خلافة العرب وشرق السعودية الغني بالنفط سواءً بسواء
خلافة العرب
وشرق السعودية الغني بالنفط سواءً بسواء
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
في آواخر عهد الدولة العثمانية التي كانت فيها الخلافة مُعطّلة بعد سيطرة الأتراك الطولونيون القوميون المتشددون عليها ، وتعصبهم لقوميتهم ودعوتهم الى تتريك العرب بما يُنبئ عن نيتهم لتفكيك الدولة التي ساد أطرافها الظلم والجوع والفقر في البلاد العربية والإسلامية ، ومن ثم أُدخلت الخلافة في الحرب العالمية الأولى التي لاناقة لها فيها ولاجمل ، بتوريطة من العسكتاريا التركية ، كل هذا أدى الى إثارة الحساسيات والنزعات العنصرية والتفكير بجدية من بعض الأطراف العربية بالانفصال لتحسين الظروف ، لتقوم الثورات في كل مكان كنوع من احتجاج وتغيير الأوضاع وللتخلّص من العهد التركي الجديد المُتعصب والمُتعجرف، وكان من تلك الثورات تلك التي قادها الشريف حسين بن علي، الذي عقد الاتفاقيات لجلب السلاح ونيل التأييد لتكون الخلافة في العرب ، او ليكون للعرب خلافة على أراضيهم ، ، ولكن المؤامرة كانت أكبر من طموحاته ، إذ كان هناك اتفاقيات سرية بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم الدول بما سُمي باتفاقية سايكس بيكو لإحلال اسرائيل في المنطقة ، مما حال دون تحقيق طموحات الشريف حسين بالخلافة ، وكانت تلك أولى التجارب العربية في التعاون مع الغرب الذي نكث بكل وعوده وعهودة وبالذات بريطانيا ، ليتآمروا على الشريف حسين الذي لم يُسمح له بتجاوز شرق الاردن بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، بعدما سحبوا من أولاده سورية بقتال والعراق بتآمر ، ومما لاشك فيه فإن قدرة الهاشميين ليست كقدرة التآمر الدولي ليس على الشريف حسين وأبناءه ، بل كما رأينا على الأمّة العربية ، لتُقسّم الدول على النحو الذي نراه الآن.
واليوم نرى تآمراً من نوع آخر ، ومخططات للتقسيم جديدة قد وُضعت خرائطها وسُرب بعضها ، وأدوات تنفيذها هي إيران الشيعية وأذرعتها الإرهابية في المنطقة بتوافق غربي أمريكي لإبقاء المنطقة ضعيفة مقسمة وفي صراع دائم للاستنزاف ، مع أقلية منظمة لها طموحات تُحققها مادامت تُجيد لعبة القفز على الحبال ، وتستفيد من كل المُعطيات ، وهي تملك القّوة الكافية لتكون شرطي المنطقة تضمن أمن اسرائيل ومصالح الغرب وأمريكا ، فتُعطى من حيث لاتدري ، وتعمل على قدم وساق في مخططات التقسيم ، الذي جزأ العراق الى ثلاث دول ومثلها سورية واليمن وليبيا والسعودية ‘ على أن تكون مناطق الثروة في تلك البلدان تحت السيطرة والتوجيه الإيراني المُطمئن له غربيا ، وأهم تلك الدول التي يُرسم عليها السعودية بحسب التسريبات أن يكون شمالها الرياض وماحوله دولة الحجاز ، ومكة والمدينة وما حولها دولة ـ وشرقها الغني بآبار النفط دولة تحت الهيمنة الشيعية الموالية لإيران ، فنجد لتنفيذ هذا المخطط لاحقاً أن السعودية قد طوقت من كل أطرافها بالأذرعة الإيرانية ، ولم يبقى إلا إعلان نقطة الصفر للقيام باحتجاجات في شرق السعودية ذا الأغلبية الشيعية ، فتقوم السلطات على قمعها ، ليكون الحق لإيران وأذرعها بالتدخل لحماية الشيعة والأماكن المقدسة التي سيتم تصنيعها أو ادعائها ، ليكون في بداية الأمر حكم ذاتي ، وبعده حق تقرير المصير ، سيلقى القبول من العالم المتآمر أو بما سُمّي بالمجتمع الدولي ، لتكون إيران الحارسة الأقوى لأبار النفط التي لأمريكا فيها استثمارات كبرى ، دون أن تضطر أمريكا لكي يكون لها قواعد في المنطقة ، او جنوداً من مواطنيها يُقتلون من أجل النفط أو لأجل الغير ، لأن ايران من ستتولى عملية الشرطي في المنطقة لتتقاسم الكعكة مع أمريكا والغرب ، ومثلما يقولون من كيس خرّو ماعاش كل بخيل
ولكن السؤال الأهم يأتي هو : هل ستقف السعودية والعرب مكتوفي اليد أمام تلك المخططات ولايقاومونها أو يمنعوها ؟ ليكون الجواب نعم وبكل بساطة ، فالكل يعلم أن مخطط التقسيم يسير على نحو وساق في العراق وسورية وليبيا واليمن الآن ، والإنقلابيون في مصر بأعمالهم القبيحة يُمهدون لذلك ، فماذا فعلت الدول العربية لمنع ذلك ولاشيء ، بل هي والغة في العمل على هذا المخطط من حيث تدري أو لاتدري ، ورأينا دول تبذل الأموال الطائلة لتفتيت الدول السنّية وتقسيمها عبر زرع الفتن هنا وهناك ، وهي غير قادرة أن تمتنع عن تمويل تلك المخططات ، وبالتالي فإن السعودية حينها لن تستطيع أن تقول لا بعدما يكون قد سبق السيف العزل ، ولن تستطيع دولة الحجاز حينها أن تقاوم تلك المخططات التآمرية الكبرى ، كما لم يستطيع الشريف حسين من قام بثورة العرب أن يكون له أكثر من شرق الأردن ، مع أنها كانت التجربة الأولى للعرب بالتعاون مع الغرب ، بينما الآن دول الخليج لم تعمل شيء لمنع هذا السيناريو المتوقع فيه الهيمنة الايرانية على كل دولهم ، فهي قد غلّت يدها عن دعم الثورة السورية أو حتّى عن الدعم الإغاثي لتسلم رقاب السوريين الى جلاديهم والتمكين الايراني ، ولم تدعم مطالب السنّة في العراق المحقّة الذين تعرضوا للمذابح على مدار عشر سنوات ، وكانوا هم أداة التمكين لأجراء إيران في العراق الذي انسحبوا منه ، ولم يدعموا اليمن مالياً بما ينتشلهم من الفقر والجوع ، بل كانت لهم الأيادي فيما وصلوا اليه من حافة الانهيار وبخاصة دويلة الإمارات المتآمرة على قضايا الأمّة ، بل دعموا على طول الخط التفتيت والفتن في كل من ليبيا ومصر بمليارات الدولارات ، حتى وصلنا الى هذا الحضيض ، والاستسلام لأي تقسيم قادم قادم قادم لامحالة ، بينما إيران نراها في كل زابوق وزنكة وهي تمول مشاريعها وأزلامها بسخاء ، لتنقلب الكفة لصالحها وحكام العرب يحتجون ، ولا نرى منهم إلا العويل ، وماذاك إلا بما اقترفته اياديهم ، ومثلما يقولون عليها جنت براقش.