رسالة مفتوحة للرئيس باراك أوباما
رسالة مفتوحة للرئيس باراك أوباما
حول ثورة مصر الكبرى
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
النسخة العربية
سيادة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحده الأمريكيه المحترم - واشنطن
تحيه طيبه وبعد
أرسل لسيادتكم النسخه الإنجليزيه لرساله رغبت بتوجيهها لكم من مواطن أمريكي جذوره
عربيه تربى على المبادئ التي تحترم حقوق الإنسان في نيل حريته وإسترداد كرامته
وحكم بلده بديموقراطيه وطنيه تتناسب مع ظروف مجتمعه الطامح إلى التغيير لا دخل
للآخرين فيها الا عن نصيحة صادقه لا غايات لها ولا مقصد تصب في حرف الشعوب عن
مطالبها
سيدي الرئيس
لقد
تعلمت هذه المبادئ من الدستور الأمريكي والذي أوليته إحترامي في اليوم الأول الذي
حصلت فيه على جنسيتي الأمريكيه ثم علمتها لأولادي وأحفادي علماً بأن عقيدتي
الإسلاميه تتضمن حقوقاً ساميه للمحافظه على حقوق الإنسان بغض النظر عن معتقده وجنسه
ولونه قبل ان تظهر ثورات الشعوب على سطح كرتنا الأرضيه, بل أن ميثاق حقوق الإنسان
للأمم المتحده إستقى معظم بنوده من مبادئ الإسلام العظيم
سيدي الرئيس
بالنظر
إلى أني إبن المنطقه العربيه فإني أجد من حقي مصارحتكم بما يختلج في نفوس شعوب
المنطقه العربيه تجاه مواقف إدارتكم من خلال التصريحات المتناقضه خلال الإسبوعين
الماضيين من عمر الثوره المصريه الكبرى حيث كانت تتبع النبض في الشارع المصري قوة
أو ضعفاً فتتناغم معه تارة او عليه تارة أخرى إضافة إلى إصغاء إدارتكم لنصائح بعض
حكام العرب ومسؤولين إسرائليين وانتم على علم تام من دوافعهم والتي لا تعير لحقوق
الإنسان وزناً وهي تخالف تماماً مبادئكم الساميه والتي آمنتم بها والتي إنتخبناكم
من أجلها. إلا أن تصريحات مسؤوليكم سيدي الرئيس أثرت على مصداقية إدارتكم لدى الشعب
العربي عموماً والمصري خصوصاً وهذا حتماً ما لاترغبون به. أما النقطه الثانيه والتي
أضافت شكوكاً آخرى في مصداقية إدارتكم تجاة ثورة الشعب المصري الكبرى فكانت تدخلكم
في تقييمكم السلبي لبعض شرائح المجتمع المصري المعارض من جمعيات وأحزاب وطنيه
جميعها تؤمن بالديموقراطيه والتغيير السلمي ولكنها تؤمن أيضاً بإسترداد كرامه شعبها
المهدوره, فهل إسترداد كرامة مصر المغيبه منذ ثلاثين عاماً لايتفق مع مبادئنا في
إحترام حقوق الإنسان؟
سيدي الرئيس
لقد بدت هذه التصريحات تدخلاً مباشراً في شؤون دولة عربيه كبرى هي مصر. مما أساء
إلى سمعة أمتنا الأمريكيه بل أصارحكم بأن هذه التصريحات ولّدت رداً معاكساً لما
كنتم ترجونه في تصريحكم.
سيدي الرئيس
انتم تعلمون قبلي أن مصر اليوم ليست مصر البارحه وأن الأمر قد حُسم لصالح مبادئ
حقوق الإنسان المصري, وأود ان أضيف لسيادتكم من واقع أعرفه تماماً أنه مهما كانت
توليفة النظام القادم سواءاً كان فيها جماعة الإخوان المسلمين او حزب العمل او حزب
الوفد او حركة كفايه او الناصريين او مجموعة الدكتور البرادعي او شباب ميادين مصر
فإن الأمر واحد ومطالبهم متقاربه وهي تمكين الديموقراطيه المتوافقه مع ثوابت مصر
والمحافظه على حقوق الإنسان وتأمين العيش الكريم لشعب مصر وفوق ذلك إعادة كرامة مصر
وموقعها السياسي الذي أهدره الرئيس مبارك . وكون هذه المبادئ هي مبادئ امريكيه صرفه
فعلينا دعمها اليوم متخلين تماماً عن دعم نظام الرئيس مبارك الديكتاتوري ودون تردد
والشعب المصري العظيم ينتظر منكم ذلك.
مع خالص إحترامي سيدي الرئيس