إنها بيروت

إنها بيروت

بمرمى سلاح عصابات حزب الله والانقلاب..

والحكومة والحريري تحت الحصار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(الإخوة في الوطن الواحد يتحولون الى أعداء بفضل اليد التي لا تُجيد إلا صناعة الفتنة والدمار ، إنّها يد وبصمات بشار عبر أعوانه في لبنان، ومحوره الشرير الذي رأسه في طهران، لتتحول بيروت إلى ساحة اشتباك ، ويكون أهلها الهدف من آلة الحرب بقيادة حسن نصر الله زعيم عصابات مليشيا حزب الله القاتلة ، وأدواته الإجرامية التي تقود عمليات الاغتيال والقتل في الداخل اللبناني ،  لإحداث الشرخ في هذا المجتمع المُنفتح لإسكاته وإخناثه وإخضاعه وإذلاله ،  وليتحول هؤلاء إلى مرحلة الاحتلال ، تماماً كما هو احتلال بني الأسرة الحاكمة في دمشق خدمة لأسيادهم، ،الذين مكّنوهم من السلاح لتهديد السلم الأهلي في لبنان ، وإشعال الحرب والفتنة الطائفية التي تُطل برأسها من تحت عمامات آيات قم وملاليها وعباءة بشّار ، لتزرع الخراب والحرائق والدمار والآلام في بيروت، وتُسيل الدماء البريئة لتُقتل الناس  لا لذنب ارتكبوه سوى لأنهم ساندوا المُقاومة طوال السنين الماضية ، وآوو اللاجئين الذين نزحوا من الجنوب بسبب مقامرة حزب الله والعدوان الإسرائيلي الغاشم ، لتُحتّل هذه العصابات البيوت ومقرّات المستقبل وتُحاصر الحكومة اللبنانية المُنتخبة ، ومنزل الزعيم اللبناني الشيخ سعد الحريري، وليصبح العدو الأكبر هو الشقيق في الوطن والدولة ، لتكون الحصيلة عشرات القتلى والجرحى ، وحالة من الرعب والخوف والإرهاب ، لنسمع بسببها صرخات النساء وبُكاء الأطفال عبر سمّاعات التليفونات في نقل مُباشر وهم يقولون ومعتصماه ..وعرباه .. و أُمماه ، ينتظرون النصرة والدعم ، لتخليصهم من إنجازات حزب الله الإيراني ، وبركات آيات طهران ، التي بشرنا بها الخامنئي وأنجاد الذين يدّعون الصلة بالسماء ، وليُعلن في النهاية رئيس العصابة  عن أهدافه التي في مُقدمتها كسر الدولة وإضعافها، وإخضاعها لإرادته ، أو دونها السجون والمحابس ، أو رميهم في البحر ، عندما ييأسون منهم إن لم يعترفوا بزعامته بديلاً عن وجود رئيس  ، فالأمر يريده له لا لسواه  ، وغطائه في ذلك الجنرال الأحمق ميشيل عون الذي يحلم بكرسي الرئاسة ولو على ظهر حمار .)

هذه هي حقيقة نوايا نصر الله ؛ الذي يُدرك جيداً بأنه لم يعد وجوده بما هو عليه مقبولاً ، ولايمكن للصيغة اللبنانية الاستمرار على النحو الذي يُريده حزب الله ، بنظام الدولة داخل الدولة ، أو بنظام الدولة فوق الدولة كما هو حاصل اليوم، وهو يُدرك تماماً أنّ تصرفاته الأنانية الشخصانية المذهبية المقيتة ، صار يشمئزّ منها جميع اللبنانيين ، وصارت تُعطي سمعة سيئة وانطباعاً مُقززاً منه، على الرغم من أنّه كان أمامه فرصة ذهبية للتفكير بسلاحه وشبكته المشبوهة لدمجه في المجتمع اللبناني بأسهل الطرق بعيداً عن الضوضاء والتهديد والتخويف الذي لم يعد يُفجع أحد ، على الرغم مما فعله اليوم ، لأنهم بمُحاولتهم الانقلابية اليوم تحوّلوا إلى عصابات ، وقطّاع طرق ، وصارت أعمالهم المرفوضة والمنبوذة  طوقاً ستُحاصرهم وستلعنهم  ، ومن غير المُستبعد أن يكونوا قد كتبوا نهايتهم بيدهم القذرة التي استباحت الحُرمات ، لتذكرنا هذه المأساة بما فعله الدكتاتور القاتل حافظ أسد في حماة والمدن السورية ، وبيروت في السابق من مجازر

وما جرى اليوم كان أمراً متوقعاً لقرب انعقاد المحكمة الدولية ، ولتجرؤ المولاة على ملالي طهران ، وقد نال السيد جنبلاط القسم الأكبر من الهجوم لأنه وضع يده على الجرح ، على كل حال لا يمكن وضع حد لهذا التجاوز والحالة الراهنة إلا بإسقاط النظام السوري ، وتولي حكومة وطنية السلطة في سورية لدعم إخوانهم في لبنان ، ولن يكون ذلك إلا برفع الغطاء عن النظام السوري ، واتخاذ العرب للموقف الحاسم بالانتقال بالموقف الرسمي من الحالة الوقائية إلى مرحلة الدفاع عن النفس أو الهجوم للوقاية ، وليس بالابتعاد عن الضربات فحسب ، لأنه في النهاية سيصيبهم الشرر ، ليكونوا فيما بعد الهدف وتحت وابل نيرانهم

وأخيراً : لك الله يا لبناننا الحبيب ، فقد بلاك الله بما ابتلانا فيه من قبل بهذه العصابات القاتلة ، الذين كشفوا عن وجههم الأسود ووجهة سلاحهم الذين اتخذوه ذريعة للاحتلال والسيطرة على القرار اللبناني بالقوّة ، بعدما تمركزوا بهذه الأرض الطيبة وصاروا كالبؤرة السرطانية التي لا يجوز السكوت عنها بعد اليوم الذي يجب أن يكون تاريخاً حاسماً للمرحلة المُقبلة ، وإلا تحوّل لبنان إلى أشبه مايكون بخرابة البوم الذي لا يكون من وراءه إلا الأطلال الموحشة ، وكذلك سيفعلون في الدول الأُخرى