إيران وحكامنا والتطرف محاور الحرب على الإسلام
خمس رؤى على طريق العمل الإسلامي
الرؤية الأولى
إيران وحكامنا والتطرف ...
محاور الحرب على الإسلام
سورية الشامي
اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوسية والصينية والحمراء والصفراء والبيضاء والسوداء و .. و ..، أمم وشعوب ودول، نشأت على أسس مختلفة من دين أو عرق أو لون، وعاشت ولا تزال، وهي قد تكون تعرضت لمحن وكوارث وحروب، وهذا من طبع الحياة ومن سنن الأمم، إلا أنها لاتزال تعيش وتنمو وتتطور، دون الخوف من خطر هائل يهدد أساس وجودها، ويستهدفها بكل وسائل الحرب لمحوها من خارطة الدنيا، لا يقبل عن ذلك بديلاً .. إلا أمتنا .. نحن المسلمون.
لم تبتلى أمة من الأمم على مر التاريخ، كما ابتليت وتبتلى أمة الإسلام في دينها، ولولا أن الله تعالى تعهد بحفظ هذه الأمة (بحفظ قرآنها الذي به يحفظ دينها) لذابت منذ قرون، من هول وفظاعة ما يكاد لها، وما يرصد لحربها من إمكانات.
ورغم أننا أصحاب فكر حر نقي ساطع أبلج، وقد جاء أمر ربنا لنا أن نحمل هذا الفكر رسالة حب وإخاء ومساواة إلى كل البشرية، ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، من شاء استجاب ومن شاء أبى دون حرج، نفرح لاستجابة المستجيبين لأن الله أنقذهم بدعوتنا من الضلال، وهداهم بنا إلى الحق، ونحزن لعدم استجابة الرافضين حزن الناصح لايجد عند من ينصحه استجابة لنصحه، إلا أن أعداءنا رأوا في هذا الفكر الذي هو منتهى الحب والخير، رأوا فيه سبب زوالهم لخيبة فكرهم وعدم ثباته أمام تعاليم ديننا، فقرروا حربه.
وأمتنا الإسلامية، ولأن أسها وأساسها وعمودها المتين هو هذه العقيدة المتأصلة في نفوس أبنائها، وهم بدورهم يسترخصون كل غال ونفيس فداء لدينهم، فقد علم أعداؤها أنهم لن يغلبوها إلا بمحو هذه العقيدة واستئصالها من نفوس أهلها، أو اسئصالهم هم أنفسهم مع العقيدة التي يحملون، بحرب شاملة لا هوادة فيها، لم تهدأ نارها منذ أن رفع الشيطان رايته أمام ربه إلى يومنا هذا، ثم إلى يوم القيامة، في حرب شعواء ضارية، هدفها الأساس القضاء على هذا الدين .. وعلى الطريق نحو الهدف، تأخذ الحرب أشكالاً شتى بحسب طبيعة المرحلة.
حرب أعدائنا لنا، أعتمد أسلوب الحرب الشاملة على ثلاثة محاور ..
المحور الأول: محاربة (تاريخ) الأمة وماضيها المشرق، بالطعن بنبيها، وكتابها، ورجالها، وتعاليمها، وفكرها.
المحور الثاني: محاربة (حاضر) الأمة، بتعطيل رجالها وحملة فكرها، وإسكات أصواتهم، ثم بتشويه عقيدة الإسلام بإعطائها مفهوماً غير مفهومها الحقيقي، مفهوماً مقزماً ممسوخاً، من صنع أعداءها كما أسلفنا.
المحور الثالث: محاربة (مستقبل) الأمة، بإعطاء الناس فكرة مشوهة عن هذه الأمة، فيما لو تركت لتحكم .. كيف ستكون.
ومما يؤلم ، أنه على المحاور الثلاثة، ظهر أناس ظاهرُهم أنهم من أبناء جلدتنا، أو أنهم فعلاً من أبنائها، ليس فقط مسلمون، بل ويحملون راية هذا الدين، وهم في حقيقتهم إما ليسوا منه أصلاً، أو منافقون يبطنون مالا يظهرون أو اصحاب فكر منحرف يهدمون ويظنون أنهم يبنون.
وكما هو معروف في قوانين الحرب، أن أخطر الأعداء هو ذلك العدو الذي ينشأ ويتربى وينمو داخل الأمة، ثم ينقلب عليها، ليفجرها من داخلها محدثاً الانهيار الكبير الذي يؤدي حتماً إلى خسارة الأمة لكل أسباب قوتها بعد أن انهارت من داخلها، لينقض عليها عدوها الأكبر من خارجها، مفترساً إياها، مستعبداً لها، ماسخاً لكل معالمها، لتختار بين الإبادة الحقيقية بالموت، أو الإبادة التاريخية بالتحول إلى أمة أخرى، ذات هوية وسمات ومواصفات من صنعه هو.
أما أعداء الأمة التقليديين، حملة راية الكفر، (الذين لانستغرب عداءهم لنا) وهم بدورهم يعلنون هذا العداء صباح مساء، هؤلاء الأعداء قد نجحوا نجاحاً باهراً في تعاملهم مع تلك المحاور، إما بالاستفادة من مكاسبها وإنجازاتها، أو بتجنيد أصحابها أصلاً لصالحهم، أو بتوجيه أصحابها من حيث يعلمون أو لايعلمون.
على رأس المحور الأول، كانت ولا تزال حركة التشيع، بفكرها المنحرف الضال، ذلك الفكر الذي تعب أصحابه وهم يضعون له الأسس والقواعد لهدم هذا الدين من قواعده، مستهدفين تاريخه المجيد، تشكيكاً في أصل الرسالة بأن الأمين جبريل قد أخطأ بتبليغ الرسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً ، وطعناً بنزاهة النبي وخفضاً من شأنه بأنه أخطأ وأنه لم يحقق العدل، ثم بتكفير كل من حملوا راية تبليغ هذا الدين ابتداءاً من الصحابة الكرام وانتهاءً عند كل عالم عامل، وخوضاً في أعراض أمهات المؤمنين، ومخالفة لكل ما اجتمع عليه المسلمون، وإباحة الزنى والكذب وقتل المسلمين، وجعل ذلك من أسمى القربات لله، والكثير الكثير غير هذا مما تحفل به كتبهم وعقائدهم مما لا يسع المجال ذكره، وما إن صارت لأصحاب هذا الفكر دولة، حتى رفعوا لواء العداء للمسلمين جهاراً، ووقفوا في صف كل عدو للإسلام والمسلمين، ونفذوا على أرض الواقع مايعجز ويخجل من فعله وتنفيذه أعدى أعداء الإسلام.
وعلى رأس المحور الثاني، تقف طبقة الحكام الظلمة الفجرة، من أبناء جلدتنا، يتكلمون لغتنا، ويصلون ويحجون ويعتمرون أمام الكاميرات ليصدقهم الناس، وصلوا إلى سدد الحكم بشتى الطرق، بالدعم الأجنبي وبالكذب وبالانقلابات وبشراء الضمائر، حتى إذا ماتمكنوا، وجدوا في الإسلام المتمثل في شباب الأمة الواعي عدواً لهم، فأمعنوا فيهم قتلاً وسجناً وتشريداً، وقربوا منهم كل منافق ومارق ليكون لهم العون على حرب هذا الدين، ثم أكملت الخطة الرهيبة بتغريب الأمة عن دينها مبعث همتها، ضماناً لبقائهم وبقاء ورثتهم في سدة الحكم بلا منازع، واستبدلت الإسلام الحقيقي بشعارات زائفة براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فتحولت مئات الملايين من المسلمين إلى غثاء، وتم تهميش الأمة كل الأمة، وتحييدها لصالح أعدائها، الذين قدموا كل أسباب الدعم والاستمرار لهذه الفئة، معتبرين إياها القوة الضاربة الأساس في كل معاركها مع الإسلام.
وعلى رأس المحور الثالث، تقف مجموعات وأحزاب وجماعات من المسلمين حقاً، على رأسها تنظيم القاعدة، هالها ماترى من ظلم وقهر وفساد واستبداد، فمالت إلى فكرة الجهاد وغالت، علها ترد للعدو ولو جزءاً من صفعاته، إلا أن الطبيعة المتوازنة لهذا الدين، لا تقبل التطرف والغلو حتى ولو كان الهدف نبيلاً، لأن التكامل والتوازن من أهم صفات هذا الدين، والتركيز على شيء وترك أشياء يؤدي إلى خلل في الفكر والعمل، ينعكس في النهاية على الأمة كلها، وهذا ما حصل بالفعل مع القاعدة، إذ قادها الغلو في الفكرة إلى أن تتصرف باسم كل المسلمين (دون إذن منهم ولا توكيل) بأعمال جرت على الأمة من التبعات ما يعلمه الصغير والكبير، وأعداؤنا بذكائهم وقلة حيلتنا، سيروا هذه الجماعات حسب رغبتهم، تارة باختراق هذه الجماعات، وتارة بتسهيل تنفيذ أهدافها، وتارة أخرى بصناعاتها وزرعها هنا وهناك، لتتؤدي ذات الهدف، وهم بدورهم استثمروا كل هذا لصالح فكرتهم في تشويه الإسلام وإظهاره بمظهر (الإرهاب)، ثم انطلقت جيوشهم لتشن حرباً عالمية معلنة عليه في عقر داره.
وفي نقطة تقاطع المحاور الثلاثة، يظهر بكل وضوح استهداف العقيدة في نفوسنا فكراً وأداءً، إما بتشويهها، وإما بحرفها، وإما باستبدالها بغيرها، وأمام هذه الحرب، ولمواجهتها، (علينا) التركيز على إعادة بث وتقوية الفكر الإسلامي الصحيح في الأمة، غير مستعجلين لنصر الله لأن النصر (عليه) أولاً وآخراً.
وللحديث متابعة ..