اردوغان واختصاصيو الفشل العربي

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

اردوغان هو رمز من رموز النجاح السياسي ، وليس في تركيا فقط وانما في العالم اجمع ، وباعتبار ان امتنا العربية لاتشجع الناجحين ولا تلتهي بتخلفها ومصائبها وفشلها ، ولكن رواد الفشل العربي يتسابقون الى انتقاد القائد السياسي التركي اردوغان وكل ناجح حسدا وغيرة وادعاء ، والمصيبة في تجار الفشل العربي انهم بانتقادهم اللاذع لرجل حقق الرفاه والاصلاح لشعبه فانهم يقيسون الديمقراطية التركية بحكم العشائر والقبائل والحارات الديكتاتورية العربية ، ولايراعون في مقاييسهم ابدا الحالة الصعبة التي تعيشها السياسة التركية والتي تقف في اصعب مراحلها .

الانتقاد الشديد اليوم لاردوغان والذي يتزامن مع تكتيك صهيوني امريكي من اجل سحب بساط التقدم الذي كسبته تركيا بسبب ادارة سياسية شريفة اعتمدت على الديمقراطية ومكافحة الفساد بكل شروره ، وبهذا قفزت تركيا والتي كانت على مبعدة كبيرة جدا من مصر ، قفزت وفي خلال مدة وجيزة الى مصاف الدول الاكثر تقدما في العالم ، دون الاعتماد على الثروات المعدنية او البترولية  وبكد ابنائها وجهدهم ، وهذا الانتقاد كان من المفروض ان ينصب على رؤوس القادة العرب وانظمتهم الخشبية والتي لم يتقدم فيها الا الفساد ورجاله مع الارقام القياسية في المخترعات التي تعبر عن مدى تفاهتنا والتي صارت مقياسا لتخلف امتنا وهي تفتخر باكبر صحن للتبولة ، واكبر قرص للفلافل ، واطول سيخ للشاورما ، واضخم كيس للذرة المنفوشة ، واسوأ قادة في الكرة الارضية ، واتفه بطانة للزعماء في تاريخ الكرة الارضية ، وافسد رجال دين في المجرة واكبر خازوق معماري وافخم يخت اميري واغلى حجاب اسلامي واشهر فخذ فني ، واعظم نهد عبيكاني    .

الهجوم على اردوغان يتم اليوم لانه يسير في طريقه لتحرير تركيا من نظام علماني حليف للصهيونية متآمر علينا  ، ويقف ضده اليوم في تركيا احزاب انفصالية ، ومؤسسات عسكرية ، ومؤسسات قضائية تنتظر منه ان يتلعثم بخطأ واحد عن الدين لاستئصاله وحزبه ، وهناك الاحزاب العلمانية ، والاحزاب القومية ، والحرس القديم ، ومنظمات المافيا التي خسرت دورها ، اضافة الى اللوبي السري ليهود الدونمة والذي مازال فاعلا ويحرك الاعلام التركي والسياسة ، كما وان هناك في تركيا اقليات لو جمعت لكانت اكثرية ، ومنها الاكراد وهم يقتربون من 15 مليونا والبكتاشية والقزلباش ويكونون كما يقال 20 مليونا ، والاقلية العربية والتي تكون مايقرب من عشر ملايين ، ولهذا فان الاستمرار في قيادة تركيا تحتاج الى بهلوان في السياسة ، ولاتحتاج في هذه المرحلة الى الاندفاع في تصريحات واقوال تطيح بكل مابناه حزبه خلال سنوات، ولا يستفيد منها الا رضاء امتنا النائمة والتي سادت فيها روح البط الانقيادية .

لقد ساهم زعيم عربي استقبل نجم الدين اربيكان عندما كان الاخير ضيفا عنده ، وبسبب ان القائد العربي المضيف يتمتع بكياسة المضيف العربي وحكمة الفلاسفة فقد حفر لضيفه نجم الدين اربيكان قبرا سياسيا ادى الى عزل الاخير عن رئآسة الوزراء في تركيا ثم سجنه بسبب دفاع القائد العربي الغبي عن الاكراد وبغباء ، ونسي انه من اكبر الطغاة واللصوص في المنطقة ، ولهذا فقد ساهم العرب بشكل ما في حفر قبر عميق لنجم الدين اربيكان ، وهو نفس مايفعله العرب اليوم .

انا لااعرف ابدا ماهو الربح الذي يجنيه كاتب عربي يانتقاده اللاذع لاردوغان ، وما هو السبب الذي يجعل من البعض يحترم بوش او اوباما او بيريس  اكثر من اردوغان ، وهو الذي يتعامل معنا كأخوة ، ولماذا يريد البعض منه ان يكون وبضربة واحدة محررا للقدس وهو مازال في اول درجة من درجات السلم الديمقراطي في تركيا ، وان الافضل لنا ان نمنح اردوغان والديمقراطية التركية القليل من النفس والكثير من الوقت والدعم ، وان ننتقد خيبتنا بدلا من انتقاد اردوغان  الذي كان يبكي لشهداء غزة وجرحاهم في الوقت الذي كان هناك انظمة كاملة تتسابق الى ليفني من اجل كسب ودها ومن اجل ضرب اهلنا في غزة وفلسطين وقطع طرق الطعام عن اطفالنا واخوتنا في غزة ، فمهلا .. مهلا .. يااخوة يوسف فلا ترموا اردوغان في اباركم ، وتعلموا ان تطوقوا بالورد اعناق الناجحين بدلا من انتقادهم ، فالفاشل لايحق له ابدا ان ينتقد رسل النجاح .

شتان شتان مابين قائد تركي يعلن انه لن يدير ظهره لغزة حتى لو تخلى العالم عنها ،وبين نظام سابق بنت له دولة القراصنة الصهيونية سدودا من اجل اماتة اهلنا في سورية والعراق عطشا ، وشتان مابين قائد يبرم الاتفاقيات العسكرية لحماية سورية من الاعتداآت الصهيونية ، وبين قادة توعدوا سوريا باجتياح عاصمتها ، فكم الفارق عظيما ، وكم هي نكبة الصهيونية وعملائها باردوغان المستقبل كبيرة كما نرجوا ، ولهذا فاني اتوقع ان تسعى الصهيونية الى اسقاط اردوغان او اغتياله ، وهاقد بدأت سكاكين العرب الفاشلين بغرز سكاكينهم في ظهر اردوغان القوقازي مجانا وحبا بتنفيذ مخططات دولة صهيون.

ان نجاح حزب اردوغان ليس نجاحا للاخوان المسلمين كما يشاع ، وانما هو نجاح في اعادة تركيا الينا بقوتها وزخمها ، وهو نجاح لنا في ان يكون لنا ظهرا امينا نستند اليه بدلا من الصهيونية وعملائها وحراسها ، وهو نجاح في ان ندفن تاريخا مرا كان الاتراك انفسهم ضحايا فيه معنا لمؤامرة صهيونية اطاحت بالجميع لتتربع دولة القراصنة الصهيونية على قلوبنا وعلى بلداننا مؤيدة ببعض الانظمة العربية بقايا الحقبة الاستعمارية لااعادها الله علينا.