الغرب يفهم الإسلام أكثر من بعض الإسلاميين

الغرب يفهم الإسلام

أكثر من بعض الإسلاميين

سورية الشامي

[email protected]

ولا أقول "من كثير من المسلمين" بل أقول "من كثير من الإسلاميين" لأن الكثير من المسلمين – ولله المشتكى- وبسبب تسلط الظالمين على مقاليد الحكم في معظم البلاد الإسلامية، وتكريسهم الكثير من الأنظمة والأوضاع التي تزيد في غربة المسلمين عن دينهم، باتوا طوعاً أو كرهاً بعيدين حقاً عن فهم الإسلام وتعاليمه التي لو وعوها حق الوعي وطبقوها على أرض الحياة لنظمت لهم كل أحوالهم ولنقلتهم من وهدة الذل إلى قمم المجد والرفعة.

(المسلم) هو كل من دخل هذا الدين، سواء بالولادة أو بالاعتناق، ونطق الشهادة، وبالتالي فهو يأتي من أحكام الإسلام بما يتيسر له وبما تسمح له الأنظمة الحاكمة، مقنعاً نفسه أنه مستضعف في الأرض، ما بيده حيلة، وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان.

أما (الإسلامي)، فهو ذلك المسلم الذي رأى في هذا الدين نعمة عظمى، ورأى في الإنسانية أخوة شاملة، فأحب لهذه الإنسانية أن ترفل بظلال هذه النعمة الإلهية، فشمر عن ساعديه داعياً لها ومبشراً بها، مستعذباً كل عذاب في سبيل فكرته، سعادته يوم يرى بعض أهدافه تتحقق هنا أو هناك على طريق تحقيق الغاية المنشودة الكبرى.

أما بعض (الإسلاميين)، فإنك تستغرب وتتعجب حقاً من بعض مواقفهم من أعداء الإسلام والمسلمين، وكأن ميزان الفرز والتمييز مختل في أدمغتهم، فتجد بعضهم يقف الموقف اللين من عدو ظاهر العداء، ويقف أحياناً بكل (شجاعة ومروءة) في صف المجرمين والمتآمرين على هذا الدين، ناسين جرائمهم أو متناسين، مادحين لهم أو متملقين، مصدقين الأكاذيب التي يسمعونها في إعلام الظالمين.

فيا أيها (الإخوة الإسلاميون)، المادحون للنظام السوري الكافر الفاجر البغيض، هل نسيتم سورية الأبية عرين الإسلام ودار خلافته، هل نسيتم مافعله فيها هذا النظام الظالم الجائر، هل نسيتم آلاف الشهداء في المدن والقرى والسجون، وآلاف الأرامل واليتامى تلعن هذا النظام المجرم ليل نهار وكل من يقف في صفه أو يمده بأي مدد، هل نسيتم المذابح الجماعية، هل نسيتم الحرائر الشريفات ترمى في السجون وينزع عنها حجاب العفة والكرامة في الطريق جهاراً نهاراً، هل نسيتم ملايين الجائعين من شعب الشام الغنية بمواردها لايجدون مسد رمق بعد أن سرق الظالمون الفجرة حتى كسرة الخبز من أفواه أطفالهم، هل نسيتم المواقف المخزية المخجلة لهذا النظام من العراق في محنته، ومن الأردن وتركيا في أمسهما القريب، ومن لبنان في سنواته العشرين العجاف الماضية وما هو قادم منها، وغير ذلك كثير.

ويا أيها (الإخوة الإسلاميون) المادحون لإيران وصنيعتها في لبنان (حزب الله)، هل نسيتم أو تناسيتم، أن لكم نبياً ينتقص الشيعة من قدره، وأن زوجاته الكريمات أمهات المؤمنين وصحابته الكرام البررة تُلعن وتُشتم وتُكفر ليل نهار في حسينياتهم وخطبهم، وهل نسيتم آلاف الجثث مجهولة الهوية في شوارع بغداد عليها توقيع جيش المهدي، وهل نسيتم التخريب والفوضى العارمة التي عمت شوارع مكة يوم حج الله الأكبر، وهل نسيتم جبل النار الذي تمناه الفاروق أن يكون بيننا وبين هؤلاء الذين تمدحونهم وتمجدون نصرهم (الأكذوبة).

أيها الإخوة الإسلاميون، يقول لكم ربكم: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"

أيها الإخوة الإسلاميون، يقول لكم ربكم: "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا مانزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم"