متكي يصرح من جديد

أحمد النعيمي

[email protected]

http://ahmeed.maktoobblog.com

ما انفكت الآيات في قم والنجف يسمعوننا قصصهم الخيالية وينشرونا فينا خرافاتهم، في زعمهم أن المهدي لم يمت منذ ألف سنة وأكثر، مختفي في سرداب، وينتظرون خروجه لكي ينتصر للآيات كما جاء هذا في فيلمهم "313"، ويُذبح المسلمين ويُخرج أبا بكر وعمر وعائشة، وأحفادهم، ويقتص منهم ويقتلهم شر قتلة، ويلطخ أستار الكعبة بدمائهم، ويزيدون خرافاتهم كما قال معممهم "العاملي" بأن هذا المهدي موجود في مثلث برمودا ويمتلك أسلحة تفوق ما وصل إليه العلم الحديث الآن، ومرة يهذرون بأن المهدي أصلح طائرة في الجو، ومرة يمنع طائرة من السقوط وتنجو هي وركابها، ونسو قوله تعالى: "قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" الانعام63، والأمر المتعارف عليه أن الإنسان وقت ضيقه وشدته، حتى الكافر والمشرك يترك كل ما كان يعبده ويتوجه إلى الله وحده، ولكن هؤلاء وحتى في قمة غرقهم يذهب بهم الوهم إلى عباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، ولا لغيرهم، فليدعوهم وليطلبوا من مهديهم الذي يزعمون أنه يملك أسلحة تبلغ عشرين ضعفاً مما يملكه الغرب الآن، فليستجيبوا لهم أن كانوا صادقين.

 والمهم في الأمر متكي من جديد يصرح بتصريح آخر أشد غرابة، وأكثر سخرية، كما صرح به يوم الثلاثاء الموافق 29حزيران الماضي، قائلاً: "إن خروج منتخبات فرنسا وانجلترا وأمريكا مبكرا من المونديال وبفضيحة كروية وخاصة لكل من فرنسا وانكلترا هو عقاب عادل على سوء معاملتهم لإيران" ويبدوا أنه قد نسي أو أخفى عن عمد أن المهدي – عجل الله فضح كذبتهم فيه – قد تدخل في هذا، واخرج هذه الفرق من كاس العالم!! بل كأني به قد بلغت به الوقاحة مبلغها بسخريته من الله تعالى، بقوله أن الله قد عاقب من يقتل المسلمين في كل مكان، بفضيحة وخسارة في كرة قدم؟! فهل هذا قول يصدر من إنسان يفقه في دين الله، إذا كان يفقه به!! وما مسالة هذه العقوبات إلا كذبة جديدة لتغطية العلاقات القائمة على قدم وساق بين إيران والغرب واليهود، وذر للرماد في العيون.

ونعود نذكر منكي من جديد، من للدماء والأعراض التي انتهكتموها بحق المسلمين في الأحواز وبلوشستان والأكراد؟! من لعبد الملك ريغي الذي سلمه لكم الأمريكان، مقابل خدماتكم وتعاونهم معهم؟! من لهؤلاء الذين تعدمونهم ليل نهار في إيران؟! من لكل الضحايا التي سقطت على أيديكم في العراق وأفغانستان بعد خيانتكم لله ورسوله ومشاركتكم المحتل في دخول هذين البلدين؟! من لهؤلاء الذين قتلتموهم على يد فرق الموت في العراق والحكومة الخائنة في أفغانستان والعراق؟! من لهؤلاء الذين يموتون في السجون على أيديكم وأيدي أذنابكم في كل مكان؟!

أما نحن فنقول: إذا كنت تعتقد بأن المهدي قد نصركم على من تزعمون أنهم أعداء لكم بكرة قدم، فإن كل هذه الضحايا تنتظر اللحظة الحاسمة والتي باتت بإذن الله قاب قوسين أو أدنى من النصر على أعداء الله، والتي تنتصر كما ينتصر الأبطال في ساحات الوغى، لا كما تنتصرون بالشعارات والكلام الفارغ وكرة القدم، لتطهر أرض إيران وأفغانستان والعراق منكم ومن حلفائكم الأمريكان والدول الغربية، ومن معهم من الصهاينة، وإن موعدكم بإذن الله الصبح، أليس الصبح بقريب!!