ماذا يعني الحل اليمني في سورية وخطاب بشار
ماذا يعني الحل اليمني
في سورية وخطاب بشار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
قبل أن أبدأ بالموضوع لابد من التطرق لخطاب الحيوان الأسد في مجلس خدامه اليوم ؛ الذي من شأنه أن يرفع ضغط الكثير ، لأنه يدل على وجود مشكلة عند هذا المخلوق الأبله في فهمه ، حيث بعد خمسة عشر شهراً لم يفهم هذا العاهه أنّ مايجري في سورية ثورة تُريد اقتلاعه ونظامه المافوي من جذوره ، مع اعتذاري لجميع الحيوانات لما يُنسب لهم من هذه الكائنات اللقيطة ، الذي ظهر عليه ملامح القلق العميقة منذ وصوله ، مع تصفيق موصى به بألا يكون فيه راقصات ورقاصين ومهرجين كما في السابق ، إذ نال على هذا التهريج في السابق من السخرية بمكان ، كما أنّ ضحكته الحمقاء قد ابتعد عنها لما تُثيره من الإشمئزاز ، ولأول مرّة لايأتي هذا الطاغية الى المنصة مباشرة ، وكأنه حدث السماء ، بل يتم التقديم له ، وكأنه يحترم خزمجيته ، والى جانبه لأول مرّة نجاح العطّار بعدما أحرق جميع وجوه أزلامه ، وخاصة فاروق الشرع ممن أشار اليه البعض أن يكون بديلاً عنه فكان تغيبه قسراً ، وعندما يخطب هذا المتأله فلا يبدأ بالبسملة التي يتعالى عليها كما كان يفعل أبوه عليه لعنة الله ، إذ هما الآلهة فكيف يتواضعون للخالق ، ولا بالسلام على أزلامه أو على الشعب لأنه لايُعبر أحد من الحضور ، ولايرى هذا الزرافة أمامه أحد ، بينما على الجميع أن يقف لهذا الصعلوك عند قيامه وعند قعوده ، وحتى كلمة نقف على على أرواح الذين سقطوا وقفوا جميعاً ، فأشار اليهم بأنه لايقصد ، ولاتستحق تلك الدماء على الإحترام والتبجيل ، وبعدما اعترف بأن بداية الثورة كانت سلمية الى رمضان ، اي مايُقارب الستة أشهر من عمر الثورة
ثُمّ بعد ذلك وقف واعظاً ، وهو يُعلم تلامذته مايجب القيام به من مهام ، ليخرج عليا بنظرية حديثة في المفهوم الديمقراطي لم تعرفها حتى الديمقراطيات الغربية ، التي عليها أن تُسارع للإستفادة منه عن فكرة المقاطعة لانتخاباته القائمة على جثث ومجازر ودماء وأشلاء شعبنا السوري ، بأن من يُقاطع الإنتخابات يعني مقاطعته للشعب ، فلا يمكن التمثيل له وأنت تُقاطعه " لتذكرني هذه النظرية بنظرية حسني البروظان – إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في سورية ، فعلينا أن نعرف مافي مخ هذا السفاح المعتوه ، وما يُخطط له من المذابح ، وليس السوريين من سيكتب التاريخ أنهم يريدون تدمير بلدهم كما ذكر ، بل هم من يدفعون الأثمان باهظة من أجل حريتهم وكرامتهم أيها المأفون ، ومثلك ليس كالطبيب الذي يضطر للجراحة ويداه تمسهما الدماء ، بل أنت سفاح وقاتل ومنتهك للأعراض ، ومجرم يتاجر بأعضاء أبناء شعبنا ، بعدما ثبت عليه وعصاباته بالمتاجرة بكل الممنوعات ، وهم لم يرتووا بعد من شرب دماء شعبنا ، والمتاجرة بأعضاء أهالينا وأبنائنا وإخواننا السوريين في لبنان ، كما أقر رؤوسهم بذلك ، ليُدلل على ذلك باستمراره في نهجه الدموي مهما كان مستوى الدماء التي ستراق ، وقد جاء الرد على الخطاب شعبياً بأكبر تظاهرات شهدتها سورية وهي تطالب برحيلهم ومحاكمتهم ، وتعليقهم على أعواد المشانق ، بعدما اعتبر في خطابه أن الشعب السوري هو عدوه الأول ، وليس المحتل ، واعتبرهم كمرتزقة بعدما حرمهم من أبسط حقوق العيش هو وأبوه منذ عقود ، كما جاء في عظمة لسانه
ليكون خطاب هذا الجزار اليوم وهو تفوح منه رائحة الدم والأشلاء ليس فيه أي تغيير عن خطاباته السابقة ، سوى أنه مُستمر في سفك دماء السوريين ، ، ليصف نفسه وعصاباته بالوحوش وهو يصف قتلهم لأطفال ونساء وشباب الحولة ، التي كانت أسبابها مشابهة لمئات المجازر في السابق واللاحق ،ومع ذلك نجد بعض أطراف المجتمع الدولي ظهروا علينا مؤخراً بعد كل هذه الجرائم والمذابح الرهيبة التي وُثقت على عصابات آل الأسد ، ليُشير علينا بحل على الطريقة اليمنية المرفوضة قطعاً ، وعلى رأي المثل تمخض الجبل فولد فأراً " وبدلاً من أن تكون هناك كلمة فاصلة لهذا المجتمع الدولي على هذه الغطرسة وحمامات الدم ، بتوجيه الإنذار الأخير لهذه العصابة بالرحيل ، والتوقف عن القتل ، والإستجابة لمتطلبات الشعب الثائر على العبودية والإذلال ، والمتطلع الى حريته وكرامته مهما كانت التضحيات ، التي لايرتضي بأقل من اسقاط هذا النظام ومحاكمته لايوجد حد أدنى ، نرى أحدهم يرمي بالحل اليمني ، في محاولة للتسويف ، وعدم الجدية في اتخاذ خطوات ناجعة لإنهاء النكبة الكبرى في سورية.
فماهي الحالة اليمنية ؟ ومدى فاعليتها وواقعيتها على الحالة السورية ؟
وسنتكلم في إطار السابق واللاحق ...
ففي اليمن كان هناك حياة سياسية وحراك مع وجود فساد لايخفى على أحد ، ولا على نطاق السلطة التي اعترفت به ، وكان هناك أفق سياسي وليس مسدوداً كما في سورية ، ناهيك عن التناقض بين طبيعتي الرئيس اليمني ، والسفاح الإرهابي المتأله بشار الذي لم يكن يحتمل سماع ذكر إسمه بدون تقديس ، وهو ليس أكثر من صعلوك تربع على الكرسي دون أي مؤهلات ، سوى أنه أحمق إبن أبيه مصاصي الدماء ، ضحكته السخفية تدل على سفاهته ووضاعته ، وفوق هذا وذاك رأينا جميعاً كيف هم يأمرون من يختطفوهم وتحت التعذيب للسجود لإلههم المأفون بشار، وبكل الأحوال هناك فرق كبير بين الوضع في اليمن ، وبين الوضع في سورية المسدود المغلق ، بعدما اعتبرت عصابات آل الأسد أن الوطن السوري مزرعة لهم ، والشعب عبيداً عندهم ، فنفوا الملايين ممن رفضوا هذا ، وملأوا السجون ، ومحاكم التفتيش ، وهذا ماقبل الثورة ، وبعد الثورة زاد طغيانهم وجبروتهم ، وأظهروا كل أنواع الحقد والغل على الشعب السوري ، ولم يتركوا موبقة إلا وارتكبوها ، فما هو وجه المقاربة بين الحالتين؟ وماهي حقيقة الحالة اليمنية كما رأيتها على الطبيعة
إن اليمن بما حباها الله من الخصوصية، ووصفها بالحكمة على لسان حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم تجنبت بما توصلت اليه بالوساطة العربية الخليجية أنهاراً من الدماء ، كان من الممكن أن تتشظى وتنقلب الى ماهو أسوا من الصومال ، لما يمتلكه أهلها من السلاح الذي لم يستخدموه طوال فترة الثورة ، وقد استخدم على نطاق ضيق في بعض الأماكن ، سالت فيه الدماء العزيزة ، وتوقفت مع المبادرة العربية الخليجية ، بينما عصابات آل الأسد برأسها العفن بشار نسف بعرض الحائط كل الجهود العربية والدولية ، ولم يعترف بالداخل ، وزاد من سفكه للدماء وكنا نصحنا العرب في السابق بأن لاجدوى مع هذا المجرم إبن السفاح ، وكنا نجادلهم ، الى أن توصلوا اليوم الى قناعة بما كنا نقوله ، هذا النظام الذي لم يعرف التاريخ له مثيلاً في الإجرام والكذب والمراوغة ، حتى تنادى العرب اليوم الى تطبيق خطة عنان تنفيذا لبنود الجامعة العربية تحت البند السابع ، وكنا قد طالبنا بذلك في السابق ، لنشكر اللجنة العربية لما توصلت اليه من القرارات ، ولإغلاق فضائيات عصابات آل الأسد ، لأنه من المعيب أن تكون للعصابات محطات ، كما وأتمنى للدعوة لإغلاق أي فضائية تروج لهذه العصابات كقناة المنار وغيرها
وعودة الى الحالة اليمنية ، ومع أنها أوقفت نزيف الدماء ، ولكنها كانت بطيئة في الوصول الى الحلول ، او التوافق الذي نطلبه ، او تطبيق ما اتفق عليه ، فلا يزال التمترس لجهتين ، وحواجز لكلا الطرفين ، ومخيمات منصوبة لمعسكرين مع أن هذا الأمر في طريقه للإنتهاء ، أي أن الإنقسام لازال موجوداً ، وربما لوجود التوازن التسليحي هو مايمنع الإقتتال ، هذا عدا عن الجمود في الحركة الإقتصادية ، وتضرر المواطن اليمني والبلد ، بينما لو طبقنا تلك التجربة في سورية ، فستكون النتائج كارثية ،لأن جهة امتلاك السلاح والعتاد الضخم ، وخاصة المتطور والحربي هو بيد عصابات آل الأسد ، أي أن القتل سيبقى مستمراً ، وسيتفنن آل الأسد بأساليب قتل جديدة ، وتدمير ممنهج للبلد ، مما قد يعطيهم الفرصة المضافة الى الفرص السابقة ، ويُمهد أيضاً الى تقسيم البلد وتجزئته والحرب الأهلية الطويلة التي يسعى لها النظام ، وكل ماعلينا أن نتخيل الصورة وما يمكن ان تصل اليه سورية بعد كل هذه المآسي والنكبات ، ولكن شعبنا قالها مدّوية ، بان لابديل كحد أدنى عن إسقاط النظام ، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
"شعبنا السوري يُقتل بالسلاح والذخيرة الروسية ، والقناصة الصينية ، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة المجرم المطلوب دولياً بشار، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري ، والمجتمع الدولي متواطئ مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي بتسويفه وعدم جديته وهو يمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب ، وأمام اصحاب القبعات الزرقاء التي صارت شاهدة زور ، وهي تصطف الى جانب التظام في تصريخاتها المؤسفة والمخزية يأن الوضع في تحسن ، وبحور الدماء تسير والتدمير ، وزيادة أعداد المعتقلين ، فأملنا بكم كبير بأهل الإسلام والنحوة ، وبني العروبة أجمعين ، فهذه ثورتكم جميعاً ، وليست ثورة الشعب السوري الذي يُذبح.