شباب غزة بين مطرقة الحصار وسندان الانقسام
مبادرة شبابية تفوز بالمركز الثاني في مؤتمر للشباب في تركيا
تقرير
بوابة الشباب الإعلامية مبادرة شبابية من غزة يشرف عليها مجموعة من الشباب فازت بالمركز الثاني في المؤتمر الشبابي لدعم المبادرات الشبابية تركيا 2010 بدعوة من مؤسسة شباب حول العالم وبالشراكة مع جامعة يلدز التركية وبرعاية اسطنبول عاصمة الثقافة الأوربية 2010 ومن الجدير ذكره أن الشباب في غزة يحاول تحدى الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ 4 سنوات وأكثر, معاناة حقيقية تجسدت في تداعيات سلبية وخطيرة على طموح وأحلام وأفكار هؤلاء الشباب وليس هذا فحسب بل ساهم الحصار في تكبيل وتقييد تلك الطموحات والأحلام واصحبن تدنو يوما بعد يوم حسب ما تطلبه الحاجة والمرحلة الراهنة حتى وصلت إلى البحث عن لقمة العيش والوظيفة بعد التخرج من الجامعة والعيش بأدنى مستويات الأمان وأصبح التفكير في السفر إلى الخارج أو إكمال الدراسات العليا أو حتى المشاركة في الأنشطة التطوعية والمجتمعية من الأمور التي أوشكت على الاستحالة والفقدان.
وليس الحصار على قطاع غزة العائق الوحيد في هذه الحالة الغير مستقرة للشباب وإنما حالة الانقسام الفلسطيني وحالة الصراع بين الفصائل الفلسطينية زادت وبشكل كبير على تدمير وتحطيم أفاق ورؤية الشباب المستقبلية في تحقيق أهدافهم.
من جانب أخر وبرغم حالة الحصار والانقسام إلا أن هناك العديد من المحاولات الشبابية الفردية والجماعية من خلال المؤسسات والمبادرات والمجموعات مازلت مستمرة وهناك العديد من القصص والحالات الناجحة التي استطاعت أن تشكل حالة من التحدي لكل ما هو موجود من اجل الوصول إلى الهدف.
الناشط الشبابي محمود مصطفى البربار من مدينة غزة احد الشباب الذين تحدوا الحصار والانقسام بكل مراراته وشكل حالة من التحدي والتصدي لكل المرارات وقسوة الظروف وعلى مدى 7 شهور متتالية وبعد محاولات الإحباط والتعجيز استطاع المشاركة في مؤتمر للشباب لدعم المبادرات الشبابية في مدينة اسطنبول- تركيا بدعوة من مؤسسة شباب حول العالم وبشراكة جامعة يلدز التركية وبرعاية اسطنبول عاصمة الثقافة الأوربية 2010 من خلال ترجمه مبادرته "بوابة الشباب الإعلامية" تحت شعار اسمعوهم صوت حناجركم التي تحاكى طموح وأحلام وأراء الشباب في الكثير من القضايا الشبابية المهمة وتفعيل دور الإعلام تجاه الشباب وتخصيص جانب للإعلام الشبابي المستقل.
يقول محمود البربار منسق المبادرة "انه على مدى شهور عديدة حاول السفر للمشاركة في المؤتمر بعده وسائل من خلال التقدم بطلب إلى السفارة الأردنية ومكتب التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي للسفر عن طريق معبر بيت حانون ومن خلال محاولات عديدة مع مؤسسات حقوق الإنسان, لكن تم رفض الطلب وحاولت عدة مرات السفر عن طريق معبر رفح ولكن لم استطع بسبب كثرة المسافرين وبعد الجهد الطويل والإصرار على السفر استطعت فعل ذلك للمشاركة في المؤتمر"
وأضاف أن المهم في مشاركتي في المؤتمر ما بين التدريب على إدارة المشاريع وإعداد المبادرات الشبابية والية تجنيد الأموال والبحث عن ممولين وإعداد الخطط والميزانيات استطعت الوصول بالمبادرة إلى المركز الثاني من بين 25 مبادرة من دول عربية وأجنبية مشاركة في المؤتمر.
وأشاد البربار أن هذه المبادرة استحقت هذا الفوز لأنها تنبض من واقع الشباب في قطاع غزة وتحاكى الشباب بكل أطيافه وفئاته وتشارك العديد من المؤسسات الأهلية العاملة في مجال الشباب في قطاع غزة محاولة لتسليط الضوء من خلال الإعلام على واقع الشباب من اجل تلبية الحد الأدنى من طموحه وأحلامه ومحاولة لاستمرار الشباب في تحقيق ذاته وخاصة في الظروف الراهنة في قطاع غزة.
وعن تجربة الخروج من غزة والمشاركة في المؤتمر تحدث البربار أن المؤتمر أضاف إلى الكثير على صعيد التدريب الذي ساهم في بلورة رؤية جديدة لحالة المشاريع والمبادرات الشبابية من خلال آليات وسيناريوهات جديدة لمواجهة الواقع الشبابي والخروج من الأزمة الراهنة التي تواجه الشباب.
واختتم القول انه لم يفوت أي فرصة في الجامعات أو اللقاءات الدورية مع الشباب والمؤسسات في الحديث وتقمص الأدوار لإيصال صوت الشباب في غزة ومعاناته الحقيقية وصعوبة الحياة والتحديات التي تواجه الشباب خاصة في الحالة الغير مستقرة من فرض حصار ظالم على غزة وانقسام أبناء الوطن الواحد.