السوري , والمبادرات المتعددة والكثيرة , والمراقبين العرب والمراقبين الدوليين , ومجموعة الاتصال الرباعية من اقتراح الدكتور مرسي حفظه الله , وقبلها الدابي ومن بعده الحرامي الدولي كوفي عنان والآن الأخضر الابراهيمي .

كل المبادرات العربية والدولية السابقة كانت حفراً معدة لسقوط الثورة فيها , وإعطاء الوقت للمجرم بن المجرم حتى يقضي على الثورة , ولكن فشلت كل المبادرات وفشل المجرم في الفرص التي أعطيت له , والآن يعودون عبر وسيط مريض على حافة الموت يريد أن يعطي فرصة أخرى , وهذه المرة يريد أن يقود ثلاثة آلاف مقاتل لكي يقفون جانب المجرم بعد أن سقطت أوراقه كلها وأوراق العالم اللاأخلاقي تحت أقدام ثوارنا الأبطال .

ليس من المعقول أن يكون العالم غبياً إلى هذه الدرجة والساعي لارسال قوات حفظ سلام لسوريا !!!!

ولكن كل مافي الأمر هو اعطاء المزيد من الوقت للقتلة والعصابات المجرمة لتدمير وقتل الباقي من البناء والأحياء , فالحمار إن وقع في حفرة مرة واحدة لن يقع فيها مرة أخرى , ولن يمر فوقها حتى ولو ردمت تلك الحفرة , فكيف لسقوط العالم في نفس الحفرة ولثلاث مرات متتالية ليعود ويسقط  فيها مرة رابعة ؟!.

إن الثورة السورية أثبتت للعالم كله أن القيم الأخلاقية كلها التي من المفترض أنهم يحملونها ,ماهي إلا وهم حقيقي أمام الضغط اللوبي الصهيوني والسيطرة على العالم أجمع , والمتمثلة بالثقافة التلمودية أن اليهود هم شعب الله المختار وكل ماعداهم إن هم إلا حيوانات معدة للخدمة والذبح .

ويبقى السؤال للابراهيمي :

هل وجدت خطوط تماس تفصل بين المقاتلين في سوريا لترسل قوات حفظ سلام تفصل بين الفريقين المتقاتلين في سوريا؟