صحيفة تشرين السورية تهاجم العرب

د.خالد الأحمد *

نشرت صحيفة تشرين الحكومية السورية  تهاجم الدول العربية المعتدلـة وتصفها بالعمالـة لأمريـكا كما جـاء في موقـع سـوريا الحـرة  حيث جاء في الموضوع :

حملت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية أمس على «بعض العرب المتواطئين» مع الولايات المتحدة وإسرائيل في مخططاتها «للإساءة إلى سوريا»، مؤكدة أنهم لن يحصدوا إلا «الخيبة والخذلان». وقالت الصحيفة «هناك بعض العرب من يندفع في المشروع الأميركي أكثر من الأميركيين أنفسهم في مواقفهم الصامتة والمتواطئة مع التسليم بقدر القضاء الأميركي والقدر الإسرائيلي للإساءة إلى سوريا ومحاصرتها».

ودانت الصحيفة الحكومية «الطابور الخامس الذي يردد ويعمل على الاستقواء بالأجنبي وتحريضه على حصار وتهديد سوريا ويقدم معلومات كاذبة تبنى على مواقف دولة عظمى تهدد وتوعد وتواصل مساعيها لعزل سوريا ومعاقبتها على ذنب لم تقترفه».

أذكـر الصحيفـة التي تتجاهل حقائق ناصعـة واضحـة وضوح الشمس منها :

1-  دخل النظام السوري الأسدي لبنان عام (1976م) بمباركة أمريكية صهيونية ، وذبح من الفلسطينيين أضعاف ماذبحه الصهاينة ، وأخرج الفلسطينيين من لبنان ، وقضى على المقاومـة اللبنانيـة التي كانت تقاوم الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان ...

2-  وقف النظام السوري الأسدي مع أمريكا في حرب الكويت ( عاصفة الصحراء ) وأرسل قواتـه محملـة في البواخر عبر البحر الأبييض المتوسط ثم البحر الأحمر بعد أن مـرت في قناة السويس تحت مظلـة طائرات الأسطول السادس الأمريكي ( كما جاء في كتاب مقاتل من الصحراء للفريق الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز قائد مسرح العمليات في تلك الحرب ) ...ووصلت ميناء ينبع ومن هناك ذهبت إلى حفـر الباطن لتعسكر جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكنديـة وبكلمة واحدة ( القوات الامبريالية ) كما يكرر أزلام النظام السوري أنهم أعداؤها ، ويتهمون كل من لايمشي في مخططاتهم أنهم عملاء للامبريالية  ...ووقف الجيش السوري ( البعثي العربي ) ضـد الجيش والشعب العراقي ( البعثي العربي ) ...وبعد ذلك كلـه يتهم الأسديون غيرهم بأنهم عمـلاء أمريكا ....كما يقول المثل : رمتنـي بدائها وانسـلت ...

جـاء في كتاب [مقاتل من الصحراء ]عن عاصفة الصحراء : (ص 268) :

بعد غزو العراق للكويت ، أوفد الرئيس حافظ الأسد العماد علي أصلان ليناقش معي [ مع الفريق الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز قائد مسرح العمليات ، ومؤلف كتاب مقاتل من الصحراء ] مايمكن أن تقدمه سوريا ، ويعرف عن الرئيس السوري بغضه الشديد لصدام حسين أكثر من بغضنا له بكثير ، كما أيقنت أنه ليس من السهل على سوريا بصفتها حاملة راية القومية العربية أن تضم قواتها إلى قوات أمريكا في شن حرب على دولة عربية أخرى [ هذا ما يظنه كل عاقل لايعرف مبدأ غمز على اليسار واذهب يمين ] .

 الطائرات الأمريكية تحمي القوات السورية من الصهاينة !!؟؟::

 يتابع كاتب  مقاتل من الصحراء :  ولفت نظري قدرة دولتين لم تكونا على وفاق من قبل على التعاون بشكل فعال لمواجهة خطر مشترك !! واستقبلت القوات السورية في ينبع وأصبت بخيبة أمل عندما عرفت أنهم أحضروا دبابات (ت 62) فقط ولم يحضروا (ت 72 )وعذرتهم لأنني أدرك أن عليهم حشد فرقتين على الحدود العراقية لمواجهة صدام !!! . وضعت السوريين غرب مشاة البحرية الأمريكية ، ثم عرفت أن الأمريكيين لايحبذون ذلك لأن دبابات السوريين تشبه دبابات العراقيين وخافوا من التباس الأمر عليهم ، لذلك استبدلت السوريين بالمصريين ، وسحبت الفرقة السورية إلى الخلف لتشكل احتياطي القوات المشتركة في المنطقة الشمالية ....

أطقم السيطرة الجويـة الأمريكية مقبولة عند الضباط الكبار السوريين فقط ::

هذه هي حقيقـة النظام الأسـدي ياصحيفة تشرين ، فلاتغشي العـرب بكلامك الفارغ ...فهو أكثر العمـلاء إخلاصاً للصهاينة وللإدارة الأمريكية ، ويتمنـى وقد صرح بذلك عدة مـرات أن ترضى عنه الإدارة الأمريكيـة وتعيـده إلى وظيفتـه ( العمالة ) بعد أن زهقت منه دوائر الغرب ، واعتبرته عميلاً انتهى مفعولـه ، وربما اسنغنت عنه ....

وبين يدي تحليل كتبـه الأستاذ أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتيـة في (18/9/2006) يقول فيه ::

يسعى النظام السوري هذه الأيام، وبكل ما أوتي من وسائل، إلى الاتصال والتفاهم مع الادارة الاميركية، وبقصده إعادة أوضاع وعلاقات البلدين إلى ما كانت عليه أيام حكم حافظ أسد، وقبل وراثة ابنه بشار لمقاليد الرئاسة بعد وفاة أبيه.

وأكدت المصادر المقربة، وشديدة الخصوصية، أن النظام السوري يتوسل لهذه المهمة إسبانيا وإيطاليا وعبر وزيري خارجية البلدين ميغيل انخيل موراتينوس وماسيمو داليما.

فهل تقرأ صحيفـة تشرين أم أنها لاتقرأ ، ولاتتابع الأخبار العربية والعالمية ... وحبذا لو قرأت قبل أن تتهم الآخرين ...  

واليوم نحن في (2008) ، يعلن بشار الأسد استعداده للتفاهم مع إسرائيل ، كما يعلن أولمرت مذكراً بشار بالفيتو الإسرائيلي ضد المشروع الأمريكي لإسقاط النظام السوري .... فهل تعقل تشرين !!!؟ أم مازالت تنادي بالممانعة والمقاومة !!!؟؟؟ وتتهم العرب !!! بأنهم عملاء ....لأنهم لايمشون ضمن مخطط العمالة السورية لنظام الملالي ، ولأنهم لايغمزون على اليسار ويذهبون من اليمين كما يفعل النظام الأسدي ، ولأنهم لايذبحون شعبهم ، ويكبلونه بالجوع والسجون والمقابر الجماعية ، ولأنهم لم يسمحوا للملالي الإيرانيين باستعمار بلادهم .....

               

*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية