لماذا يفشل الحوار الفلسطيني الفلسطيني

لماذا يفشل الحوار الفلسطيني الفلسطيني؟

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض

تفاءل كثير من الناس بعد توقيع اتفاقية صنعاء ووصل التفاؤل ببعضهم أنهم صاروا يعدون الأيام للقاء المرتقب بين السيدين خالد مشعل ومحمود عباس ، إلا أن النوايا بانت " أي كُشفت" قبل أن يعود فرقاء الوفدين من حيث قدموا،. فالتصريحات الناريةو التي خرجت من رام الله ، أفشلت كل شيء.

يبدو أن مناخ الحوار بين فتح وحماس غائم كليا بسبب الضباب الكثيف وعدم وضوح الرؤية  للذين يضعون العراقيل أمام أي مبادرة للحوار أو يضعون شروطا تعجيزية كي لا يتم الحوار!!

 المتتبع لتصريحات مسؤولي رام الله بعد توقيع مذكرة التفاهم بين حركتي فتح وحماس في اليمن يجد أن فريق رام أو جله لا يريد الحوار مع حركة حماس تحت أي ضغط ، وما التعصريحات العجيبة التي تلت التوقيع إلا نذير بؤس وشؤم على الفلسطينيين إذ ابلغ المستشارون والمعنيون بالأمر ألا حوار مع حركة حماس إطلاقا إما التوقيع للتنفيذ!!

إذا لا مكان للحوار من جهة نظر فربيق أوسلو إطلاقا ، والحل الوحيد يكون في التراجع عن الانقلاب وفتح الباب على مصراعيه للأجهزة الأمنية كي تعود مرة ثانية إلى غزة!!

طبعا طلبات تعجيزية لا يمكن تحقيقها والذين يطرحونها يعلمون يقينا أنها لن ولم تتحقق ،  ولكنها تطرح من باب رفع العتب ، حتى لا يقال ولا سيما في الأوساط الفلسطينية أن السلطة ترفض الحوار.

لابد من طرح بعض الأسئلة المنطقية فيما  استجابت حماس لشروط السلطة وقامت بتسليم غزة لفريق أوسلو، ومن هذه الأسئلة:

 ما مصير الحكومة الحالية ؟ هل ستحاكم على أساس الخيانة العظمى أم ماذا؟ منْ سيرضى من أهل غزة بجميع مشاربهم بمن فرط في غزة واندحر سريعا تاركا المقرات والمباني بأسرع من البرق؟ وما مصير الحكومة الحادية عشرة الأخيرة أي قبل الأحداث الأخيرة فهل هي الشرعية التي ينادو بها أم لا ؟  وهل الأجهزة الأمنية تتبع لوزارة الداخلية أم لأن وزارة الداخلية تتبع لها و..........

أسئلة أظن ألا إجابات لها ، وأظن أن المغزى من وضع شرط عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل أحداث غزة هو تهرب من الحوار.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : لما لا يتم الحوار؟

المتتبع في مسألة الخلاف بين حركتي حماس وفتح أو بين رئاسة الحكومة ورئاسة الوزراء يجد العجب العجاب ، يجد أن حركة حماس دأبت على مناشدة الرئاسة إلى الحوار منذ اليوم الأول للحسم العسكري ، ومن كافة صانعي القرار في الحركة من رئيس المكتب السياسي للحركة إلى أصغر مسؤول فيها وبدون قيد أو شرط ، في الوقت الذي نجد فيه الرفض المطلق لكافة أشكال الحوار من قبل التيار المناوئ للحركة ، أي تيار فتح أو السلطة أو الرئاسة أو أوسلو  وأخيرا أرادوا أن يقحموا منظمة التحرير ضمن أعداء حماس فذهب الوفد إلى اليمن يمثل المنظمة!! إنها مسميات شتى لهدف واحد هو إفشال الحوار.

لقد خرج الأمر من أيدي فريق أوسلو ولم يسمح بالحوار أو التفاهم الفلسطيني  ، وليس باستطاعة أي مسؤول في السلطة من كبيرهم  السيد محمود عباس من فتح أي حوار مع حركة حماس ، ولم يعد خافيا على أحد لو  أن السلطة  حاورت حماس لانقطع عنها الدعم المادي والمعنوي والمباركة الأمريكية والإسرائيلية وربما الأوروبية  .

يبدو أن الذين راهنوا على أن الحوار سيفتح بعد أن تهدا النفوس ويتعافى المصارع الجبار قد خسروا وخابوا ؛ لأن الأمر بالفعل قد خرج من أيدي أصحاب القرار في السلطة التي أصبح شعارها " لا حوار مع الحمساويين الأعداء ، بل الحوار مع الإسرائيليين الأصدقاء " ..

 هل أصبحت حماس عدوة للسلطة أو الشعب الفلسطيني حتى يغلق الحوار معها ؟ وهل أصبح الصهاينة شركاء استراتيجيين للسلطة لعدو مشترك كما يحلو لبوش أن يتبنى مثل هذه الأطروحات الظالمة ويحاول نشرها في منطقتنا  ؟

قبل أشهر وخلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الياباني دقت  وزيرة الخارجية  الإسرائيلية تسيبي ليفني  يدها على الطاولة وصرخت  أن فتح الحوار بين حماس والسلطة خطأ كبير !! ..

إنها لغة  شبه دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية ، وأما ترجمتها في وزارة الدفاع أو الداخلية الإسرائيلية  أو الحرب كما يلي " إن فتح أي حوار بين حماس والسلطة جريمة لا تغتفر ، وإن أي مسؤول في السلطة يفكر في فتح باب الحوار فإنه يلعب بالنار !!".

وقبل أقل من شهر حذر تشيني فريق أوسلو من حوار حماس وأفهم أنه ينبغي على المشارك أن يختار أحد العرسين ليرقص فيه ولا يجوز أن يرقص في عرسين معا!! وتبعه تصريح لأولمرت يحذر فيه  من أي حوار مع الإرهابيين والقتلة وذكرهم أن عدوه وعدوهم واحد!!