الأسد، و متلازِمةُ السقوط
الأسد، و متلازِمةُ السقوط
محمد عبد الرازق
نظرتُ في أحوال منْ مضى فرأيتُ أنَّ هناك متلازِمة ثلاثية قد كانت سببًا في هلاك كثيرٍ من الأُمَم، ألا و هي:
1ـ طغيان، و استبداد.
2 ـ فسادٌ، و مُجانبة الصلاح.
3ـ هلاكٌ، و زوال.
و هي المتلازمة كانت كما حكى اللهُ عزَّ و جلَّ سببًا في هلاك أقوام كـ: عاد، و ثمود، و فرعون، (( الذين طغوَا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ عليهم ربُّك سوط عذاب))، و هلاك كثير من القرى التي بادت، و زال سلطانُها، (( و ما كان ربُّك ليهلكَ القُرى بظلمٍ و أهلُها مصلِحون)).
و ما أشبهَ هؤلاء القوم بنظام الأسد؛ فلقد عمَّ طُغيانُه، و استبدَّ حتى لم يَعُدْ في الأمر ثمَّة مَنْزَع، و باشرَ عملية فسادٍ مُنظَّم على شتَّى الميادين و الصُعُد ( بشرية، عُمرانية، ثقافية، إقتصادية، سياسية،....)، و ليتَه اِكتفى من الأمر بما كان في عهد والده؛ فلقد تفتَّقَت عقليتُه على نوعٍ من الفساد الذي فاجأ الشعبَ السوريَّ في ظلِّ المواجهة الحاصلة، يصدُق عليه وصفُ ( الإكثار في الفساد)، تمثَّل في هدم بيوت الناس، و حرقها، و أخيرًا حرق محاصيلهم الزراعية، وذلك عندما اِجتاحتْ آلتُه الغاشمة مدنَ سورية، و قراها، و هو أمر كان له بالغ الأثر في نفوس الناس. فالناسُ عندما تدعو على شخص بالثبور، و الهلاك، و عظائم الأمور تقول له ( الله يخرب بيتك )؛ و هل هناك خراب بعد فعل الأسد هذا، لقد دمَّر مُدُنًا بنسَبٍ تجاوزَت ما أقدمت عليه دول الاحتلال، كإسرائيل، و أمريكا في فلسطين، و العراق.
إنَّ هذا الذي يقوم به نظامُ الأسد نذيرُ شُؤْمٍ عليه، و على المُآزِرين له( في الداخل، و الخارج) لو كان يعي خطورة ما يفعل؛ و لكنها إرادةُ الله تسُوقه إلى حتفه؛ لقد وصل بفعلته هذه إلى حافة الهاوية؛ بناء على السُّنّة الإلهية التي تؤخذ بها الأممُ الباغية، التي أشرنا إلى مُتلازِمتها الثلاثية فيما سبق.
و ما هي إلاَّ ركلةٌ من أقدام هذا الشعب الثائر؛ فيقع نظامُ الأسد في هاوية سحيقة، و عندها يصبح حديث جلسات السَّمر في ليالي سورية الحبيبة إن شاء الله.