البيانوني لـ"قدس برس":
البيانوني لـ"قدس برس":
سورية تريد استمرار الأزمة في لبنان لتعطيل المحكمة الدولية
علي صدر الدين البيانوني
لندن ـ خدمة قدس برس
اتهم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية دمشق وطهران بالوقوف وراء توتير الأوضاع الأمنية في لبنان والدفع باتجاه فرض الحرب الأهلية والطائفية فيه، واستبعد أن يكون لأي تصعيد عسكري ميداني في لبنان على أساس طائفي تأثير على الوحدة الوطنية والمذهبية في سورية.
واعتبر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" أن التصعيد بين المعارضة والحكومة في لبنان يخدم أهدافا لا علاقة لها بلبنان، وقال: "أعتقد أن المشكلة الأساسية هو تدخل سورية وإيران في الشأن الداخلي في لبنان، والمتحالفون مع سورية وإيران، ينفذون هذه الأجندة لمصلحة لا علاقة لها بلبنان، فالنظام السوري يحاول استعادة هيمنته على لبنان وتعطيل المحكمة الدولية وهو مستعد لتفجير لبنان من أجل ذلك، وما يجري من احتقان هو نتيجة مباشرة لهذه الأجندة".
ولم يستبعد البيانوني إمكانية انزلاق لبنان إلى الحرب الطائفية لكنه نفى أن يكون لهذه الحرب في حال اندلاعها أي أثر على سورية، وقال: "الحرب الطائفية ليست مستبعدة على الرغم من أن البنانيين عاشوا هذه الحرب ويعرفون خطورتها، لكن عندما يأتي طرف ويفرض هذه الحرب فإن احتمالاتها تبقى قائمة، ولكن مع ذلك يبقى الصراع الدائر في لبنان صراع سياسي، حيث أن حزب الله تحول من حزب مقاومة إلى حركة سياسية تسعى لهيمنة الطائفة الشيعية على الأوضاع في لبنان، لكن هذا الاحتمال غير قائم في سورية لأن الطائفة الشيعية قليلة جدا وليس لها أي تأثير"، على حد تعبيره.
على صعيد آخر رفض البيانوني الاتهامات التي وجهت لأعضاء المجلس الوطني لتجمع إعلان دمشق بالتعاون مع جهات أجنبية، وأكد أن إسرائيل والغرب عامة لازال يراهن على النظام الحالي، وقال: "نظافة المعارضة السورية عامة وإعلان دمشق تحديدا ليست موضع شك، والدولة تعلم أن المعارضة شريفة ولا تستقوي بالخارج، ومشكلة المعارضة السورية أنها لا تستقوي بالخارج، والذي يستقوي بالخارج هو النظام نفسه، أما المعارضة بدءا بإعلان دمشق وجبهة الخلاص وباقي الفصائل فموقفها واضح أنها لا تستقوي بالخارج".
وعما إذا كان لتجمع إعلان دمشق أو جبهة الخلاص أو جماعة الإخوان أي علاقة باجتماع بعض الفصائل السورية مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، قال البيانوني: "لم تكن لنا علاقة في تجمع إعلان دمشق أو في جبهة الخلاص أو في جماعة الإخوان باجتماعات المعارضة السورية في الكونغرس الأمريكي، ونحن نرفض أي عدوان على سورية وسنكون إلى جانب أبناء شعبنا للدفاع عن الوطن في حال حصول أي مكروه، وسنكون صفا واحدا مع الجميع ل أن مشكلتنا مع النظام وليست مع البلد".
ونفى البيانوني وجود أي اتصالات بين الإخوان وبين النظام السعودي في سياق الخلاف القائم بين الرياض ودمشق، كما أكد أن الدول الغربية ليست مترددة في موقفها من النظام السوري، وقال "نحن لا نتدخل في موضوع الصراعات العربية ـ العربية وليست لنا أي صلة بالخلاف العودي ـ السوري ولا وجود لأي تعاون بيننا، ولم ألتق بأي مسؤول سعودي في هذا الإطار. أما عن علاقتنا بالغرب فنحن نجري حوارات مع بعض الشخصيات الغربية، وحتى الآن الموقف الأوروبي ليس حاسما تجاه سورية، فهم يتفهمون ملاحظاتنا لكن مواقفهم الرسمية للأسف لازالت تمثل غطاء رسميا لهذا النظام"، على حد تعبيره.