أحفادنا سيسألوننا
أحفادنا سيسألوننا
كيف سكتّم على تدمير الخونة المجرمين .. لبلادكم !؟
سامي رشيد
· كما نتساءل نحن اليوم ، عن سرّ صمت الشعوب ، على حكّامها الذين أضاعوا الأندلس .. سيسألنا أحفادنا ، أو يتساءلون ، بعد رحيلنا ..عن سرّ صمتنا على حكّامنا، الذين يضيعون ، اليوم ، بلادنا ، بعبثهم ، وأنانيتهم ، وخيانتهم ، وهبوطهم الخلقي !
· ربّنا ، عزّ وجلّ ، سيسأل الحكّام عمّا فعلوا ، ويحاسبهم على ما فعلوا..لكنه سيسألنا ، نحن ، أيضاً ، عن سكوتنا ، على ما فعلوه ، بنا ، وببلادنا !
· ربّما أعدّ كلّ منّا ، جواباً ، لنفسه ، بينه وبين نفسه .. ليجيب به ربّه ، يوم القيامة ، عن سبب تحكّم المجرمين ، به ، وبشعبه ، ووطنه ، وأخلاقه ، ومصير أجياله .. دون أن يفعل شيئاً ، يدفع به عبثهم وإجرامهم ! ( والتذكير بهذا الأمر، خاصّ بمن يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويعلمون أنهم مسؤولون ، عن كل تفريط بأمانتهم ، التي اؤتمِنوا عليها .. من أهل ووطن !) .
· التساؤلات المطروحة ، هنا ، علينا ، هنا ، في الدنيا .. هي تساؤلات سياسية ، تتعلّق بالشعوب والأوطان ، والقيادات الشعبية ، والحكّام ، والصراعات ، وحسابات القوى والمصالح ، الفردية والحزبية والوطنية ! وهي التساؤلات التي ينبغي أن نجيب أنفسنا عليها ، قبل أن نجيب أحفادنا ، القادمين من بطن الغيب ، يحملون معهم تساؤلاتهم واستفساراتهم ، وما يلابسها من دهشة ، أو حيرة ، أو استغراب ، أو لوم ، أو عتب ، أو تثريب ، أو اتّهام !
· الحجج والذرائع والمسوّغات .. جاهزة لدى كل فريق سياسي ، ليتخلّص من محاصرة الأحفاد ، الذين سيولَدون عبيداً في أوطانهم ، أو مشرّدين ، لا أوطان لهم ! ومِن هذه الحجج والذرائع :
(1) إلقاء المسؤوليات على الآخرين : أياً كان هؤلاء الآخرون ! وإذا لم يوجَد آخرون ، يحملون عنّا تبعات تفريطنا ، سنخترع آخرين ، من عند أنفسنا ، نحمّلهم تبعات التفريط والتقصير، والإهمال والعجز، والضياع والدمار ..! كما يحمّل بعض حكّام بلادنا ، إلى اليوم ، الاستعمارَ، مسؤولية كل إخفاق ، أو فشل ، أو فساد .. كانوا هم صنّاعه ! برغم تحرّر الدول ، كلها ، من الاستعمار، منذ نصف قرن من الزمان ..! وكما حوّلَ بعض الحكّام ، مشاجبَهم ، التي يعلّقون عليها أخطاءهم ، وجرائمهم ، وخيباتهم .. من كتِف الاستعمار، إلى كتفَي الإمبريالية الأمريكية ، والصهيونية العالمية !
(2) الادّعاء بعدم الرضا ، وعدم السكوت .. والادّعاء بالمناجزة ، والمصابرة والمثابرة ، والمقاومة والتحدّي والتصدّي .. لكن العين بصيرة ، واليد قصيرة ! كل طرف سياسي يدّعي هذا ، أو يمكن أن يدّعيه ! ومجموع الأطراف ، يشكّل شعباً كاملاً ، خانعاً ، مستسلماً لعدوّه اللدود الرهيب ، المتلبّس بلبوس وطني !
(3) الله ، عزّ وجلّ ، يعلم مسؤولية كل فرد عن تقصيره ! وهو القائل :( بل الإنسان على نفسِه بَصيرة . ولو ألقى معاذيرَه ) . لكن .. هل يَقبل الآتون من بطن الغيب ، أعذارَ شعب كامل ، بسائر شرائحه وقواه ، وقياداته وزعاماته.. حين يقدّم كل طرف سياسي ، أعذارَه الخاصّة به ، ثم تتجمّع هذه الأعذار، كلها ، لتشكّل عذراً واحداً ، مُهيناً ، اسمه: العجز..! لشعب كامل ، يسام الهوان ، كالعبيد ، وتباع بلاده ، في المزادات الرخيصة ، بأبخس الأثمان .. دون أن يتمكّن من فعل أيّ شيء ، يَدرأ به الضياع عن بلاده ، ويدفع الهلاك ، عن نفسه ، وعن أجياله اللاحقة !؟