تزوير جوازات السفر.. تجارة مربحة وحلّ للمطلوبين

العربية نت:

تزوير جوازات السفر..

تجارة مربحة وحلّ للمطلوبين

الاثنين 17 محرم 1436هـ - 10 نوفمبر 2014م

العربية.نت

مع دخول الثورة السورية عامها الرابع على التوالي، زادت معاناة سفر السوريين المطلوبين للحكومة السورية بسبب تأييدهم لانتفاضة الشعب السوري أو مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم بشار الأسد، حسب ما ذكرت به "شبكة سوريا بوست" في تقرير لها عن هذا الموضوع.

المعاناة تفاقمت بعد مرور أول عام من الثورة السورية، فقد انتهت صلاحية آلاف جوازات السفر وبات أصحابها مقيدين داخل الأراضي السورية أو لاجئين في دول الجوار يُمنعون من السفر في جميع المطارات الدولية.

هذه المعاناة سببها خوف الناس من الاعتقال الفوري من قبل السلطات السورية لحظة دخولهم أفرع الهجرة والجوازات في المدن الرئيسية لتقديم طلبات تمديد الجوازات، كما أحياناً لا يسمح للمطلوبين بدخول المدن الخاضعة لسيطرة النظام السوري نهائياً.

الحل الوحيد الذي وجده السوريون للتخلّص من أزمة التنقل بين البلاد هو تزوير جوازات سفر بمبالغ باهظة أو وضع لاصاقات لتمديد مدة الجواز السوري دون عِلم النظام أو تقييدها في سجلّاته القانونية.

"أبو العمر" هو شابُ سوري يبلغ من العمر 27 عاماً، يقيم حالياً في بلدة تركية قرب الحدود السورية، لبّى رغبة السوريين وقرر العمل في تزوير الجوازات والشهادات القانونية ورخص القيادة، قائلاً إنه يريد تسهيل تحرّكات أبناء وطنه ومعاملاتهم القانونية حول العالم.

يقول أبو العمر "إنه منذ نهاية عام 2011 وحتى شهر أكتوبر 2014 الجاري، زوّر، بالتعاون مع شبكة مزوّرين في لبنان والأردن وتركيا، ما يقارب 200 ألف جواز سفر، شارحاً أن تكلفة الجواز الواحد لا تقل أبداً عن 1300 دولار أميركي.

ويضيف، في حديث مع "سوريا بوست"، أن مئات الشبان الذين لم يحصلوا على العمل انضموا لشبكات التزوير في سوريا أو دول الجوار لاسيما تركيا، ويقدر عدد هذه الشبكات بأكثر من 20 شبكة تمنح الجوازات السورية المزوّرة لأي شخص من أي جنسية في العالم، مقابل الحصول على مبلغ مالي يصل أحياناً إلى 4000 دولار لغير السوري.

كما توقّع أبو العمر أن تكون كل شبكة قد زوّرت ما لا يقل عن 50 ألف جواز على الأقل، وأن يصل عدد الشهادات المزوّرة إلى أكثر من مليون شهادة ما بين جامعية أو ثانوية أو إعدادية، إضافة لنحو 200 ألف رخصة قيادة سيّارة، حسب "أبو العمر".

هذا التوقع جاء من خلال خبرة أبو العمر لمدة ثلاث سنوات في مجال التزوير وأرشفته للأعمال التي قام بها وإحصائها بين الفينة والأخرى.

وتتألف شبكات التزوير من مجموعة طوابع ومصممين محترفين وخبراء في نوعية الأوراق ومحاسبين ماليين ومسؤولي أرشفة ومسوّقين للأعمال على شبكات التواصل الاجتماعي بأسماء مزوّرة خشية اعتقالهم في الدول التي يعملون بها بشكل سرّي.

ومع انتشار هذه الظاهرة، أصبح لأي شخص من أي جنسية كانت أن يحصل على جواز سفر سوري، لاسيما المقاتلين المهاجرين من دول أوروبية إلى سوريا للانضمام لتنظيم "داعش".

ويقول "أبو العمر" إن 70% ممن حملوا تلك الجوازات استطاعوا أن يسافروا فيها عبر المطارات الدولية، فيما كشف أمر 30% منهم فقط فاستردوا أموالهم من المزوّر الذي زوّر لهم الجواز أو سعى في تمديده عبر لاصقة التجديد.

ويؤكد "أبو العمر" أن ما يقوم به بالتعاون مع شبكات التزوير الأخرى لا يعتبر عملية نصب واحتيال، بل خدمة للسوريين المضطرين للسفر.