العراق: إجرام وتوسع الميليشيات في ديالى يدفع الأهالي إلى النزوح
العراق:
إجرام وتوسع الميليشيات في ديالى
يدفع الأهالي إلى النزوح
أحمد الفراجي
بغداد ـ «القدس العربي»: واصلت عشرات المئات من العائلات العراقية نزوحها من مناطق قرى محافظة ديالى شمال بغداد الى المناطق والمدن الحدوية المحاذية لديالى، وذلك بعد توسع عمليات ما يسمى «ميليشيا الحشد الشعبي» من خطف وقتل وتهجير للمدنيين العزل وسيطرتهم على معظم القرى التي تقطنها عشائر عربية سنية في أكبر عملية نزوح تشهدها مدن وقرى ديالى، منذ اندلاع المواجهات المسلحة ضد تنظم الدولة والإسلامية ودخول تلك الميليشيات الى المحافظة، بحجة تحريرها من «داعش».
ويروي شهود عيان ممن فروا من مركز المقدادية التي تشهد نشاطا كبيرا للميليشيات وهي تمارس القتل والخطف والتهجير بحق أبناء المكون السني حصرا، في حديث خاص لـ«القدس العربي»، أن هذه الميليشيات تستغل سيارات الدولة الرسمية، وتنشر الرعب والخوف والهلع في نفوس الاهالي عبر التهديدات التي تطالبهم بالرحيل خلال ساعات، والا فإن مصيرهم الموت حرقا.
وأضاف الشهود أن السكان يواصلون نزوحهم منذ سيطرة المجاميع الميليشياوية على ناحيتي السعدية وجلولاء وفرض سيطرتهم على المناطق القرى الاخرى في مركز مدينة بعقوية وناحية بني سعد اللتين اصبحتا مسرحا لعمليات الخطف والابتزاز، وعودة ظاهرة رؤية الجثث المغدورة على قارعة الطرق في شوارع الحي، وكان آخرها اختطاف الميليشيات لمدير ناحية بني سعد داوود الكرطاني مع ثلاثة آخرين من أعضاء الناحية، وفي ما بعد وجدت جثته مرمية في إحدى ساحات رمي النفايات بين بغداد وديالى، بالإضافة الى استهداف القرى بالهاونات لإجبار ساكنيها على الهجرة وإخلائها بالقوة.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر في محافظة ديالى فضلت عدم ذكر اسمها لـ«القدس العربي» أن اكثر من 300 عائلة نزحت من مدن وقرى الكف وجميلات والدليمات والعيكدات وتويم بعد تعرضها الى حملة تهجير قسري، وهجوم بقذائف الهاون، وعمليات قتل طالت العديد من اهالي هذه القرى في المقدادية وجنوبها.
وبينت أنه بعد عودتهم اليها مباشرة تلقت تهديدات من قبل عناصر الميليشيات بان يتركوا مناطقهم وقراهم وبيوتهم وان لا يفكروا بالعودة اليها ثانية، وهذه الميليشيات وهي موالية لإيران حد النخاعتقف وراء كل عمليات القتل والتهجير لأهل السنة في محافظة ديالى، وتعمل منذ سنوات في الخفاء على شراء الأراضي والدور السكنية وتسجيلها في دائرة العقاري ديالى بأسماء عراقية، لكن الممول والمالك الحقيقي لها هم إيرانيون.
وأشار قادمون من إقليم كردستان الى بغداد، أنهم شاهدوا مئات العائلات النازحة أغلبها من مناطق ديالى وهي تتجمع بأعداد كبير على الشريط الحدودي الفاصل بين الإقليم وقرى ديالى بانتظار موافقة السلطات الكردية على عبورهم.
في وقت يناشد الأهالي منظمات حقوق الانسان الدولية وحكومة المركز لتقديم المساعدات لإنقاذهم من الجوع والبرد، كما ذكرت مصادر في محافظة ديالى فضلت عدم ذكر اسمها لـ«القدس العربي» أن اكثر من 300 عائلة نزحت من عدة احياء ومناطق من مركز ديالى قبل عدة شهور.
وكان نواب عن محافظة ديالى قد حذروا في وقت سابق، من مخاطر وقوع مجازر وعمليات تهجير أخرى محتملة تقدم عليها الميليشيات بحق المدنيين العزل المتنشرة في داخل قرى ومدن من ديالى ومحيطها في حال لم يتم ردعها من قبل الأجهزة الأمنية غير المخترقة، من أجل إيقاف تمددها وإجرامها وإعادة النازحين.