يوسف العظمة وحافظ الأسد
د.خالد الأحمد
*
1- يتشابهان في مايلي :
- كل منهما عربي سوري منذ أكثر من خمس سنوات ...
- كل منهما كان وزيراً للدفاع في سوريا ....
2- يختلفان في نقطة واحدة فقط ولكنها كبيرة جداً ... فالشهيد يوسف العظمة يرحمه الله كان وزير دفاع في أول حكومة عربية تقوم في سوريا الكبرى يومذاك ، بعد الاستقلال أو قل الانفصال عن الدولة العثمانية ... جيش قوامه من المجاهدين المتطوعين ، أغلبهم اشترى سلاحه من جيبه ، أو باع سجادة بيته فاشترى ذلك السلاح ، أو استدان لشراء ذلك السلاح .... أما حافظ فكان وزيراً للدفاع في حكومة النظام الأسدي ، بل قل كان الرجل الأول في الحكم عام (1967م ) ، وتسلم وزارة الدفاع بعد دورة تأهيلية ( ســرية ) في بريطانيا لمدة ثلاثة شهور من ديسمبر 1965وحتى (23/2/1966) ، ولما عاد وجد الحركة التصحيحية الأولى ، لذلك ذهب إلى قيادة القوى الجوية فوراً من مطار دمشق ،وتابع بالهاتف حث القطعات العسكرية على تأييد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبعثيين السنيين ، وعلى رأسهم الفريق محمد أمين الحافظ ....وقبيل الخامس من حزيران ببضعة أيام يقول حافظ الأسد :
كانت سوريا هي المحرضة على الحرب، فقد أدلى وزير الدفاع السوري وقائد سلاح الطيران اللواء حافظ الأسد بتصريح لصحيفة الثورة السورية يوم (20 /5 / 1967م ) جاء فيه : ( .. إنه لابد على الأقل من اتخاذ حد أدنى من الاجراءات الكفيلة بتفيذ ضربة تأديبية لإسرائيل، تردها إلى صوابها ... إن مثل هذه الإجراءات ستجعل إسرائيل تركع ذليلة مدحورة، وتعيش جواً من الرعب والخوف يمنعها من أن تفكر ثانية في العدوان. إن الوقت قد حان لخوض معركة تحرير فلسطين، وإن القوات المسلحة السورية أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان، وإنما للمبادرة في عملية التحرير ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي، إننا أخذنا بالاعتبار تدخل الأسطول السادس الأمريكي!!! وإن معرفتي لإمكانياتنا تجعلني أؤكد أن أية عملية يقوم بها العدو هي مغامرة فاشلة، وهناك إجماع في الجيش العربي السوري الذي طال استعداده ويده على الزناد، على المطالبة بالتعجيل في المعركة، ونحن الآن في انتظار إشارة من القيادة السياسية . وإن سلاح الجو السوري تطورتطوركبيراً بعد(23/2 /1966م ) من حيث الكمية والنوع والتدريب، وأصبحت لديه زيادة كبيرة في عدد الطائرات، وهي من أحدث الطائرات في العالم، كما ازداد عدد الطيارين وارتفع مستوى التدريب.
*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسيةة