رسول الهدى محمد عليك الصلاة والسلام المربي والقائد والحبيب
رسول الهدى محمد عليك الصلاة والسلام
المربي والقائد والحبيب
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
في أعماقنا حب محمد صلى الله عليه وسلم عشعش في داخلنا ، وسرى في دمائنا يُغزينا حبه وحب من أحبه ، وحُب ماجاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ، نبي الهدى والنور ، نبي الرحمة والضياء ، لو سارت البشرية على هداه ماوصلنا الى ماهي عليه من الظلام ، لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم مبعوثاً للمسلمين ، بل هو الرسالة للنّاس أجمعين ، جاء بالطهر والنقاء والصفاء ، جاء بما يرفع الإنسان من الدونية الى أعالي السماء ، لم يأت بالسيف وحاشاه ، بل جاء بالكلمة والحكمة والرشاد والإقناع ، بل جاء متمما لمكارم أخلاق الأنبياء ، من كل نبي ورسالة أخذ علوها ومبتغاها ، وأضاف بما أوحاه له ربه وعلمه ، لتكون رسالته الخاتمة والجامعة والمكملة نظراً لتطور ذهنية البشرية التي اكتملت بمجيئه صلى الله عليه وسلم ، فلم يكتمل الى عهده من النساء إلا أربع ، وبرسالته اكتمل الكثير منهن ممن نهلن من بحر هديه صلى الله عليه وسلم ، ومنهن أم المؤمنين حبيبة رسول الله الطاهرة المطهرة المنزّهة من عند ربها سيدتنا وأُمّنا وفخارنا الصدّيقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضوان الله عليهما التي حصّن الله بها مجتمع المسلمين وسوره من الاختراق ، وسيدة نساء العالمين أمنا خديجة بنت خويلد وموقفها من الوحي والإسلام والصحيفة وأمهاتنا كل من حفصة بنت عمر بن الخطاب وموقفها من الصبر وسودة بنت زمعة وموقفها من بيت النبوة والانفاق والإيثار ، وأم المساكين زينب بنت خزيمة وموقفها مع المساكين وهند بنت أبي أمية وموقفها من الهجرة وصلح الحديبية وموقفها من عائشة وعثمان وزينب بنت جحش في صون لسانها وإنفاقها في سبيل الله ، وجويرة بنت الحارث وموقفها في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ، وصفية بنت حيي وموقفها من الفتنة ورملة بنت أبي سفيان وموقفها البطولي من الاسلام والثبات على المبدأ بوقوفها أمام أبيها ، وميمونة بنت الحارث وموقفها في الجهاد وجميعهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ورضوان الله عليهن جميعاً وأبائهن من هم من الأصحاب بل من أصلابهن ونساء المسلمات والصحابيات كانت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وموقفها في أُحد ويوم الفتح ، ونسيبة بنت كعب أم عمارة " في أُحد ومن مسيلمة الكذاب " ، وبركة بنت ثعلبة أم ايمن " عند استشهاد زوجها " وتماضر بنت عمرو الخنساء " القادسية واستشهاد أولادها الأربع .... والقائمة طويلة وكبيرة جداً جداً ، مروراً بمئات الآلاف إن لم نقل الملايين الى عهدنا الحاضر ، لنرى من النساء الأماجد أمثال نوال السباعي ، وبنان الطنطاوي ، و.... فطل الملوحي أيقونة الثورة السورية والكثير من الثائرات المجاهدات ممن استشهدن برصاص الإجرام الأسدي ، او قتلن تحت التعذيب ، او ممن اغتصبن أو فقدن الأب أو الإبن او الأخ او الزوج وهنّ صابرات ، اقتداء بنساء بيت النبوة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من لهنّ الأثر الأكبر في رفعة أمتنا وعلو شأنها ، ونقل الدين في أدق تفاصيله لاسيما عن أمنا عائشة رضي الله عنها في نقل نصف هذا الدين
أما من الرجال الذين صنعتهم رسالة رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم السماوية ، أمثال ساداتنا أبي بكر الذي لن يأتي بعد سيد الكون من يماثله ، كما جاء في الحديث " لو وزن إيمان الأمة بكفه ووزن إيمان أبو بكر بكفه لرجح ايمان ابو بكر " وعمر بن الخطاب الذي تحوّل من عبادة الأصنام الى من يرى بنور الله وما عُرف بموافقات القرآن الكريم لرأي عمر ، وعثمان بن عفان التاجر الذي يرفض البيع بأضعاف القيمة ويهب تجارته لله ، وعلي بن أبي طالب الذي نشأ منذ نعومة أظافره على الإسلام ، وسمّاه الرسول بأبي تراب ، والحسن والحسين والآلاف من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن آل بيته ، ومن أصلاب أصحاب رسول الله مئات الآلاف كعمر بن عبد العزيز ، مروراً بعلماء الأمّة ومحدثيها وقادتها وكذلك عظمائها كهارون الرشيد ومراد الثاني ومحمد الثاني الفاتح ابنه ، لنصل الى عصرنا الحاضر أو القريب أمثال عمر المختار والأمير عبد القادر الجزائري وحسن البنّا والملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وعبد الرحمن سوار الذهب ، وفي سورية كتاج الدين الحسيني وشكري القوتلي ومعروف الدواليبي ومصطفى السباعي والشيخ محمد الحامد والشيخ المربي عبد الفتاح أبو غدّة وعصام العطار وهيثم المالح والطفل حمزة الخطيب والطفل الذي بصق على صورة بشار الأسد عندما أمروه بالسجود له وهو تحت سياط التعذيب ، أو أولئك الذين دفنوا في التراب وهم أحياء وهم يقولون لا إله إلا الله وهم يجبروهم على قول لا اله إلا بشار ، او من سُجنوا وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب ، ومن قتلوا صبراً تحت جلاوزة وجلادي بشار ، وأعداد من ذكرت بمئات الآلاف أولئك جميعاً رجالات الاسلام في سورية وأمثالهم في العالم الإسلامي ، ممن نشئوا على طاعة الله وأتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وممن عظموه وعظموا آل بيته أزواجه ونسله ومن مشى على هديه ، وأجّلوا أصحابه والتابعين وصالحي الأمّة ، فكانوا منارات الهدى والإقتداء ، عندما كان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم القدوة ، فهم يشقون الطريق لتحرير الإنسانية من الاستبداد والاستعباد ، ويُقدمون أرواحهم لنصرة شعوبهم وتحريرها ، لأجل هذا نقول إنّ حب محمد صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي والمحرر والنبي يملأ جوانحنا وفي خفقات قلوبنا ، ومع كل نسمة طيبة ، ورائحة عطرة ، وذكرى تفيض لها أعيننا من الدمع خشوعاً وتذللاً لله سبحانه ، ومع إطعام مسكين ، أو كفالة يتيم ، أو ايواء منكوب أو الدفاع عن مظلوم أو ضعيف ، أو تقديم عون للمقاتلين الثوار الأحرار ، أو نصرة بالكلمة أو على المنابر ، او كلمة حق أمام سلطان جائر ، كل هذا وأكثر بكثير مما علمنا إياه هذا الحبيب من بحور ومحيطات إرشاده لنكون أحراراً لاعبيداً ، ولأجل هذا وأكثر بكثير محمد صلى الله عليه وسلم وأل بيته وأصحابه الكرام مُقدمين عنّا وعن أعزّ مانملك ، ولأجل هذا وأعظم بكثير صلّى عليه المليك وملائكته ونحن المسلمين نُصلّ عليه ، ونسلم عليه تسليماً كبيراً ، صلى الله عليه وسلم..