استبعاد إعادة الصهاينة الجولان للسوريين
استبعاد إعادة الصهاينة الجولان للسوريين
محمد هيثم عياش
برلين/29/04/2008/ لا يوجد سلام في منطقة الشرق الاوسط بدون سوريا ولا حرب بدون مصر ، لقد جزم بذلك وزير الخارجية الامركي السابق هنري كسينجر الذي شغل هذه الحقيبة بين سنوات 1973 و 1977 وبذل جهودا مضنية لحل النزاع في تلك المنطقة . ومنذ نهاية حرب تشرين أول//اكتوبر من عام 1973 لم تعرف المنطقة حربا حقيقية اذ ساهمت الوساطات التي جرت لمصالحة العرب مع الصهاينة التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد التي اسفرت اعتراف مصر بالكيان الصهيوني وانسحاب الصهاينة من سيناء الا أن انسحابا من هضبة الجولان يعتبر مستحيلا لأن تلك المنطقة تختلف عن سيناء الصحراوية فهي تعتبر غنية بالمياه والموارد الحيوية الاخرى كما أن المستوطنين الصهاينة الذين جاؤا الى تلك المنطقة من بقاع عديدة في العالم ليسوا على استعداد مغادرتهم والعودة الى أوطانهم الاصلية او البحث عن أماكن جديدة لهم في فلسطين المحتلة كما أنه اذا ما أراد الصهاينة بالفعل إعادة الجولان الى سوريا لبادر منذ عام 2003 عندما عرض الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد في مؤتمر القمة العربية ببيروت المصالحة مع الصهاينة شريطة العودة الى حدود ما قبل الخامس من حزيران عام 1967 .
هذا ما أشار اليه خبراء في شئون سياسة المنطقة خلال ندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية يوم الثلاثاء 29 نيسان/ابريل في العاصمة برلين نوقشت من خلالها وساطة تركية بين سوريا والكيان الصهيوني من خلال تأكيد رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان استعداد رئيس وزراء الدولة العبرية ايهود اولمرت مفاوضات مع سوريا واستعداد الصهاينة اعادة الجولان مقابل السلام وتأكيد الرئيس السوري بشار اسد هذه الوساطات والاستعدادات . وأكد مدير معهد الشرق الالماني لدراسات العالم الاسلامي اودو شتاينباخ وجود هذه الآراء والوساطات منذ مؤتمر مدريد عام 1991 الا أن الكيان الصهيوني بالرغم من ابداء استعدادته لا يأخذ ذلك بعين الاعتبار لأنه يوجد دائما تغييرات على تلك الشروط ونكوص عن وعوده كما أن التقلبات السياسية التي تعيشها المنطقة في ظل الاحتلال الاجنبي للعراق وعلاقات سوريا الوطيدة مع ايران وبالتالي الضغوط الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية على سوريا وتشاؤم واشنطن من السياسة السورية وتأييد البيت الابيض المطلق لسياسة الكيان الصهيوني يجعل من احتمال صلح بين دمشق وتل ابيب بعيد المنال ، بينما اكد خبير شئون الشرق الاوسط من المعهد الالماني للعلوم والسياسة باتريك مولر رأى ان احلال السلام في المنطقة لا يكمن بالعروض والاقترحات فقط بل خلال اتخاذ سياسة حازمة تجاه الاطراف المتصارعة في المنطقة ارغام الكيان الصهيوني بالانسحاب الى حدود ما قبل حرب الخامس من حزيران عام 1967 وقبول اقتراحات الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الذي اشار عام 2000 ضرورة تأمين سوريا المناطق المتاخمة للدول العبرية أمنيا والحرص على أمن ذلك الكيان أي أن يؤدي السوريون دور شرطي يمنع النظمات الفدائية وغيرها بالوصول الى قلب فلسطين المحتلة وقيامهم بأعمال غير أمنية وبالتالي إقامة شريط عازل مزود بأجهزة انذار مبكر في جبال الحرمون مضيفا ان على سوريا اتخاذ خطوات ايجابية تكمن بايعازها الى المقاومة اللبنانية والفلسطينية بوقف عملياتهم ضد الكيان الصهيوني وبالتالي وقف دمشق دعمها المعنوي والعسكري لتلك المقاومة . واعتبر هؤلاء الخبراء بأن الصراع العربي الصهيوني له جذور دينية إضافة الى التاريخية وان هناك مواجهة محتملة بين الفئات الدينية من كلا الطرفين فالمسلمون يرون تحرير فلسطين من النهر حتى البحر فريضة دينية ويرى اليهود بأن فلسطين والمنطقة بأسرها وفي مقدمتها القدس وطن قومي لهم من خلال تعاليم التوراة التي تشير بأن الله كان قد وعد النبي ابراهيم تلك المنطقة كما وتعتبر الجذور الدينية للحركة الصهيونية موجودة في التوراة والانجيل ايضا واذا ما أراد المجتمع الدولي احلال السلام في المنطقة فيجب عليهم لعمل على نزع هذه الافكار من شعوب تلك المنطقة على حد آرائهم .