للخيانة عنوان اسمه حافظ وبشار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( قلنا وما نزال نقول ، وتحدثنا مراراً وتكراراً عن الإتصالات السرّية التي كانت تجري بين النظام السوري وإسرائيل بقصد التنسيق على أساس العمل المُشترك ونسج المسرحيات السياسية لتكون مُبرراً لاستمرار نظام اللقيطة المُنبت عن شعبه وأهلة وطائفته ، والذي يعتمد في استمراره على الحليف الأهم له من كل العالم ألا وهي اسرائيل ، التي التزمت معه على طوال الخط في دعمه وتثبيته عبر حليفتها أمريكا ، منذ أن تمت صفقة بيع الجولان . كما وإنّ الطرفان فيما بعد وباجتماع  سرّي مع وسيط دولي  تكلمنا عنه في السابق ، إتفقا بعد حرب التحريك على أن يجعلوا من لبنان ساحة يتبادلون فيها استعراض العضلات على حساب لبنان الأرض والإنسان والإقتصاد ، وفي عام 1975 بدأ المخطط الذي فجّر الحرب الأهلية هناك ، والتي كان من نتائجها إضعاف كل القوى الوطنية اللبنانية التي كانت تُشكل الخطر الداهم على اسرائيل ، وعلى النظام السوري الذي يرفض أي تجربة ديمقراطية تجري بجواره ، مما قد تتسبب بإحراجه وبالتالي زواله ، ليتفرغ فيما بعد وضمن المُتفق عليه مع اسرائيل لسحق الفلسطينين عبر قتلهم في مجازر فردية وجماعية وأهمهم تل الزعتر الذي قُتل فيه مايقارب عن الثلاثين ألف فلسطيني ، وهذا مالم تفعله اسرائيل بهم على مدار 50 عام من الإرهاب والعنف الذي تُمارسه عليهم ، هذا عدا عن عملية تشريدهم في كل يقاع الأرض وآخرعم الى الأرجنتين، ليتعزز دور النظام على المستوى الداخلي ويرتكب المجازر في سورية التي يشيب من هولها الولدان ومنها تدمير مدينة حماة بأكملها فوق ساكينيها وتدمير الكثير من الأحياء في المدن الأُخرى والقرى والبلدات، ليعود مرّة أُخرى الى لبنان مع بقائه على المُمارسات الأكثر عنفاً مع الشعب السوري ، وبتغطية وحماية اسرائيلية كامله ، وليستلم الملف اللبناني فيما بعد بشقيه السياسي والعسكري غُلام اسمه بشار أبن أبيه حافظ )

هذا الغلام الذي خلط المسار السياسي بالعسكري الذي سبّب له الكارثة ، عندما بدأ سياسيوا لبنان يشعرون باللغة العسكرية المُهينة بأنها بدأت تطالهم أيضاً ، فتجمعوا في إطار وطني  مُستقل كان يقوده الحريري ، لكي يُعيدوا زمام المُبادرة إليهم ، بعد موت الطاغية ، ليفكّوا البلد من قبضة الإستخبارات العسكرية السورية اللبنانية ، التي تحولت لبنان من خلالها الى دولة الأشباح ، وليُبعدوا البلد عن ساحة التجاذبات الدولية والصراع على أرضهم ، ويُعيدوا لبلدهم قراره الوطني الذي فقدوه منذ زمن طويل ، آملين بنجاح مشروعهم بجهل هذا الولد الذي حكم سورية وبانين ذلك على ضعفه وقلة خبرته ، ومُستغلين الصراع الخفي على السلطة ، ولكنهم تناسوا طياشة هذا الغُلام الذي يملك كل ادوات الجريمة ، والذي طاش صوابه عندما راى الأمور تضيق عليه  ، ففكر وقُتل كيف فكّر ، وقرر للتخلص من أزمته وما يدور حوله ، عبر العودة الى مشاريع الإغتيال المُرهبة التي أثبتت فاعليتها في المرحلة الماضية ، وعند أول مُحاولة للتنفيذ فشل في اغتيال حمادة ، ولكنه في الثانية نجح باستهدافه لالحريري ، لتنقلب الأمور بعدها على رأسه ، حتى صارت حليفته اسرائيل تستخف به وبُقدراته ، مما جعله في وضع عصبي صعب ، فقد فيه السيطرة على نفسه عبر مُحاولاته الكئودة لاستعادة السلطة والسيطرة ، وذلك بتوجيه للمزيد من العمليات الإرهابية التي لم تعد عليه إلاّ بشر الأمور ، والتي أعقبها  بازدياد الضغط العربي والدولي عليه ، اضافة الى الغليان الشعبي الداخلي ، الى أن شعر بعد ذلك باهتزاز الكرسي من تحته  ، مما جعله يتواصل باصدقائه في اسرائيل ، الذين عهد أبوه بهم دعم ابنه وقت الأزمات ، وأصدقائه الوسطاء من العرب والأجانب المثنتفعين من وجوده ، حتى عادت الإتصالات أعمق وأكثف من السابق  ، وكانت كُلما تعثرت الأمور فيها وصعبت يتصاعد الصراع في لبنان عبر الأدوات ، الى وصولهم الى حرب تموز الذي ورّط فيها حزب الله بمغامرته مع اسرائيل ، ليجلس وقتها وبعدها على طاولة المُفاوضات بوضع أفضل لإملاء الشروط ، والتي كان اهمها تخليصه من المحكمة الدولية ، ولكنهم أبلغوه بأنها خارج عن نفوذهم وقدرتهم لمساعدتهم في هذا الأمر

 

وفي تموز 2006 وبينما كانت المعارك مُحتدمة بين حزب الله واسرائيل ، والطائرات تُدمر لبنان ومناطقه الحيوية وتُدمر الجنوب بشكل خاص ، كانت المُفاوضات والمباحثات والصفقات جارية على قدم وساق ، كما بينّا في السابق ذلك، وكان أهم البنودالتي طرحتها وفود النظام السوري  المحكمة الدولية ، التي وعدت حينها اسرائيل ببذل الجهد  في هذا المجال ، وعلى ضوءها  تمّ إعطاء الكثير من الإحداثيات للعدو الإسرائيلي ليتم قصفها بغرض تقليم أظافر حزب الله الذي مال في آخر ايامه الى الجانب الإيراني بعدما سهل له النظام دخول الأسلحة والعتاد وتقويته على كل الفرقاء في لبنان، لينحاز كلياً الى طهران ، وليُستخدم هذا العدوان كدرس وشدة أُذن للحزب ، ليفهم بأنه لابديل عن دور النظام السوري في اتخاذ أي قرار ، مما سبب ذلك بإعادة حزب الله لصيغته في التعامل ، وصار يُنسق بين الجانبين الإيراني والسوري كي لايقع بين الأرجل مرّة اُخرى ، وليعود الحلف الثلاثي ظاهرياً اكثر تماسكاً ، ليُبرر للنظام فيما بعد  حضوره مؤتمر أنا بوليس ، بينما هاجم هذا الحلف بقية الدول التي حضرت ، وهاجم السلطة الشرعية المُنتخبة في لبنان ووصفها بالعماله والتبعية تغطية على شريكهم الذي لا يُؤمن جانبه

وهذه هي حقيقة  مفاوضات النظام مع اسرائيل التي اعترف أخيراً بجزء منها بشار الأسد ولأول مرّة  للصحيفة القطرية الوطن اليوم، بعد أن نضجت الأمور واستوت الطبخة على حساب ومُعاناة ودماء الشعبين اللبناني والسوري ، وكذلك العراقي ، والتي كشف فيها عن تفاصيل الرسائل السورية ــ الإسرائيلية المتبادلة، التي تمت بينهم منذ استلامه للسلطة ولكنه عزاها الى مابعد حرب تموز ، في اشارة واضحة لأبعاد دخول حزب الله في المُغامرة مع اسرائيل ، ومن ثُمّ الإعتداء على لبنان ، وفي اشارة واضحة بان الدم والإقتصاد والإستقرار والوطن اللبناني أُستخدموا لحساب نظامه الخاص ليكونوا ثمناً لتحسين وضع نظامه، وذلك من خلال حديثه مع الوطن بقوله : " أن الوساطات بين دمشق وتل أبيب تكثفت بشكل أساسي بعد العدوان على لبنان في صيف 2006" وبانها اثمرت عن تفاصيل ايجابية ، أي أنهم كانوا على تواصل دائم ، وكان مُتبقي عليهم فقط التفاصيل بما يتعلق بأمور المحكمة والسيناريوا للخروج من الأزمة بحسب اعتقاده ، والتي أعقبها بالقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي : "نحن نعرف ماذا تريد سوريا، وهي تعرف ماذا نريد». ، ورد عليه بشّار بنفس النغمة : "هم يعرفون ماذا نُريد منهم ونحن نعرف ماذا يُريدون منّا ".  ونحن نقول كمعارضة بأننا لسنا ضد عملية السلام التي تُعيد الحقوق لأهلها ، وترتضيها القوى الفلسطينية والعربية ، ولكننا ضد المُزاودات والأعمال السرّية المُريبة ، وضد الصفقات التي يعقدها النظام مع الكيان الصهيوني مُنفرداً ، والتي يبيع من خلالها الأصحاب والمُقربين والأوطان لمصالحه الخاصة ، على حساب الشعوب والدول والكلمة الواحدة ، ليُغرد بعيداً عن السرب ، ولو أدّى ذلك لتُستخدم ضد المصالح العليا للوطن ، ولتُستغل لمغازلة الأمريكان الذي يدّعي خصومتهم ، ويتهم ويُعاقب لمن يذكر أسمهم أو يقوم بزيارتهم ككمال اللبواني فقال : "إن المفاوضات المباشرة بحاجة إلى راع ولا يمكن أن يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة وهذا أمر واقع ، ولكنني في نهاية المطاف لا ارى إلا للخيانة عنوان واحد اسمه بشّار وابيه حافظ ، فهل ادركتم الى أين يُريد ان يأخذنا هذا الغلام