مريض السيدا يتمتع بحقوقه و واجباته
في اليوم العالمي للسيدا ،
رضا سالم الصامت
مع تزامن الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للسيدا مع قرب موعد الالتزامات الدولية بوصول الجميع الى سبل الوقاية والعلاج والرعاية والدعم بحلول العام 2015 يصبح التحدى بتقديم المزيد وبصورة عاجلة اكثر الحاحا
وفي الوقت الذى يبدو فيه ان الوباء قد استقر نسبيا في معظم انحاء العالم حيث انخفضت حالات العدوى الجديدة بالفيروس بنسبة تقدر ب 16 في المائة خلال السنوات الثماني الماضية، الا ان عدد الاشخاص المتعايشين مع الفيروس استمر في الارتفاع ليصل الى50 مليون شخص طبقا لآخر تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وقد توفي حتى الآن أكثر من 16 مليون شخص بسبب أمراض لها صلة بالإيدز.
واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسيدا انه لن يكون من الممكن تحقيق هدف الوقاية والعلاج للجميع الا اذا وقع تسليط الضوء الكامل لحقوق الانسان على فيروس نقص المناعة المكتسبة ، واوضح الامين العام بان كي مون ان ضمان حقوق الانسان يكون بالتصدى لاى شكل من اشكال الوصم والتمييز فيما يتصل بفيروس نقص المناعة البشرية ويعني القضاء على العنف ضد النساء والفتيات وايضا ضمان الوصول الى المعلومات والخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية
ويتعرض الاشخاص الذين يحملون فيروس السيدا في جميع انحاء العالم لاشكال مختلفة من وصمات العار والتمييز ولخطر خسارة وظائفهم حيث ينبذون من مجتمعاتهم ويحرمون من ممارسة حقوقهم الانسانية وهو ما من شانه ان ينمي لديهم مشاعر الحقد و يضر بنفسيتهم.ان العاملين في المجال الطبي يرفضون لمسهم في بعض الاحيان وفق ما ذكرته منظمة الامم المتحدة في مسح اجرته مؤخرا وتعتبر هذه الممارسات مخالفة للشرعية الدولية لحقوق الانسان وخاصة الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدوليين حول الحقوق المدنية والسياسية وحول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادران عن الجمعية العامة للامم المتحدة
ودعا المؤتمر الدولي لجمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في المؤتمر الدولي ال28 في جنيف الى محاربة التمييز ونبذ وصمة العار التى يوصم بها المصابين بمرض السيدا.وابدت جميع التزامها بانهاء جميع انواع التمييز ضد مرضى السيدا اعتبارا من عام 2003 حتى يعمل مريض السيدا كفرد من افراد المجتمع يتمتع بكل حقوقه ويؤدى واجباته ويكفل له المجتمع الرعاية الصحية اللازمة لعلاجه ولمنع نقل المرض للاخرينو وعيا منه بضرورة تجاوز الممارسات المعادية لحقوق الانسان حث الامين العام جميع البلدان على الغاء القوانين والسياسات والممارسات العقابية التى تعيق الاستجابة لمرض السيدا بما في ذلك القيود المفروضة على سفر الاشخاص المصابين مشيرا الى ان الاستجابات الناجحة للسيدا لا تعاقب الناس بل توفر لهم الحماية
وفي هذا الاطار قامت الولايات المتحدة في الثاني من نوفمبر برفع الحظر المفروض على دخول المصابين بفيروس نقص المناعة الى اراضيها الذى استمر 22 عاما حيث اضافت الولايات المتحدة في العام 1987 مرض السيدا الى قائمة الامراض المعدية التى من شانها ان تمنع المهاجرين والطلاب والسائحين والمصابين بها من الحصول على تاشيرات دخول اذا لم يكن لديهم اذن خاص بذلك
و من هذا المنطلق و نحن نحيي اليوم العالمي للسيدا أن نعبر عن تفاؤل المجتمع الدولي في ان يكون المصاب بنقص المناعة البشرية قدوة قوية في توجيه نفسه الى النهج الافضل للوقاية والصحة والكرامة الانسانية و على ضرورة الاعتراف بهؤلاء المرضى و باسهاماتهم وتعزيز مشاركتهم النشيطة في جميع جوانب مكافحة السيدا. و هكذا فان مريض السيدا يتمتع بكل حقوقه و واجباته كغيره من افراد المجتمع دون تمييز.