اغتيالات النظام السوري الإرهابي
اغتيالات النظام السوري الإرهابي
(1 /2)
د.خالد الأحمد *
الإرهاب من صفات النظام السوري الأسدي ، ومن هذا الإرهاب قتل كل من يحاول معارضة النظام السوري في أساليبه القمعية ، داخل سوريا وخارجها ، وهذه سياسة متأصلة عند هؤلاء الناس منذ القديم ، وقد كان القتل والتصفية الجسدية ، الحل الوحيد عندهم للتعامل مع الخصوم .
ومن تقرير منظمة رقيب الشرق الاوسط عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا لعام 1990م ، نقتطف مايلي :
يقول التقرير : هناك من الشواهد الأكيدة على قيام أجهزة الأمن السورية باغتيال أشخاص في البلدان الخارجية ، ففي بعض الحالات تظهر الوقائع لنا أن هذه الأجهزة نفذت حملات اغتيالات كأداة في سياسة سوريا الخارجية وجزء منها . مما دفع باترك سيل إلى القول عن ( حرب النظام السوري على الملك حسين ) ملك الأردن في الفترة بين (1983 إلى 1985 ) ما يأتي : ( نقلاً عن : سيل : اسد ، الصفحات 464 ـ465 ويبدو أن سيل بوسعه أن يكون مرجعاً موثوقاً تماماً ، كما أنه صديق حميم لنظام أسد ، لذلك لايميل إلى المبالغة في مثل هذه الموضوعات ، فيزوده بما يريد تماماً ) .
1ـ في تشرين الأول (1983) أصيب سفيرا الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية .
2ـ وفي تشرين الثاني (1983) قتل موظف أردني وأصيب آخر بجروح بليغة في أثينا ، كما أبطا عمل ثلاث متفجرات في عمان .
3 ـ وفي كانون الأول (1983) قتل موظف بدرجة مستشار وجرح آخر في مدريد .
4 ـ وفي آذار (1984) انفجرت قنبلة خارج فندق عمان الدولي ، وفي تشرين الثاني (1984) نجا القائم بالأعمال الأردني في أثينا بأعجوبة من الموت عندما تعطل مسدس المهاجم عن العمل فجأة .
5ـ وفي كانون الأول (1984) قتل المستشار في السفارة الأردنية في بوخارست رمياً بالرصاص .
6ـ في نيسان (1985) حصل هجوم على السفارة الأردنية في روما . وهجوم آخر على طائرة أردنية في مطار آثينا .
7ـ وفي تموز (1985) هوجم مكتب الخطوط الجوية الأردنية ـ عالية ـ في مدريد بالرشاشات .
وفي نفس الشهر قتل السكرتير الأول في السفارة ألأردنية في أنقـرة رمياً بالرصاص .
8 ـ في آب (1985 ) اعتقل شخص فلسطيني في أثينا للاشتباه بـه في التخطيط لمحاولة ثانية تستهدف حياة القائم بالأعمال الأردني .
لمـاذا الأردن !!!؟
ونتذكر أن الأردن في بداية عقد الثمانينات فتح حدوده أمام السوريين الفارين من جحيم النظام السوري ، ولم يستطع الأردنيون التخلي عن الشهامة العربية التي توجب إغاثة الملهوف ، وحماية المستجير ، ونصرة المظلوم ، وقد فتح الأردن بيوته حكومة وشعباُ لإخوانهم السوريين الفارين من جحيم الإرهاب الأسـدي .
وهذا دفع المخابرات السورية إلى إرسال مجموعة من عناصر سرايا الدفاع التي يقودها كبير المجرمين ( رفعت اسـد ) ، أرسلتهم لاغتيال رئيس وزراء الأردن السيد مضر بدران ، ولكن رحمة الله عزوجل ساعدت السلطات الأردنية على اعتقال هؤلاء الجنود قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مهمتهم ..
واعترف المجندان ( فياض ، وبيشاني ) بالمهمة الموكلة لهما وهي اغتيال السيد مضر بدران ، كما اعترفا بأنهما كانا ضمن الوحدة التي قتلت السجناء في تدمر ( حزيران 1980 ) بأمر من رفعت الأسد ، وشرحا على التلفزيون الأردني تفاصيل العملية الإرهابية القذرة التي نفذتها سرايا الدفاع ، وقتلت قرابة (1100) من السجناء في تدمر من خيرة الشعب السوري ...
كان ذلك في عام (1981) ... ولما عجزت المخابرات العسكرية السورية من تنفيذ مخططاتها الإرهابية داخل الأردن ، اندفعت تنفذها خارج الأردن ...
وهذا غيض من فيض من إرهاب النظام السوري ، أكبر نظام إرهابي في العالم العربي ، وفي منطقة الشرق الأوسط ...
ونسأل الله عزوجل أن يرينا عدلـه وجـزاءه لهؤلاء القتلة الإرهابيين في الدنيا والآخرة ، والله على كل شيء قدير .
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية