الشرق الأوسط بين ثقافة التعصب ... وثقافة الحوار

الشرق الأوسط بين ثقافة التعصب ...

وثقافة الحوار

خالد الخلف

رئيس المجلس إلاقليمي لمناهضة التعذيب

ودعم الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط

www.souhad.org

rcat.me@gmail.com

الديماغوجية العصبية إنما هي ظاهرة أجتماعية، أساسها الأستحواذ على السلطة، مهما كان نوع السلطه  سياسية كانت أو دينية تتمثل بنشر البغضاء والكراهية والعدوانية بين مجموعتين من الناس تختلف في وجهات النظر، بكافة أوجهها الأنفة الذكر ,كل منها تصر على أن موقفها صحيح لا يقبل الخطأ وأن الطرف الأخر خاطئ محال صوابه، كل من الجهتين تحاول أما أستمالة الطرف الآخر لموقفها وأنصهاره بها،  وإذا فشل ذلك فالقضاء عليه حتى جسديا.

العصبية وبمختلف أشكالها أصابت العديد من شعوب الشرق الاوسط، منها من يعالجها بحكمة للتخلص من شرها، ومنها من يواجه القتل والتصفية ، قبل الوصول إلى حل.

 ومع الأسف، وبعدالفشل الذريع للطبقات السياسية  في معالجة موضوع ثقافة التعصب أخذت الان بالتأجج وبأشكال شتى عبر سياسة الفعل ورد الفعل، عصبية مذهبية وعصبية قومية وجغرافية أخذ معظمها منهج العنف والأستئثار، وبدلا من مواجهتها وحلها سلميا تحت راية الانسانية تم اللجوء إلى لمحاصصة العصبيات المختلفة والتي لا تبني الاوطان كما يشرحه لنا الفلاسفة الاغريق والعرب وما جلبته من أثام بحق الشعوب وما زالت تجلبه. وراحت الإذاعات وأقنية التلفزيون المختلفة تؤجج للصراع المذهبي والقومي مستهينة بأرواح الناس، وبدلا من الأستفادة من الموروث النير مثاله ما نسب للأمام علي أبن أبي طالب عليه السلام (أبليس أساس العصبية وحكم الله في أهل السماء وأهل الأرض لواحد)، بدلا من نشر هذه الحكمة بين الناس وفي مختلف المجالات راح البعض يبحث عن الأثام والزلات في البعض من كتب الفلسفة التاتارية تصعيدا للتعصب المفرق للناس وأقتتالهم و من أجل فرض سلطته على المجتمع بدلا من التأكيد على عصبية الوجود الانساني الحر.

 في وضع مثل الشرق الاوسط هناك حاجة ماسة لثقافة الحوار والقبول بالرأي ألأخر والأبتعاد عن لغة التعصب والعنف، ولنا في موروثنا الكثير من العلامات المضيئة ، ينسب للأمام الشافعي قوله (رأيي صحيح يقبل الخطأ ورأيك خاطئ قد يجوز صوابه) ، انها ثقافة الحوار وثقافة القبول بالرأي المخالف، هل جرى الترويج لهذه الحكمة الإنسانية الحضارية.

 يتطلب الحوار البناء عاملين أساسيين، أولا حرية المتفاوضين، لا إرهاب ولا وعيد. ثانيا المساواة بين أطراف الحوار لا كبير ولا صغير لا غني ولا فقير، لا مسلح ولا أعزل من السلاح.

إذا ما توفر ت هذه العوامل، عندئذ نستطيع أن نحقق حوار حر قد يصل إلى نتيجة أو لا يصل، وإذا ما كانت القضية عامة يلجأ إلى الاستفتاءات أو الأستبيان العام.

 العنف الذي يصاحب العصبية، هو الأكثر خطورة في مجتمعاتنا لذلك يجب العمل بشكل جاد وعلمي لدراسة مختلف مسبباته، هل هي أقتصادية، عصبية فئوية، إرهابية، خارجية... ألخ كذلك يجب دراسة عن طرق عملية لتنمية الأساليب السلمية، أسلوب في الحياة والتعامل.

 بعد هذا كله لا بد من التأكيد أن البعض يعتقد أن التعصب والعنف  طريق للوصول إلى السلطة، لنغلق هذا الطريق عبر العملية الديمقراطية في الإنتخابات ، لنرفض العزل السياسي لمن لم يرتكب جرائم بحق الانسان لنخرج من غوغائية البعض، القائمة على التشهير والتخويف، وفي الوقت ذاته يجب أن نفضح وبصوت عال من ينشر ثقافة التعصب والعنف والقتل.

على مثقفي الشرق الاوسط  دورا هاما لم يتصدوا له مع الأسف لحد اليوم، ولكن  لم يضع الوقت ويمكن أن يتحمل كل واحد قسط من المسؤولية ليوصل فكرة الحوار وثقافتها وأبعادها ونتائجها وأدواتها لأعلى المستويات من قيادات العملية السياسية في المنطقة لأبسط أنسان، على مثقفينا  أن يبحثوا عن طرق للمساهمة الفعالة في حياة الوطن، والحرية  حق  للجميع.