الطابور الإسرائيلي الأول

ماجد زاهد الشيباني

الطابور الإسرائيلي الأول

في العاصمة السورية !

ماجد زاهد الشيباني

·        هل كان يخطر في بال نابليون بونابرت ، يوم ادّعى أن لديه ، سوى طوابيره العسكرية الأربعة ، طابوراً خامساً ، داخل الدولة التي ينوي غزوها .. من أبناء هذه الدولة !؟  

·        هل كان يخطر في باله ، أن يأتي حين من الدهر، يكون فيه الطابور، الذي يحتلّ الدولة المغزوّة ، هو الطابور الأول ، وهو من أبناء هذه الدولة نفسها ؛ بل من عسكرها ، بل من قادتها السياسيين ، وعلى رأس هذا الطابور، رئيس هذه الدولة ، نفسه ، الذي :

ـ جعل من جيش بلاده ، مخفراً أمامياً متقدّماً ، يحمي ، ويحرس ، الإقليم الذي سلّمه أبوه للدولة العدوة ، بلا حرب .. يحميه من أن يتسلّل منه مقاتل ، من أبناء البلاد ، أو مدني ، أو دابة ، أو طائر .. إلى خلف حدود أراضي الدولة المعادية ، التي صار الإقليم المسلّم جزءاً منها !؟

ـ وهل كان يخطر في بال نابليون ، أن يصرح قادة دولة معادية ، بأن نظام الدولة العدوّة المجاورة لها ، التي ترفع ضدّها شعارات العداوة والممانعة ، والصمود والتصدّي والتحدّي ، أكثر من أيّة دولة أخرى في العالم .. بأن نظام هذه الدولة ، الشرسة في عداوتها الكلامية ، هو عنصر ضروري للأمن الإسرائيلي ، وأن إسقاطه يعدّ خطاً أحمر، لاتسمح إسرائيل ، لأيّة جهة في العالم ، بالاقتراب منه !؟

ـ وهل كان يخطر في بال نابليون ، أن طائرات دولة معادية ، تحلّق ، متى شاءت ، في سماء الدولة المعادية لها ، وتضرب أيّة منطقة تشاء ، وأيّ هدف تشاء ، في الوقت الذي تشاء .. دون أن تفكر قيادة هذه الدولة الممانعة ، الصامدة المتصدّية ، بمجرّد إطلاق بعض طلقات المدفعية المضادّة للطيران ، ولوْ ذراً للرماد في عيون شعبها ، وعيون المبهورين بشعارات الممانعة ، من المغفّلين والسذّج ، من أبناء الدول الأخرى !؟

ـ وهل كان يخطر في بال نابليون ، أو أيّ رجل يعرف الفرق بين الوطنية والخيانة .. أن تبلغ درجة الخيانة ، بل الوقاحة في تلبّسها ، وممارستها .. ما بلغته لدى الأسد ، ابن الأسد ، سليل الأسرة الأسدية ، الممانعة المناضلة ، الميمونة !؟ وماذا كان سيقول ، لو علم بمثل هذا المستوى الرفيع من الخيانة ، الذي لم يعرفه ، ولم يسمع بمثله ، في التاريخ الإنساني كله !؟