فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني في قلب العاصمة برلين
فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني
في قلب العاصمة برلين...
يا جبل ما يهزك ريح.. نعم.. وهل للرياح أن تزحزح الجبال من أماكنها؟!
د.م.أحمد محيسن ـ برلين
الاخوة والأخوات حفظكم الله ورعاكم..
ما نشاهده ونسمع به حول مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر.. بحلته البرلينية وبنسخته المتجددة.. إنما يبعث الأمل في نفوسنا ويستنهض هممنا ويثبت ويقوي عزيمتنا.. ويدلل على أن الرسالة قد وصلت.. وأن تخبط القوم.. لهو أكبر دليل على نجاح المؤتمر بالأحرف الأولى.
للمرة الرابعة في ألمانيا وللمرة الثالثة في العاصمة برلين ينعقد هذا المؤتمر الفلسطيني الجامع لكل الأطياف الفلسطينية.. وهو ملتقى لم نشهد لمثله مثيلا في أوروبا أو في أي مكان آخر في الشتات الفلسطيني.. ويشكل رافعة حقيقية لقضية الأمة.. وذلك من حيث الإعداد والتحضير والمساهمة والمشاركة والحشد والتنوع والتطوير.. والأهم من كل ذلك فهو متنوع في حضور الضيوف والمشاركين من حيث تنوع الجنسيات والأعراق والمعتقدات .. وهو يشكل الكل الفلسطيني.. رافعا لواء العودة.. ومطالبة المجتمع الدولي بما أقروه.. ووضعهم أمام مسؤلياتهم.. وذلك بطرق حضارية.. ومن بوابات الديمقراطية التي الي أقروها ويتغنون بها.. وتعني حرية الرأي والتعبير وتطبيق العدالة الإجتماعية وغير ذلك من القيم الإنسانية السوية...
وما الهجمة التي نعيشها في بعض الصحف على المؤتمر.. إنما هو تعبير عن عجزهم في الإجابة على الأسئلة المطروحة عليهم من العالم.. وعجزهم على تعليل أسباب الجرائم العدوانية الدموية التي ترتكب بحق شعبنا.. وعجزهم عن الدفاع عن برامج حكومتهم بقيادة نتينياهو ولاءاته المعروفة.. التي لم تترك على يمينها إلا الحائط..
هم يريدون حرف هذا المؤتمر عن مساره وإشغالنا بالرد على أكاذيبهم وافتراءاتهم .. وهم جهات وأشخاص وصحف معروفة للقارئ الألماني بأنها صفراء .. ولا نجد صعوبة في الرد بإذن الله على افتراءاتهم وتزويرهم للحقائق...
هم يريدون وبعملون بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات وأدوات.. بأن لا تخرج الحقيقة عن ممارسات حكوماتهم وساستهم وجنرالاتهم الإجرامية بحق شعبنا للفضاء وإلى الشارع الألماني.. ولا يريدون صوتا فلسطينيا موحدا جامعا يتطور وينمو ويكسب الأصدقاء يوما بعد يوم ويسجل الأهداف.. وإلا فأين كانوا هؤلاء عندما عقدنا المؤتمر عام 2004 في قلب برلين وعام 2010 أيضا في عاصمة أوروبا برلين وعام 2011 في مدينة فوبرتال غرب ألمانيا...
لقد باءت كل محاولاتهم بشتى الوسائل بثنينا عن عقد المؤتمر في قلب أوروبا برلين.. واستعروا وجن جنونهم.. لعدم تجاوب ذوي الشأن في هذا البلد لمطالبهم غير المبررة .. ولذلك هذه الهجمة الشرسة المسعورة والتي تم تنفيسها بتجاهلها.. فالموضوع يتعلق بديمقراطية هذا البلد وقيمه وقوانينه وقضاءه.. فألمانيا هي ليست الكونغو... دون التقليل من شأن أحد...
علينا أخواتي وإخواني أن نركز جهودنا على إنجاح هذا المؤتمر.. ونسير في برامجنا كما هي .. فهذا المؤتمر هو بالفعل يشكل المجلس الوطني الفلسطيني الحقيقي..
علينا أن نتمتع بالهدوء المعروف الذي يميزنا.. وأن لا ننجر للدخول معهم في مهاتراتهم.. وأن لا نسمح لهم باستفزازنا.. وتجاهلهم هو الدواء الناجع.. خاصة أمام قاعات المؤتمر .. فلعابهم يسيل على استفزازنا.. وهذا ما يريدونه حقيقة.. وقد شاهدنا حفنة منهم لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين في مدينة فوبرتال غرب المانيا عام 2011 عندما عقدنا مؤتمرنا هناك.. وعندما تجاهلناهم.. جروا ذيول الخيبة وغادروا المكان...
نحن على اتصال بأصدقائنا ومناصرينا وهم حريصين على انجاح المؤتمر.. منهم ساسة ومنهم برلمانيين ومحاميين...
علينا أن نركز في اختيار مصطلحاتنا ومفرداتنا في الحديث.. فنحن شعب تحت الإحتلال.. وقضيتنا مع الإحتلال...
حقنا في عودتنا إلى أرضنا وقرانا ومدننا التي هجرنا منها بسطو مسلح على أيدي الإحتلال.. هو حق لنا فردي وجماعي ولا يسقط بالتقادم .. وقد أقرته الشرعية الدولية في قرار أممي يسمى قرار 194 ...
نشد على أياديكم .. ونقبل رؤسكم على عطائكم وتفانيكم وجهودكم وبذلكم.. فسيسجل التاريخ هذه الأيام المشهودة في العاصمة برلين قلب أوروبا وفي مسيرتنا نحو القدس.. ويا حسرتاه على من لم ينل شرف البذل والعطاء والمشاركة في هذا الحدث الفلسطيني.. فالأمر يتعلق بفلسطين.. والتي نجد العناية الإلهية تتدخل دوما في فتح الطرق والآفاق .. اشتدي يا ازمة تنفرجي...!!
ونشكر كل من يبذل الجهود لرفعة شأن هذه الأمة كل باسمه وموقعه وهم كثر كثر .. يرونه بعيدا ونراه قريبا ..