لأننا (هكذا) لن نتشيع

سورية الشامي

[email protected]

في خطوة خبيثة تمثل قمة الغباء السياسي، وقعر الخبث العقائدي، فتح النظام السوري أبواب سورية الحبيبة مشرعة أمام فكر التشيع، متخطياً كل سياسات الإفساد التي اتبعها منذ نشأته الخبيثة، ليصل إلى إفساد عقيدة الشعب السوري، وذلك باستبدال الإسلام الحنيف (دين الدولة الرسمي) بفكر التشيع الضال (فكر الدولة الرسمي).

موجهاً بذلك رسالة واضحة إلى كل العرب والمسلمين، وعلى الخصوص دول الجوار، أنه نظام في منتهى الدناءة والوقاحة، وأن ليس في فكره إطلاقاً أي اعتبار لأقدس ما يقدسه عربي مسلم، رامياً (العروبة والإسلام معاً) في وجه كل من أيده وسانده يوماً ما من الأنظمة العربية، مختاراً إيران المجوس على كل العرب والمسلمين.

ولسنا في موضع الشامت هنا، لنقول (يداك أوكتا وفوك نفخ) للحكومات العربية التي ساندت النظام السوري، وأمدته بترياق التمكن والاستمرار، مفضلة إياه على المعارضة السورية بنخبها الواعية المستنيرة، وذلك خوفاً من وصول (الإسلاميين) حسب تعبيرهم إلى الحكم، وفي هذا تطبيق حرفي لسياسة أمريكا في المنطقة.

أقول لسنا هنا في موقف شماتة، خصوصاً وأن الشعب السوري الحبيب هو من يدفع الثمن الآن كما دفع من قبل ثمن كل سياسات النظام المنحرفة، إلا أننا وبكل الألم والحرقة والغيرة على بلد مثل سورية، نوجه رسالة إلى كل المساندين للنظام السوري (من قبل ومن بعد)، أن سورية العربية المسلمة الأبية لاتستحق منكم هذا التنكر لها، فهي بشعبها الحر الكريم، لن تستكين للظلم والظالمين، وأن التغيير قادم بإذن الله فإن الظلم لايدوم، ورغم كل غدركم بها وبشعبها، لن تقابلكم الإساءة بالإساءة، ولن تكون في مستقبلها المشرق القادم بإذن الله، إلا سورية التي عهدتموها، بلد الحب والحضارة والعروبة والإسلام، لأن هذه المعاني مغروسة في قلوب أهلها بكل أطيافهم ومشاربهم، وصل الإسلاميون للحكم أم لم يصلوا.

كما نوجه رسالة ملؤها الغضب والتحدي، إلى النظام السوري البائس، باسم الشعب الحر الأبي أننا (لن نتشيع) رغم أنف كل الطغاة الكفرة الفجرة.

لأننا شعب عريق، وأهل حضارة، فلن نقبل لعراقتنا وحضارتنا أن تحرقها نار المجوس، لن نتشيع.

لأننا شعب مسلم، فلن نرضى لربنا جل في علاه أن ينازعه أحد في ملكه وصفاته وأفعاله، ولن ندعي أمامه لأحد من البشر أيا كان أنه يعلم ماكان وما سيكون، وأنه يتصرف بالريح وبذرات الماء التراب، لن نتشيع.

لأننا شعب مسلم، فلن نقبل لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن تنتقص مكانته، وأن يدعي أحد أنه أخطأ في أداء رسالته، وأنه مات ولم يحقق العدل، بأبي هو وأمي ونفسي التي بين جنبي، لن نتشيع.

لأننا شعب مسلم، نحب آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم فهم آل بيت النبوة، ونجلهم ونرفع قدرهم إلى الحد الذي يرضونه ويرضاه الله ورسوله لهم، ولا نتجاوز بهم ولا بغيرهم إلى مكانة لا تكون حتى للأنبياء والملائكة، لن نتشيع.

لأننا شعب مسلم، فلن نقبل للصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، جند الإسلام وحملة رايته السمحة إلى أصقاع الدنيا، والذين صبغوا به شامنا الحبيبة بأرواحهم الطاهرة وجهادهم الطويل، لن نقبل لهم السب والشتم والإهانة، لن نتشيع.

لأننا شعب مبارك، بدعاء رسول الله لنا، فلن نكون خونة عهد وناكري فضل، فننسى لك يارسول الله فضلك، ونرفع بشراً فوق قدرك، لن نتشيع.

لأننا أهل نخوة ورجولة، لن نقبل لأمهاتنا العفيفات الشريفات المطهرات، أمهات المؤمنين، أن تهان ويخاض في أعراضها، شلت ألسنة الملاعين، لن نتشيع.

لأننا أهل كرامة وشهامة ومروءة، لن نقبل لحرائرنا، بناتنا وأخواتنا، أن تتقلب كل يوم بين أحضان الفساق الماجنين، لن نتشيع.

لأننا أصحب فكر حر مستنير، حرره الله من كل عبودية لغيره، لن نقبل أن تستعبدنا عمامة سوداء، تمسخ فكرنا وتحشوه كذباً وافتراءاً وسوساً ينخره، وتحيلنا قطيعاً من الماشية بالتضليل والخرافات، لن نتشيع.

لأننا أصحاب نفوس طيبة تفوح بالخير وتحب الناس، كل الناس، لن نستبدلها بالحقد والضغينة والغدر، ولن نكره أحداً لشخصه بل نكرهه لعمله، لن نتشيع.

لأننا أصحاب رسالة، يحدونا الأمل لغد مشرق نشحذ له الهمم ونعد له العدة، نترفع عن لوك فتن الماضي والتباكي على أحداث وقعت أم لم تقع، معترفين لأهل الفضل بفضلهم، تاركين حسابهم على رب السماوات والأرض، طالما نعلم علم اليقين أن أحداً غيرنا لن يدخل معنا القبر، وأن ربنا ليس بسائلنا عن عمل غيرنا، لن نتشيع.

لأجل كل ذلك، ولأننا ولأننا ولأننا ...

لن نتشيع

لن نتشيع

لن نتشيع.